الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
الرئيسية اخبار محلية العشائر " نار على الجاير نور على الجار " ! . بقلم : شحاده أبو بقر

العشائر " نار على الجاير نور على الجار " ! . بقلم : شحاده أبو بقر

956

البلقاء اليوم - العشائر " نار على الجاير نور على الجار " ! . بقلم : شحاده أبو بقر

البلقاء اليوم --السلط


مثير للتعجب والدهشة والإستغراب أمر بعض دعاة الإصلاح والدولة المدنية وسيادة القانون في بلادنا , عندما لا يجدون سبيلا لتسويق بضاعتهم تلك , والتي نؤيدها وبقوة وعن قناعة تامة , أهون من الهجوم التنظيري على العشائر والعشائرية , بإعتبارها من وجهة نظرهم وسواهم من رويبضات يسمون أنفسهم معارضة الخارج , السد المنيع الذي يحول دون الإصلاح السياسي وتحقيق حلم الدولة المدنية وسيادة القانون والنظام العام ! .

أول مصادر الدهشة والإستغراب أن معظم هؤلاء إن لم يكونوا كلهم , يسارعون في العودة إلى عشائرهم في أي موسم إنتخابات نيابية أو بلدية أو لا مركزية أو أية إنتخابات حتى لو كانت إنتخابات جمعية خيرية , يناشدونها منحهم أصواتها كي يكون بمقدورهم الفوز والوصول إلى مراكز المشاركة في صنع القرار ! .

إن كانت العشائر وهي رمز الكرامة والشهامة والإخلاص في الدفاع عن الوطن حد الإستشهاد المشرف , هي من يسد طريقكم نحو الإصلاح , فلماذا تنشدون ودها ودعمها وأصواتها إذا ؟ .

ألستم بهذا تكرسون حقيقة التناقض بين ما تقولون وما تفعلون " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " , ثم , من منكم في الأردن الصابر المصابر بلا عشيرة ! .

ثم ألستم تشاركون في العادات العشائرية كلها وعلى نبلها ووجاهتها من عطوات تحقن الدماء وصلحات تعيد الحقوق وتطيب النفوس , وحتى جاهات خطبة عرايس تتسابقون وتتنافسون على من يطلب ومن يعطي وأنتم تعلمون يقينا أن كتب عقد القران قد تمت قبل حين .

العشائر بعاداتها وتقاليدها وتضحياتها وحبل دمها الزاكي الممتد من شواطئ فلسطين الغربية وأسوار القدس الشريف عبورا لنهر الأردن وجبال الشراة وسهول البادية وسفوح الجولان عبر التاريخ , هي وإلى جانب الجيش وقوى الأمن , الضامن الأول لأمن الأردن والأردنيين جميعا ومن كل طيف ومشرب , وليس لمنظر هاوي سياسة وتسييس يرغب في أن يكبر قليلا أن يغمط العشائر حقها ودورها وتضحياتها التي لا تجارى , وإلا فهو يظلم حظه قبل أن يظلم العشائر, والظلم مرتعه وخيم وعقابه شديد في الدنيا والآخرة على حد سواء ! .

هي العشائر وبكل فخر جاء ذكرها في محكم الكتاب الكريم بقوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين " , ومحمد رسول المحبة والرحمة والتسامح الكريم صلى الله عليه وسلم , هو القائل " لقد إصطفى الله من خلقه العرب , وإصطفى من العرب قبيلة قريش , وإصطفى من قريش آل هاشم , وإصطفاني أنا من آل هاشم " , فهل بعد هذا القول قول يضير العشائر! .
العشائر وكل الأردنيين أبناء وبنات عشائر كريمة محترمة موقرة , نسيج مجتمعي طيب يتأثر بالأحداث والتطورات وظروف الحياة وتقلباتها , والكمال لله وحده جل جلاله , ولا يجادل في وطنية العشائر ونهجها القومي والإنساني غير مغرض أو جاهل , ولا يستهين بالعشائر ويحاول تقزيمها وتحميلها وزر مشكلات الوطن سوى مشكوك في أمره ونياته ومسعاه , ناسيا أو متناسيا أن القيادة الأردنية العليا تنتسب إلى قبيلة قريش وعشيرة الهاشميين الأخيار .

يطول الحديث عن سجايا العشائر الأردنية ونبل مزاياها وطيب معشرها وكرم أخلاقها وفروسية وجودها وجاهزيتها للتضحية ورد العدا وصد الغزاة وإستعدادها الفطري للإستشهاد دفاعا عن الوطن , وعن فلسطين الحبيبة والقدس الشريف , وعن العروبة والدين ونجدة الملهوف ونصرة المظلوم والجود بأكثر مما هو موجود لحرارة في الجلود هي بعض من خصال الجنود ! .

قبل أن أغادر , أنصح صادقا بإذن الله , كل من قد يحاول تقدم الصفوف والظهور بحثا عن شهرة زائفة أو مغنم أو منصب على حساب وطنية العشائر ودورها الذي لا يدانى , أن يكف عن ذلك فورا , وليبحث إن أراد عن سبيل آخر لعل فيه وصول للمبتغى في هذا الزمان الذي تعددت وتشعبت فيه سبل الوصول , أما العشائر تاريخيا , فهي حرب على الجور نصير للقصير وهو الجار , ولمن يرغب فليخبرنا وعلى سبيل المثال لا الحصر , متى تخلفت العشائر الأردنية كلها عن نصرة جار . العشاير نار على الجاير , نور على الجار . ومن أحسن وصفا من البشر من مثل هذا ! . الله من وراء القصد .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

الجيش: مقتل جميل ومحمود السعيديين أثناء محاولتهما التسلل والتهريب

#البلقاء #اليوم #السلط صرح مصدر عسكري مسؤول في...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا