البلقاء اليوم -
تداولت وسائل اعلامية ومواقع اخبارية نقلا عن مصادر مطلعة جداً، أن مرجعيات عليا أبدت غضبها اتجاه ما بدر من رئيس الوزراء عبد الله النسور، إزاء تصريحات له فيما يتعلّق بمشاركة الأردن بالتحالف الدولي ضد "داعش".
وتشير ذات المصادر إلى أنه وفي الوقت الذي كانت كل تصريحات الملك، تشير صراحة إلى ضرورة التصدي لما يحيط المنطقة، وعلى وجه التحديد "الأردن" من خطر التنظيمات الإرهابية التي تحمل فكراً متطرفاً، وخصوصاً "داعش"، خرج رئيس الوزراء عبد الله بتصريح صادم، قال فيه حرفياً "إن الأردن لن يكون شريكاً في هذا الحلف ولم يدرج اسمه فيه ولن يخوض حروباً عن الآخرين"...!!
تصريح النسور، كان بمثابة لكافة دوائر صُنع القرار، التي كانت في أوج استعدادها، للقضاء على الخطر الذي يرابط على حدودنا الشمالية، وتؤكد المصادر أن "القصر" تلقى تصريح النسور بإنزعاج شديد، حيث جاء بعد يوم واحد من عودة الملك من مشاركته في قمة "الناتو".. وبدا وكأنه "يناقض" رأي الملك، الذي أكد في تصريحات له على ضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية، وأشار جلالته إلى: "إن التحديات والأوضاع الراهنة في المنطقة تستدعي جهداً إقليمياً ودولياً مكثفاً للتعامل معها وإيجاد حلول جذرية لها بما يسهم في مكافحة ومحاصرة الحركات والتنظيمات الإرهابية ونزعات الغلو والتطرف الآخذة بالتوسع والتزايد، وصولاً إلى مستقبل أكثر أمنا واستقرارا لشعوب المنطقة".
وتوضح المصادر أنه بدا واضحاً أن النسور لم يُنسق مع أي جهة سيادية، وأخذ على عاتقه بأن "يُفتي" دون الاستناد أو الاستئناس برأي الجهات الأمنية والعسكرية المعنية بالأمر، ودون أن "يكلّف" نفسه عناء التنسيق مع "القصر".
وكشفت المصادر، أن اتصالاً "ساخناً" تلقاه النسور، حمل في طياته "تحذيراً" بضرورة تدراك تصريحاته فوراً، خاصة وأن "الدولة" كانت قد أخذت قرارها بضرورة التصدي للإرهاب الذي بات يهدد الأردن أكثر من أي دولة في المنطقة، وأننا معنيون بدحر هذا الخطر والقضاء عليه، خاصة وأنه وحسب معلومات سرية، فإن الأجهزة الأمنية تمكنت من إفشال 90 محاولة لاختراق حدودنا مع سوريا من قبل أفراد تنظيم "داعش" الإرهابي، لغايات تنفيذ أعمال تخريبية تهدد أمن واستقرار الأردن.
وأكدت المصادر، أن النسور أحس بـ "الورطة"، وعلى الفور، أوكل مهمة "التراجع" عن تصريحاته إلى وزير الدولة لشؤون الاتصال والإعلام، محمد المومني، الذي أوضح في تصريحات "استدراكية" قال فيها "إن الأردن على تواصل مع الدول الصديقة والشقيقة لمحاربة التطرف والإرهاب"..
تصريحات المومني، أثارت الفضول عند الكثير من المراقبين، واسترعت الانتباه بأن "تناقضاً" بينها وبين أقوال الرئيس النسور السابقة، الذي كان يتحدث في مجالس ضيقة للإعلاميين، أنه "في حال العمل مع التحالف سنعلن كل التفاصيل"، وهي جملة كانت بمثابة اعتراف صريح بأنه قد صرّح بما لا يتناسب مع مصالح الدولة وأمنها واستقرارها.
من جانب آخر، وبما له علاقة بالتعليمات العليا التي يتلقاها النسور، فقد كشفت مصادر "تصوير نيوز" أنه خلافاً لما تم تداوله ونشره، بأن رئيس الوزراء عبدالله سيغادر بعد أيام قليلة إلى السعودية لتأدية مناسك فريضة الحج، فإن المعطيات المتوفرة تؤكد أن النسور ألغى سفره إلى الديار المقدّسة.
وفيما تشير مصادر مقرّبة من النسور، أن سبب الإلغاء لظروف خاصة، إلا أن مصادر أخرى أفادت أن تعليمات عليا صارمة تلقاها النسور بضرورة عدم مغادرة الأردن هذه الأيام، في ظل ما تشهده المنطقة من ظروف طارئة وساخنة، خاصة فيما يتعلق بهجوم التحالف الدولي، الذي يشارك به الأردن، ضد تنظيم "داعش" في سوريا.
