الثلاثاء ,19 مارس, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم إلی_عبدالهادي_راجي_المجالي. ﴿عظم الله أجرنا في قلمك ﴾

إلی_عبدالهادي_راجي_المجالي. ﴿عظم الله أجرنا في قلمك ﴾

1259

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم --السلط


منعني ظل التاريخ النضالي لقبيلتك أن أتناول تناقضاتك المتکررة ،وهفوات قلمك الرصاص والحبر الجاف والساٸل ، منعتني أشياء کثيرة إذا لم أکن ذا وعيٍ سياسي مبکر کما مدحني بهذا النقد البناء الدکتور حسن البراري ، کنت أنا جنديا ألملم قصاصات أوراق الصحف أثناء نمرة وظيفتي وأبحث عن إجبدياتك في مطالع غرر صحيفة الرآي وفي الصفحة الأولی، وأحببت کتاباتك أکثر وهم يدحرون قلمك إلی الصفحة الثانية ثم منحوك العامود الأخير علی ظهر الصفحة الأخيرة ، وکان هذا المٶشر لدي أن قلمك الموجع بات ضحية المٶامرة علی الأقلام الحرة الشريفة ، وبقيت لا يمر يوم إلا وأنا استزد من اجبدياتك ، حتی بدأت تلك الاهتزازات الارتدادية في تغير مواقفك منذ کتبت أن سبب الحوادث المفجعة علی الطريق الصحراوي وفي الأرن بشکلٍ عام هو الأغاني الوطنية الحماسية .
وذات يوم اتصل بي الصديق الفنان الأردني ماجد زريقات وقد فارت روحه من جسده وأذکر ما قال بالتحديد ” يا ابو عجرم وينکم وين فزعتکم يا رجل عبدالهادي راجي المجالي قطعنا تقطيع وبعدين أنا بغني للملك وللشعب وللأردن“ ، وکانت أغنية الصديق الزريقات في ذلك الوقت ”طريق الأردن بطوله“ تتسيد کل الأغاني الوطنية.
وقد کان التاريخ ٢٠٠٥/٦/١٩ أخر عهدي بمقالاتك والمقال الأخير الذي اکتفيت أنا بقراءة عنوانه فقط وهو بعنوان ”لا تظلموا باسم عوض الله “ علی ما أعتقد والذي أشار له الزميل وليد عليمات علی صفحته تحت عنوان ”أشياء تحترق“ ولم يحصل لمقالك الشرف بإتمام قراٸتي له ، لما صعقني وصدمني تحولك المفاجیء بمجرد أنك کنت مستشاراً إعلامياً لباسم عوض الله ، فقد أحرقت يومها کل قصاصات الورق التي جمعتني بك وبقلمك الذي بدأ في أولی مراحل انحداره وتفحمه.
وقبل أيام تم تقديمك علی إحدی الفضاٸيات کوجبةٍ دسمة للنقد والسخريات والتجريح حين انقلبت علی المعلم الذي لولا قلميه الأحمر والأزرق لما وصلت لما کنت عليه ، فقد قلبت ظهر المجن وأدرت الدفة وتنکرت لکل أجبدياتك التي طالما استحوذت علی کل صباحتنا ، وکانت تعاليلنا وتذوق الدسم بين جنباتها في المساء ، في تلك الأمسية سقطت مبادٶك أمام المايك تدحرجت أنت ثم لحق بك القلم وانتهيت.
اليوم تطل علينا من باب الاستجداء الأدبي والتسول الشعبوي ونفخ الريح تحت الرماد بمقالٍ يحمل نکهة عبدالهادي راجي الصحفية وحرفته اللغوية ولا يحمل أدنی نکهة للمبدأ الذي تخليت عنه ، وتتناول باسم عوض الله کمجرم وهادم ومهندس تدمير للوطن وهذه الحقيقة المرة تجرعناها ونحن نجوب ما تبقی من مٶسساتنا التي کرفتها عوض الله کرفتة بلا أدنی منسوب للوطنية لأنه عاش في کنف والده علی دوار الchيvيchيز في ميرلاند ولم يعرف طلوع المصدار وسقف السيل وسلحوب.
ما استفزني لأکتب لك هذا العزاء الأخير والنعي المثقل بالألم والندم حين بعث لي أحد الأصدقاء مقالك بعنوان ” وشهد شاهدُُ من أهلها“ تجرم فيه باسم عوض الله وتعريه في وقتٍ مرّ علی الشعب دهراً وقد مات باسم عوض الله مشهدياً وأبنته ذواکر الأردنيين إلی حيث ألقت، وما راعني هو استطرادك باعترافك بأنك کنت مذنب وشريکاً في تلميع شخص أتی علی کومة حطب الوطن وأسدل الستارة علی حلقتنا ما قبل الأخيرة ثم هرب.
فکما تعلمت من إجبدياتك الکثير اليوم تعلمت منك أکثر أن القلم حين يقتله صاحبه لن تنعش قلبه برايات الأرض إن کان رصاصاً ولا محابر الکون ولو کانت محيطات ، لکن الفاجعة حين يسقط القلم والکاتب والمبدأ ، فلا عزاء لك ولنا ولقلمك سوی أن نقول ”عظم الله أجرنا في قلمك “.
شبلي حسن العجارمة

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا