الجمعة ,29 مارس, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم د. محمد الكلوب .. مرضت بصمت وغادرت بصمت .. بقلم الاستاذ مطلب العبادي

د. محمد الكلوب .. مرضت بصمت وغادرت بصمت .. بقلم الاستاذ مطلب العبادي

3627

البلقاء اليوم - د. محمد الكلوب..مرضت بصمت وغادرت بصمت .... بقلم الاستاذ مطلب العبادي

البلقاء اليوم ---السلط

قبل شهور قابلتك أبا فاروق في نادي المعلمين ، وقد ازداد صمتك وخفت صوتك أكثر مما تتصف به من الصمت الوقور والحديث الهادئ الموزون ، والذي يبدو للناظر ضرب من الكبرياء ، لكنها كبرياء الرجولة والثقة في النفس والتواضع الصامت ، وحساب الحديث الذي يخرج من فيك في مكانه وزمانه..
أذكر أنك حدثتنا عن قصة استقالتك ، وأنت الذي كنت في عز عطائك لا تُهادن ولا تُنافق ولا تُراوغ ،مستقيما نزيها نظيفا في هذا الزمن الملوث ، أمضيت عمرك في منزل للايجار، وغادرت منه إلى دار الآخرة ولم تسكن بيتك الجديد، الذي بنيته من شقاء عمرك ومكافأتك المتواضعة ، أذكر من حديثك أنك أبديت رأيك في موضوع نقلك عندما كنت على رأس عملك ، وكان ردهم على راحتك، وإذا رغبت عن النقل فاستقل ، فاستقلت في الحال دون تردد، واستجابوا لك أيضا في الحال فهي فرصة التخلص من الرجال الاوفياء المخلصين الحريصين على وطنهم .
بعد مدة وبسبب انقاطعك عن الأحبة والأصحاب، اتصلت بك يا (زينة الرجال) لاطمئن عليك ، فاجبتني بصوت أكثر بحة مما سبق، وصدمتني ،وبدون مواربة الذين يخافون من الامراض ،أجبتني عن سبب عدم تواصلك معي ...اكتشفاف المرض الخبيث لديك ، وأنا الآن في أطوار العلاج من فضلك أبا قيس (ادع لي ؟؟)، لملمت نفسي وبلعت ريقي وتمالكت، وتحدثت بما يشد أزرك، ويرفع معنوياتك، فسبقتني في رفع معنوياتي، وذكرتني بالقدر وأن ساعة الموت لا ريب فيها،
بعد قفل الهاتف عدت لنفسي وتذكرت كل مواقفك وسكناتك وحركاتك ، وتذكرت الاصدقاء بيننا فاتصلت بـ (أبو عبدالله ) - محمد النعيم خريسات - صديقنا المشترك أملا في تخفيف المصاب الذي ألم بي ،فشاركني التأثر والالم ، واتفقنا على زيارتك، فرفضت وبطريقة مهذبة ومذهلة، وقلت لا أريد زيارتكم فسوف أنقل العدوى لكم ، مع أنه معروف في مثل حالتك حيث العلاج الكيماوي يُضعف مناعتك والعدوى تُنقل من الآخرين إليك .
ومن حسن حظي التقيتك بعد فترة في مسجد الميدان ، أكملت الصلاة قبلي وانتظرتني فسلمت عليك وكدت لا أعرفك من فرط هزالك وضعفك ، لولا أن بادرتني بالحديث ، فسلمت عليك دون عناق بسبب (الكمام) الذي حال بيني وبين لثم محياك ، وكعادتك حمدت الله وشكرته وطمنتني عن نفسك بأنك تتجاوب مع العلاج وأننا سنلتقي قريبا في مدرستك التي تنوي افتتاحها وما تمت فرحتنا بذلك، فقد غادرتنا دون علمنا بساعة شدتك فحرمنا زيارتك ومشاهدة أيامك الاخيرة .ِ
ابا فاروق الحبيب ... وداعا إلى مغفرة رب العزة ، أبا فاروق ...أعزي عائلتك الكريمة أولا ، أم فاروق وفاروق وأشقاءه ، وأبناء عمومتك أبو نضال ونضال ورشيد وأشقاءهم ، وكل عشيرتك الموقرة (الكلوب) ، وأُعزي نفسي وأصدقاءك ومحبيك ، راجين العلي القدير أن يُبدلك دارا خيرا من دارك وأهلا خيرا من أهلك وجيرانا خيرا من جيرانك ويُنقيك من الذنوب كما ينقي الثوب الابيض ، ويُسكنك فسيح جناته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان .
صديقك
مطلب العبادي
25 / 9 / 2019

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا