الخميس ,28 مارس, 2024 م
الرئيسية اخبار السلط اطفال السلط يتابعون مأسي العرب على " الانترنت "

اطفال السلط يتابعون مأسي العرب على " الانترنت "

3609

البلقاء اليوم -   download (2)       صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية معاذ عصفور
البعض يعرفها بأنها نقل ثقافة المجتمع الى الاطفال, والبعض الاخر يقول ان ثقافة الاطفال هي تفتيح قدراتهم وتوفير الفرص امامهم كي تنمو ملكاتهم الخلاقة بشكل مستقل لان الطفل كائن مليء بالقدرات ,وعلينا وضعه على عتبة الطريق ,ليكتشف منها قدراته وميوله, فيسير في الطريق الذي يحبه ويريده ويجعل الطفل قادرا على مواجهة متطلبات مجتمع جديد ليسوره العقل العلمي والصناعة وثورة تبادل المعلومات من خلال الانترنت, التي لابد من اتقانها لكي لا يعيش في عالم مليء بالتناقضات والصراعات والرجعيات  
اطفال السلط--والحالة هذه...يعيشون في قلب الحدث...يرون الصورة...بلا رتوش... ويتابعون ويبحرون في بحار المعلوماتية الاعلامية المتلاطمة الامواج , يسبحون فيها ليل ونهار, فيتفاعلون مع ما يتدفق الى حواسهم وعقولهم بطريقتهم ,ويصلون الى الحقيقة مباشرة بلا شراع ولا مبررات تجمل الصورة وتخفي المعالم الرئيسية او الملامح الحقيقية, ويتساءلون اين تقود امريكا العالم؟؟... وهل فقدنا البوصلة؟؟...ومتى تختفي عذابات اطفال فلسطين في الحقيقة لا على شاشات التلفزة فقط. وبدلا من انهاء الاحتلال عن العراق .. يبشرنا ((اوباما )) بشرق اوسط جديد!!_ وبحرب على تنظيم هبط على الارض من السماء الا وهو تنظيم " داعش "  وللتعبير عن ذلك يروي معتصم البالغ من العمر 11 عاما ويدرس في مدرسة عقبه بن نافع الواقعة في حي البقيع / السلط  ..هذا المشهد,الذي تابعه على الانترنت :فدائي فلسطيني ترتسم على قسمات وجهه كل ما يحمله وطنه من الآم وشجون واحزان, تروي خطوطة قصة كفاح شعب لايزال يبحث عن وطن... يتقدم الشاب ليعبر ممرا , يقف في طريقه صهاينة احتلو الارض بدجل وكذبة وخداع ومؤامرة وأرض ميعاد واهمية على ورق ... احدهم قام بتفتيش ملابسه ولايتعثر على ما يدينه.. فيسمح له بالعبور يسير الفتى خطوات .. وفي لمحة خاطفة ,يرتدي سترة معبأة بالذخيرة ,يتبع السير من جديد ليقف عند معبر آخر ويرى الوجوه المنفرة, وبأصابعه يضغط على زناد الذخيرة ليتطاير الجميع أشلاء حتى أشلاء جسديه البريء الطاهر.
كانت تلك هي احدى صور التفاعل طفولي عفوي مع واحدة من قضايا الوطن ,وقد يسال سائل حين يسمع (معتصم) كيف يرويها : كيف لطفل رقيق ان يفهم مغزى هذا العمل ؟؟الاجابة على ذلك واضحة , فلقد نجح الاعلام والانترنت في العزف على اوتار قومية وعروبة الاطفال ,حتى انهم بدأو في وضع شعارات ورصد سيناريوهات وهمية محبوكة ,واطلقو العنان لخيالهم , يفكر فيما حدث وماذا سيحدث فيما لو وقعت حرب جديدة ,او استمر الاحتلال . وكيف لدولة نشأت نتيجة زواج غير شرعي تم بين الصهيونية العالمية وبريطانيا , وبمساعدة القابلة الغير قانونية _ الولايات المتحدة _ ان تستمر في اعمالها العدوانية
هم في فكرهم يشاركون الكبار ,يبحثون معهم ويدرسون المعطيات ويستنتجون براهين ومعادلات , ربما استعصى فهمها على من يكبرهم ,يعبرون عن رايهم بكل صدق ووضوح ,لا تكاد تفارقهم روح الفكاهة ولجهة السخرية والاستنكار التي يبرعون في رسمها مع الاحتفاظ بآراء حرة, ووجهات نظر لا تتأثر بكلام متفق عليه .
ويسوق بعضهم الامثلة والدلالات والنتائج , وبعضهم لو كان الامر بيده _على حد تعبيرهم لأوقف بث البرامج التافهة التي لا تهدف الا لأثارة الاعصاب ,يعشقون ديمقراطية الاسرة والمعلم والمدرسة, ويتمنون ان يصبحوا وزراء للخارجية وامناء للجامعة العربية ,بشرط ان تكون القرارات ذات فعالية وحية ومصيرية ,وفي مفاهيم الصراع والبقاء ,للإصلاح والقوى, وجدناها تدور في عالمهم الصغير. لكن ماذا قالو عن تفاعلهم مع الاحداث اليومية ؟؟..من ينتقدون اكثر ؟ ومن يؤيدون ؟ على من يعلنون الحرب ؟ ومن يناصرون ؟ وعن اي قضايا يتحدثون (البلقاء اليوم ) شاركت بعضهم في الابحار في عالم حديثهم ,وما يدور في حديثهم وما يدور في عقولهم , اعمارهم ما بين 8_12 سنة والحديث معهم بدا ممتعا ...
آراؤهم وافكارهم وطروحاتهم تثبت بما لا يدع مجال للشك ان السياسة اصبحت مقروءة حتى من قبل الاطفال.
وليد 10 اعوام في مدرسة أم سلمة الاساسية يتمنى لاعوام الدراسة تنتهي سريعا ,حتى يلتحق في الجيش لخدمة وطنه ويقول: لا افكر في غير هذا , (عامر)12 عاما في مدرسة سليمان النابلسي الاساسية يتابع بشغف نشرات الاخبار , ويحب مشاهدة برامج الجزيرة , ويتابع الحوارات واللقاءات السياسية , (خالد) 13 عاما يعشق قراءة القصص التاريخية والمسلسلات التي تسرد الانتصارات العربية والاسلامية ,كمسلسل الحجاج الذي عرض قبل عامين  ,ويقول: لو كنت وزيرا للخارجية لأعددت اوراقي وتحدثت مع الامريكيين والسوريين والليبين  والعراقيين والإسرائيليين والفلسطينيين , وعرضت حلولي لمرة واحده فقط ولن ازيد عليها فإن لو يوافقوا فأنها الحرب والتحرير بلا نقاش وكفانا محادثات ومسارع بلا جدوى
ويتمنى ان تؤدي القمة العربية المرتقبة التي ستعقد في المستقبل  الى قرارات فعالة تسهم في اخراج الامة العربية من ازمتها الحقيقية مع نفسها ومع الاخرين لا ان تكون فقط اجتماعا بروتوكوليا
اطفال السلط ليسو مثل أقرانهم بالماضي الذين غلبت عليهم ظروف لم تكن متوفرة _كما هو الحال حاليا_ فهم يعيشون ويتعايشون كل الثقافات ويتابعون القضايا الساخنة مثل احتلال العراق وابادة اطفال والصراع في سوريا الجريحة  وشعب فلسطين وتشريد اطفال الافغان ومن المتوقع بل ومن المؤكد ان تؤثر مشاهد القتل والدماء في تصوراتهم الحالية والمستقبلية عن الحضارة المعاصرة والقيم الانسانية
ويبقى السؤال: ما الذي جعل الاطفال يتحدثون من براءة الامس ليصبحوا محاربين ومناورين هل اختفاء العصا التي كانت لا تفارق المعلم باعتبارها وسيلة للتفاهم فيما مضى- ما بين الاستاذ والتلميذة ام ضعف سلطة وصلاحيات الاب والام ام انها طفرة المعرفة والمتغيرات من حولهم التي اظهرتهم على حقيقتهم؟ وهل بالانتهاء ثقافة العيب وسياسة الخوف, اصبح لدى الاطفال هامشا اكبر للتعليم والتعبير عن ذواتهم وافكارهم؟ وما الدي حول هذا الصغير او ذاك ليبدي تعاطف قوميا عربيا عروبيا ويدع حلول قاطعة لقضايا افغانستان وفلسطين والعراق وسوريا ,وينتقد تقعس العرب في الدفاع عن قضاياهم اين كان السبب فأننا امام اطفال مختلفين , لا يجب ان يستهان بهم, فلندعهم يتساءلون ويجاوبون ويتفاعلون , لنراقبهم عن بعد وعن قرب




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

فطر سام يتسبب بتسمم 5 مواطنين في السلط

#البلقاء #اليوم #السلط #معاذ عصفور اصيب 5...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا