الخميس ,25 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم صخر النسور .. يكتب .. إلّاكِ يا سلط .. عيد النسور

صخر النسور .. يكتب .. إلّاكِ يا سلط .. عيد النسور

1691

البلقاء اليوم - إلّاكِ يا سلط.... عيد النسور

لا تجود المجتمعات إلا قليلاََ بشعراء كبار يعبّرون عنّا أحزاناََ وافراحاََ ولهفة ولوّعة وحاجة واشتياق بشعر يشبهنا ويحكي عنّا ما يعجز اللسان عن وصفه وأبا معن أحد هؤلاء الكبار الذين اشعلوا قناديلاََ تضيء عتمات الدروب وكان جاداََ ومجتهداََ بحب خالص وقلب نقي محاولاََ ومقاتلاََ ومحباََ ما فتئ القلب حتى الرحيل أو حد الرحيل.
قال ذات وجع وهو يصف كيف تنهش الأحلام من روحه وجسده:
الليل ثوب للنجوم
عفوا
صبابة شاعر تقتاته الاحلام

فالشاعر تستهلكه الأحلام وهو لا يقوى على صراع أحلامه.. دون أن يشعر أحد
وإذا كان الشاعر يؤثر في العقل الجمعي فإن شاعرنا الكبير عيد النسور كون حالة ضميرية للناس حول أردن عربي جميل.
فكان من الطليعة التي ورث النسخة الاصلية من الأدب الذي يعلمنا كيف نعشق وننتمي لأنه تعلم من الكبار الهوى السرّي الذي يتدفق في السلط وصنو الشمس والابداع والشجرة الباسقة التي تفيأنا ظلالها وتشربنا حبها وزهوها بجماله وحريته.
كان شاعراََ كبيراََ ويعرف أنه كبير ويخفي كما يخفي الأحزان والعتابا.
ذات عتاب واجزم أنه قال كل شيء في العنوان : عتاب الدحنون
وجئتكِ حين أسهدها عيوني
من الدحنونة الجذلى عتابا
تذكرني بوادي السلط حيناََ وحينا
كيف دغدغه الضباب وحيناََ

نعم اليوم انت حر من تناهيدك يا أبا معن كما قلت:
اليوم حر من تناهيدي
أعود
اعزف الحنين للحنين
الملم الشجون عن ضفائر الوادي العتيق
اذوب عشقاََ واغني
بيني وبينكِ مذّ ناغيتِ ليّ مقلا
ومذّ رقاكِ سراج الليل وابتهلا
ومذّ نثرتكِ يا سلط الندى ولهاََ
جفن يصلي ورمش يقرأ الغزلا
ما زال يقرأني "للطف" ذاكرة
ولهى وما زلت احدوكِ الهوى جذلا
امضيت عمري هلالا يستدي وطناََ
حتى تأنق في واديكِ واكتملا

نعم أبا معن الذي ظلّ يفرك سنبلة القمح في راحتيه وينثر حباتها في قصائده وفي ارواحنا سلط نعانقها ووطن نتشهاه
إلى أن قال:
إلاّكِ يا سلط ما رفأ وما هدلا
إلّاكِ يا سلط ما استأنست رابية
ولا ذكرت سوى واديكِ مرتحلاََ
ولا اشتهيت من الأعناب دانية
سوى قطوفكِ عشقي صاغني ثملاََ
فالشعر فيكِ ترانيم بلا وتر
و الحب يا سلط ايثار غدا مثلا

كانت السلط تعيش في مكنونه كبيرة كما هي وجميلة كما رأها وكان يعرف معناها عشقا وولها
كان يخشى فراقها ويعرف معنى البعد عنها حيث قال؛
والبعد عنكِ كطير شاقه فنن
حيناََ يرف وحينا يحتسي المقل

سلام عليك يا ابا معن حيث قلت وحيث كنت وحيث ذهبت وسلام على سلط جمعتنا جميعاََ على حب واحد ودرب واحد وقلب واحد.

صخر النسور

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا