السبت ,20 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الاستاذ مطلب العبادي .. يكتب .. شوكت تفاحة يعود إلى السلط

الاستاذ مطلب العبادي .. يكتب .. شوكت تفاحة يعود إلى السلط

1351

البلقاء اليوم -
الاستاذ مطلب العبادي .... يكتب .... شوكت تفاحة يعود إلى السلط

البلقاء اليوم ----السلط


المربي الفاضل الكبير شوكت تفاحة، وقد آثرت على نفسك إلا ان يحتضنك تراب السلط الطاهر التي علمت وربيت بها الاجيال وقد بنت وعمرت في كل ارجاء الوطن ،اسمحلي استاذنا الكبير ان انقل لك ما كتبته عنك في كتابي (متحف الكتاب المدرسي / ذاكرة التربية والتعليم الاردنية (الصفحات 204 _ 207 ) .
الأستاذ شوكت تفاحة صاحب المؤلفات العديدة على رفوف المتحف ككتاب حساب السادس الابتدائي المطبوع سنة 1959 بالاشتراك مع سليم الطاهر وسليمان نصيف ، وكتاب الجبر الحديث المطبوع سنة 1959للصف الأول الثانوي بالاشتراك مع سليمان ناصيف ، وكتب أخرى.
ولأن تركيزي في هذا الباب من أبناء وآباء وأحفاد العثور على جيل من هؤلاء للتعرف على أواخر أيامهم إن كانوا أحياء أو تحت الثرى ، الأستاذ حسين سالم تفاحة من أبناء عمومة المؤلف الذي يسكن في بلدة عين الباشا الأردنية ، ويعيش بجوار والدته ( أم سالم) ابنة شقيق الأستاذ شوكت ، عند الاتصال بالأستاذ حسين فاجأني بأن الاستاذ شوكت مازال على قيد الحياة وأن عمره اقترب من المائة عام ، غير أنه يسكن مع أحد أبنائه الذي يعمل في الخليج ، وقد سبق أن تفاجأنا قبل ذلك بحياة الأستاذ عبدالملك عرفات الذي زارنا في متحف الكتاب المدرسي .
ولأن الاقتراب أكثر ممن يخصون المؤلف هدفنا ، فقد تشرفنا بمقابلة الأستاذ حسين ووالدته في منزلهم في بلدة عين الباشا ، وكان برفقتي ابني عبدالرحمن الذي لديه اهتمامات تربوية وتعليمية ، سألت أم سالم عن حياة عمها الأستاذ شوكت وعن أواخر أيامه ، فسيرة الرجل وكتبه ومؤلفاته الكثيرة تدل على أعماله وإبداعاته ، ولكن أواخر أيامه مجهولة لدينا ، فقالت أكثر ما أعرف عنه سابقا أنه كان معلما ومديرا لمدارس عديدة منها مدرسة السلط الثانوية العريقة ، أما أعماله واهتماماته بعد تقاعده فكانت المواظبة على القراءة والمطالعة التي يعشقها..
أما حسين فقال محتدا معاتبا أن عائلة تفاحة القادمة من فلسطين قبل مائتي عام وسكنت مدينة السلط ، هي عائلة متعلمة عملت الكثير في تطور التعليم في الاردن ، فهذا جدي المعلم داود تفاحة وهو شقيق شوكت الذي نال وساما تربويا من المرحوم الملك حسين قد مارس مهنة التدريس في معظم مدن وبلدات الاردن ، وأظهر لنا كراسا مُجدولا باليد لعلامات طلاب مدرسة العبدلية في عمان ( صورلعائلة تفاحة والجداول ص191 ــ 193) ، ولعلي أذكر منهم اسم الطالب الأول في إحدى الصفحات ( عوني موسى الساكت) ، وأن من زملائه عبدالحافظ العزب وحسني فريز وأديب وهبة ، وكل هؤلاء سميت بأسمائهم مدارس وصروح تربوية ، مستغربا عدم تخليد جده وأمثاله على قدم المساواة .
عندما سألته مرة أخرى عن مكان إقامة الأستاذ شوكت تفاحة ، أجاب بأن الرجل عند أحد أبنائه في الخليج ، وماذا عن أبنائه وأسمائهم ، فقال : ( أيمن وأمجد وبشار) من الذكور و( إيمان وحنان وهبة) من الإناث ، وعندما سألته إن كان بالإمكان مقابلة أحدهم قال : إن هذا يعود إليك ، لكنه أردف قائلا إن أباهم الذي يتمتع بصحة جيدة نسبيا كان زاهدا بل رافضا لأي مقابلة ، وذكر لي قصة ذلك الدكتور في الجامعة الذي طلب منه ذلك ، وقد كتب عنه ذلك الدكتور مقالة طويلة دون أن يقابله ، رجعت إلى المقالة فوجدتها في جريدة الدستور الاردنية عدد يوم الخميس11/كانون الاول / 2014 وتاليا المقالة حرفيا..
( شوكت تفاحة معلم احترم نفسه*د. مهند مبيضين ) الدستور
-غير مرة حاولت الاتصال به لتحديد موعد للكتابة عن سيرته، لكنه تمنّع، أرسلت له أحد طلبتنا في الدراسات العليا ليقابله في موضوع تخصصه ورسالته حول البعثات العلمية، وأيضا تمنّع، هذا المعلم والسيد قطعة من قماشة نادرة، قماشة الآباء والمعلمين الأوائل، فما كان من درب للكتابة عنه إلا البحث وسؤال طلبته عنه.
سجل الولادة يعود للعام 1922 لعائلة ذات نسب شريف من الفرع الحسيني من أهل نابلس، انتقل فيما بعد للسلط ، وفي مدرستها الثانوية تلقى تعليمه الإبتدائي والثانوي، ثم أُرسل في بعثة علمية إلى الجامعة الأميركية في القاهرة.
من مديري مدرسة السلط يوم كان طالباً علي سيدو الكردي ومحمد الجنيدي وجريس هلسا، ومن أساتذة هذا الصرح العتيد الذين زاملوه أو علموه حكمت الساكت وإبراهيم الشافعي وأحمد اللوزي وعلي خريس. هؤلاء المعلمون والآباء كان يكفي أن يمر اسمهم في تاريخ الوطن مرة واحدة ، ليكتب لهم البقاء. هؤلاء من زاملوه طلابا أو رفاقا في مهنة التعليم، لم يمروا على معاهد التدريب ولم ينالوا الجوائز، لكنهم كتبوا تاريخ الدولة والوطن وأعدوا أجيالاً من المتعلمين الأردنيين دونما تكلف واصطناع .

علّم شوكت تفاحة الكثير من الطلاب يذكر منهم هاني الخشمان مؤلف كتاب «أسماء في القلب» اسحق الفرحان ومحمد رسول الكيلاني ومحمود الكايد ومحمد العمد وعبد الله النسور وحسن بدران وفهد أبو العثم وغيرهم .
يقول الدكتور عبد اللطيف عربيات حين سألته عن أستاذه في وصف أسلوبه ومنهجه : كان الأستاذ شوكت تفاحة أمد الله بعمره منضبطاً إلى حد كبير، وهو في مسافة بين الشدة والحزم ورجل رياضيات من الطراز الرفيع، كان يشغل الحصة كاملة ويحضر لها ، ويحب النظام والانضباط ، تولى مناصب عدة وهو من عائلة كانت فيها نقابة الأشراف في نابلس في الزمن العثماني..».
ينتمي شوكت تفاحة لأزمنة عدة منها الزمن العثماني والزمن العربي الاستقلالي وزمن الإمارة وزمن المملكة التي خرّج لها أنجب الطلبة وأكثرهم خدمة في مواقع العمل الحكومي ، هذا الرجل واحد من أعلام أم المدارس التي يليق بها أن تحتفي بهكذا معلم شامخ وصلب وعتيق، ولم يقبل السقوط أو أن يرهن نفسه للموقع أو المنصب
أفاد معلمنا وشيخا الرياضي شوكت تفاحة وطنه في مواقع عدة ، معلما في مدرسة السلط ومديرا لها ، وشغل جميع المراكز التربوية في وزارة التربية والتعليم من مفتش إلى وكيل وزارة مرورا بمدير دائرة ، إلى مساعد في عدة مواقع تربوية، ثم عمل مساعدا لعميد الكلية العربية بعمان .
لم يطلب شوكت تفاحة شيئاً من الحكومات بعد أن تقاعد ، بل اختار مراقبة الزمن والعيش بهناء في عائلة تعب لأجلها ووطن مرت أوراق كثيرة من ساسته وقادته من تحت أنام

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا