الجمعة ,29 مارس, 2024 م
الرئيسية فكر وأدب وثقافة عولميا .. إخلِق للعالم كورونا .. تقتُل فقراءه وتسلِب بالحروب ثرواته.

عولميا .. إخلِق للعالم كورونا .. تقتُل فقراءه وتسلِب بالحروب ثرواته.

2202

البلقاء اليوم - عولميا..إخلِق للعالم كورونا..تقتُل فقراءه وتسلِب بالحروب ثرواته.
ا.د حسين محادين

البلقاء اليوم --السلط

( 1)
بُعيد تسعينيات القرن الماضي تحديدا،وكجزء من مصاحبات سيادة القطب الواحد، انتقلت فكرة ومضامين “العالمية” المتعددة التي كانت سائدة طوال الحرب الباردة بين النظامين الاشتراكي ممثلا بالاتحاد السوفيتي وحلفائه، والراسمالي بقيادة امريكا وحلفائها من دول الغرب، أقول ، انتقلت العالمية الى ما يُعرف ب”العولمة”بقيادة امريكا والغرب المتعولم معها، محققة بهذا اضخم انتصار في تاريخ البشرية عبر نجاح مشروع العولمة النازعة الى ابتلاع وتسيير وقيادة كل شيء مادي، بالتخطيط العلمي والسياسي دون قلب او عواطف او حتى اديان في هذا الكون”الارض والفضاء” بصورة مركزية فريدة للغرب فكرا واحديا، وممارسات كونية ملزمة عبر توظيفهم الفكر، واقتصاد الحروب، التخلص من الفقراء المعالين من الاثرياء قبلا، وتعميم التكنولوجيا كأيدولوجيا لتحقيق سيادتهم الواحدية على هذه البسيطة تقريبا منذ (1990-2020).
( 2)
منذ الربع الأول لعام 2020 كان لابد من انتقال/انطلاق العولمة الى حقبة جديدة من العولمة تماما كالصاروخ متعدد ومترابط المراحل ، وتجلى العمل لتحقيق هذا الهدف عبر جائحة الكورونا والتي تعني بانها اكبر واشمل واكثر غموضا معرفيا من اي وباء عرفته البشرية من قبل مق العولمة تماما . لذا تم تخليق الكورونا غربيا وبتواطىء او حتى شراكة مع الصين “وبنسبة60% فقط كما تشير بعض الدراسات الجيوسياسية” خُلقت لانجاز حقيقة وهدف التخلص من الفقراء الكسالى والذين يتكاثرون كالفطر سكانيا، وهم الذين لايساهمون ايضا في زيادة تراكم الراسمال في منظومة العولمة وشركات اسلحتها المتسارعة التغول نحو الحروب ووقودها الفقراء بشرا ودول، و العمل بالتواز مع الحروب “العربية البينية والطائفية الباهظة التكاليف لصالح الغرب المعولم من جهة، واصطفاف دول النفط المتنام مع اسرائيل بحجة التهديدات الايرانية لنا انموذجا صارخا على ما ذهب اليه هذا التحليل” وفي المحصلة فأن ونتائج هذه الحروب عربيا واسلاميا هي امتصاص وإضعاف منظومة العولمة ودولها لأهم موردين في فكر واسباب عيش العالم وهما:-
أ – مصادر القيم الدينية التي صُدرت من الوطن العربي الى العالم الديانات الثلاث المقدسة اليهودية، المسيحية، الاسلام ممثلة بإبطال حقيقة التنافس واذابة قدسية ابرز المعالم الدينية عالميا في منطقتنا ومنطق المؤمنيين بالاديان السماوية ورموزها مثل “الكعبة في السعودية ورمزيتها المتجددة سنويا عبر الحج والعائد المالي الهائل لها، والقدس بدلالاتها وصراعاتها التاريخية كمتاح للسلم والحرب عالميا لدى معتنقي الاديات الثلاث على هذه البسيطة.



ب – النفط بكمياته الهائلة وجودته وقِلة تكاليف استخراجه، وجميعها عوامل مغرية للاستحواذ عليه كمحرك اساس للأن لعجلة الاقتصاد العولمي وحاجتهم الملحة لهم من جهة ، ومن جهة اخرى أستمرار سوء وغياب عدالة استثمار عائداته على ماليكه جغرافيا وسكانيا الامر الذي قد يدفع بقيام ثورات داخل بلدان النفط في العالم مما سيُهدد منجزات الدول المتقدمة التي تتعامل مع المنجزات على انها رؤوس اموال ثابته ومنتجة تزيد من غناها.
ويجب ألا ننسى ان هناك هواجس غربية عولمية لا دينينة، وصينية شيوعية الفكر والتأثير مصلحيا تشتركان معا في الخشية مع طبيعة الهواجس الغربية/الاسرائيلية ودائمة التفكير لديهما تسعيان دائما للحيلولة دون عودة احتمالية عودة استخدام موارد/الدين والنفط او حتى عبقرية الجغرافيا العربية مثل فلسطين كبؤرة للصراع الدولي او حتى اهمية “قناة السويس ” كأسلحة فاعلة في الصراعات الدولية كما حصل بعيد حرب1973 في عهد الراحل الملك فيصل في السعودية.
(3)
عولميا،
يمثل الفقراء من البشر وفي الغذاء والانتاج عبئا ماديا وفكريا أمنيا معيقا لرشاقة وتوسع الراسمال المادي، والفكر العلمي الوضعي المجرد من الغيبات، والمعاني الانسانية العاطفية الزائفة التي كانت سائدة نسبيا في حقبة العالمية ، من خلال فلسفة ومواقف التكافل الخيرية في الحياة مع فقرائها واديانها افرادا وحتى الدول الفقيرة النامية كما كانت تسمى. لذا اصبح من الحتمية عولميا العمل وبشتى والسائل احياءً لقانون الانتخاب الطبيعي القائل، الاقوياء وحدهم جديرون بالعيش والرفاه في هذه العولمة ، وبالتالي فالحل يستلزم العمل المبرمج على تخفيض اعداد الفقراء بكل المعاني وبأختلاف تصنيفاتهم ،الغذائية والانتاجية والفكرية المؤمنة بالاقدار والحظوظ، وليست المؤمنة بالتمكين المهاري المنافس في حريات السوق، وبالعمل المنتج كأولوية قصوى للزحف العولمي المتجدد الافكار والتوسع وصولا الى سعيها ومن خلال “حكومة الكون التكنولوجية الواحدة التي تخطط وتنفذ الان مشاريعها ومصالحها منها الكورونا كمثال الأن” الى اعادة تضبيط مقاسات وانماط تفكير البشر وفقا لاطروحات العلم المجرد اي اذابة الاديان وهذا لن يتحقق او حتى يُقبل عالميا وعلى مراحل، الا باقناع العوام ان اغلاق جميع مراكز العبادة -كجزء من القبول الاولي لهذه الفكرة- ولاسباب صحية جراء غموض فايروس كورونا وعولميته ايضا واحتكار علاجاته لاحقا من الشركات المتعدية الجنسيات وهي ملكيات خاصة اي لقلة ثرية جدا من بين اصحاب رؤوس الاموال، وبالتالي كانت هذه الجائحة ضرورة عولمية ملحة لايهام العوام والبسطاء بأن الحفاظ على حياتهم كبشر اولا هو الاهم، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية، او لغاتهم او حتى مناطق سكناهم، وهذا ما نجحت فيه ايدلوجية العولمة عبر تخليقها لفايروس كورونا عنوانه واسمه الظاهر وماهيته الغامضة للأن تحت اسم كورونا، وباطنه اقتصادي معولم مابعد الحداثي فكرا علميا مجردا وثقافيا متحررا من “عقدة” الصراع بين شرعية الوسيلة وهدف الثراء، اي النجاح في اباحة كل الوسائل لتحقيق الثراء افرادا وشركات ودول مستغلة للدول الفقيرة بنموها، وبالتالي نجاحها في مراكمة وتنشيط حركة الراسمالية المعولمة بقوة الدولار ايضا ، في الوقت الذي يسعى عمليا للتخلص من الفقراء وافكارهم الذابلة ومن قيم التكافل الانساني التقليدية، والاستعاضة عنها بقيم التمكين..دعه يعمل دعه يمر افرادا ودول تابعة لدول المركز الغربي المعولم ما دام معه حب المبادرة ومراكمة المال…فهل نحن متفكرون..؟ سؤال مفتوح على الحوار بالتي هي اوعى.
* عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
* عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا