فشل الكلى و الأعضاء و ليس فشل مساعدة المرضى!! بقلم الدكتور محمد ذنيبات

البلقاء اليوم - فشل الكلى و الأعضاء و ليس فشل مساعدة المرضى!!
البلقاء اليوم ---السلط



بالأمس ودعنا الأستاذ محمد الختوم الممثل الأردني المحترم و الذي كان يعاني من تليف في الرئتين وفشلهما و قبله ودعنا الأستاذ متعب السقار الذي كان يعاني من الفشل الكلوي و قبلهم الشاب محمد الجبالي الذي يعاني من فشل عضلة القلب و كل يوم نودع اخرين من مرضانا ممن يعانون من فشل في أحد أعضائهم و الكثيرون لا يزالون يعيشون على الأمل.

مرض تليف الرئتين مرض لا نعرف كثيرا عن أسبابه و ليس له علاج في مراحله المتقدمة حين يصل إلى قصور الرئتين سوى اسطوانة الأكسجين التي تقيد حركة المريض و تعيق انتاجه أو زراعة رئتين (أو رئة واحدة) من متوفى دماغيا تعيدها بشكل كبير إلى الحياة الطبيعية.

للأسف لا يجرى هذا النوع من عمليات الزراعة في الأردن (زراعة الرئتين) رغم أنني لا أشك من وجود كفاءات أردنية مدربة و مجربة لمثل هذه العمليات وهنا تأتي من جديد الحاجة إلى البرنامج المتكامل الذي نزيد و نكرر في الحديث عنه و كذلك المركز الوطني المتخصص لكل ما نحتاجه في زراعة الأعضاء وخصوصا بعد الوفاة لكي نساعد مئات من يعانون و ليس لهم حل بعد رحمة الله إلا زراعة الأعضاء وطبعا هذا له أبعاد اقتصادية كبيرة بالمناسبة. فزراعة الكلى مثلا أوفر من غسيل الكلى بكثير و كذلك اجراء مثل هذه العمليات داخل الأردن سيوقف تدفق عملة خارج البلد في عمليات غير مضمونة للأسف بالاضافة إلى انعاش حياة أناس يعودون إلى الانتاج و رعاية عائلاتهم وكل هذه فوائد اقتصادية مهمة و سأحاول ان شاء الله عند عودتي قريبا لتقديم دراسة متكاملة و بالأرقام التفصيلية.

لا أزال أذكر كلمة من محمد الجبالي حين تواصلت معه قبل وفاته فقال أنه مستعد ليعطي أي عضو من جسده يصلح في حال وفاته-يرحمه الله- و والدة محمد تقول نفس القول -أطال الله عمرها- و اعتقد كل من عانى من أحد أفراد عائلته سيقول نفس القول و الله يحفظ الجميع.

عزاؤنا الحار لأسرة و أحباب الأستاذ المحترم محمد الختوم العبادي ونسأل الله أن يغفر له و يتقبله في الصالحين.

محمد حسان الذنيبات
إختصاصي أمراض و زراعة الكلى

---