الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم لماذا تثير النخب السياسية بتصريحاتها قلق الشارع؟

لماذا تثير النخب السياسية بتصريحاتها قلق الشارع؟

610

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط

عماد عبد الكريم
أثارت التصريحات والتحذيرات التي أطلقها مؤخراً مَن يعرفون بـ”رجالات الدولة” قلق الشارع وتخوفاته بسبب ما جاء فيها من عدم التفاؤل لما تسير عليه أمور البلاد وأحوال الشعب وأنه لا أمل في أي برامج إصلاحية أو بصيص أمل في انفراج اقتصادي لأحوال الناس.

رئيس الحكومة الأسبق، عبد الكريم الكباريتي، والذي عرف بحنكته الدبلوماسية، الذي خرج إلينا بتصريح مباشر لا تأويل أو لبس فيه عن أحوال البلاد المقلقة والمعتمة بحسب تعبيره، إذ يقول “من حقنا أن نقلق”، ويضيف أن “طرد العتمة التي تسربت إلى قلوبنا خوفا من أننا نندفع إلى ليل طويل”.

ولم يقف الكباريتي عند هذا القدر من التشاؤم، بل أضاف: لا نقبل التسليم بدخول المئوية الثانية على مركب ونحن على متنه هائما على وجهه بلا طريق ولا مقصد ولا رؤية أو بوصلة.

ولم تكن تصريحات عبد الرؤوف الروابدة ببعيدة عن تشاؤم الكباريتي، حيث يحذر، في سياق محاضرته عن الإصلاح، أن “الناس قرفانة حالها ومحبطة”، وتعيش في حالة احتقان، وسبقهم رئيس مجلس الأعيان، ورئيس الحكومة الأسبق فيصل الفايز هو الآخر الذي حدّث زملاءه الأعيان في جلسة مغلقة عن قلقه، فقال: لم أكن قلقا على الأردن كما هو اليوم.

وتلمس من تصريحات “رجال الدولة” أن الجو العام في الأردن محبط ومقلق وبالرغم أنهم لم يوضحوا تفاصيل حديثهم والمفاجئ للجميع، إلا أنه يشير إلى قلق على أمور البلاد التي تسير من سيئ إلى أسوأ بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، خصوصا وأن أغلب القطاعات الأخرى تعاني من خلل، لا سيما قطاعات الصحة والتعليم، وانتشار الفساد وغياب الأفق في الإصلاح.

لعلنا نتساءل عن الجدوى والفائدة لتصريحات “رجال الدولة” بهذا الشكل وتوجه النقد الواضح للسياسة العامة التي تدير البلاد والإقرار بضعف الحكومة في إدارة الملفات الرئيسية وغيابها عن أولويات المواطنين، فهذا الواقع مارسته كافة الحكومات سابقاً وليس بوضع جديد. إذاً ما الذي استجد لدى رؤساء الحكومات ودفعهم للتصريح عن واقعنا المؤلم؟

العدوان: من الطبيعي أن نقلق بسبب تخبط السياسات الحكومية

من جهته، اعتبر وزير الإعلام الأسبق والسياسي المحنك، طاهر العدوان، أن كل ما يصدر من التصريحات، سواء من رؤساء وزارات أو مسؤولين سابقين أو حتى المواطن الذي يدلي برأيه على مواقع التواصل يدل أن طيف واسع من الشعب الأردني من مختلف طبقاته وتوجهاته الفكرية يشعر بقلق من مستقبل الأردن.

وأشار العدوان في تصريحات خاصة لـ”أخبار الأردن“، إلى أنه من غير الطبيعي أن لا يشعر الناس بالقلق بسبب ما نراه من التخبط في السياسات الحكومية بالقضايا الهامة وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية المتراجعة وارتفاع سبب البطالة وارتفاع أرقام الدين العام وعجز الموازنات، إضافة إلى عدم توجه الحكومات إلى تنفيذ مشاريع كبرى تساعد في التخفيف من حدة هذا التراجع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، مشيراً إلى أن توجهات الحكومة اليوم في كيفية تحصيلها المالي وفرض الضرائب حتى تسير أمورها.

وقال العدوان، إن ما يدعو للقلق على مستقبل الأردن هو توجهات الحكومات إلى عقد الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي للحصول على مصادر الطاقة المختلفة من غاز ومياه، وهذا يشكل تخوفات أكثر من زيادة التعامل مع هذا الكيان، الأمر الذي ينظر إليه الكثير أنه تسليم للأردن وزيادة للنفوذ الصهيوني في شؤون الأردن.

ويرى، أن الدولة الأردنية من خلال حكوماتها تسير بدون أيديلوجية سياسية واضحة وبدون سياسة خارجية تتناسب مع المصالح الوطنية، إضافة إلى أنها لا تملك نظرة مستقبلية للأهداف الوطنية التي تقوم عليها المملكة.

الرنتاوي: رؤساء الحكومات السابقون هم جزء من مشاكلنا

وأشار الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، إلى أن الأوضاع التي تمر بها البلاد مقلقة جداً فلا تقدم يذكر في معالجة التحديات الأساسية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي كون الجهاز الحكومي شبه “مشلول” ولا يقدم للمجتمع أية حلول في كثير من الجوانب، ما شكل قناعة لدى الجميع بعدم قدرة الحكومة على وقف حالات الاحتقان السياسي وحالة الغضب الاجتماعي.

ويرى الرنتاوي في تصريحات خاصة لـ”أخبار الأردن“، أن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية جاءت طفيفة ولا تشكل أملا في انتهاء حالة الانسداد السياسي، وأن ما أعلن عنه رؤساء الوزارات في هذا التوقيت تحديداً يشير إلى حجم الأزمة وعمقها وتأثيرها الكبير على البلاد.

ولفت إلى أن الدولة لا رؤية لها في كل القضايا الرئيسية، وإذا ما وجدت روايتها تكون ضعيفة لا تجد من يشرحها أو يدافع عنها أو يسوّقها، مشيراً إلى أن الرأي العام في تقديم رواية الدولة مغيب تماماً وأن حالة الفراغ تملؤها وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي.

وقال الرنتاوي، إننا لا نعفي رؤساء الحكومات السابقين من مسؤولياتهم حين تعاقبوا على إدارة أهم مواقع القيادة في الدولة الأردنية وهم جزء من المشكلة وليسوا جزءا من الحل، فلم يجدوا الحلول على دورهم، هذا الواقع هو بمثابة جرس إنذار يقرع لاتخاذ خطوات جادة للخروج مما نحن فيه.

العموش: نقد “محبي البلد” يقرع الجرس على الوضع العام كله

الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش، يرى أن ما ذهبت إليه النخب السياسية من رؤساء وزارات ووزراء ونواب وأعيان سابقين وشريحة واسعة من المنتقدين باعتباره نقد “محبي البلد” وليس طمعا في مكاسب ومناصب جديدة، إنما هو بمثابة قرع الجرس على الوضع العام كله.

وقال العموش في تصريحات لـ”أخبار الأردن“، إن الوضع الذي تعيشه البلاد يتطلب منا إعادة الحسابات في الحكومات التي تدير سياسات الدولة، بحيث تكون حكومة قادرة على إيجاد برنامج وطني لمواجهة المعضلات والأزمات التي تعاني منها البلاد.

وأشار إلى أن المديونية التي تجاوزت 50 مليار دين عام وأكثر من نصف مليون عاطل عن العمل والفساد الذي يأكل الأخضر واليابس، يتطلب منا إعادة النظر في إنتاج المسؤول، سواء الحكومي أو البرلمان الذي يراقب ويشرع ويكون سياسيا منتخبا بنزاهة.

المجالي: أنا لا أعرف هؤلاء لماذا يغضبون؟

الكاتب والناقد السياسي عبد الهادي راجي المجالي، كتب مستغرباً عن السبب الذي يدفع هؤلاء المسؤولين إلى الغضب والتصريح بهذه الطريقة ضد الدولة، مشيراً إلى أن أعلى سلطة في الدولة (القصر) قامت بإنتاجهم مسؤولين وسادة علينا وأن الشعب لم ينتجهم فهل هكذا يرد الجميل للقصر؟.

وأضاف المجالي في منشور عبر حسابه الشخصي على منصة “فيسبوك” رصدتها “أخبار الأردن“، أنا لا أعرف هؤلاء لماذا يغضبون؟ هل راتبهم تأخر أكثر من عام؟ هل لديهم مشكلة في أقساط المدارس، هل لديهم غرفة للابن الأكبر سقط الطلاء فيها بفعل الرطوبة…..؟؟؟.

وأسرد المجالي في منشوره كثيرا من الامتيازات التي يتلقاها رؤساء الوزارات السابقون، سواء امتيازات مالية ولوجستية وتسخير المؤسسات المختلفة لتقديم كافة أنواع الخدمات لمنازل وقصور رؤساء الحكومات السابقين، محاولاً الوصول إلى سبب يدفعهم إلى الغضب على الدولة وانتقادها بهذا الشكل غير المبرر.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا