الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم من مجموعة قعدة الطف/ كتب د. محمد بزبز الحياري .. هجمة مرتدة

من مجموعة قعدة الطف/ كتب د. محمد بزبز الحياري .. هجمة مرتدة

760

البلقاء اليوم - من مجموعة قعدة الطف/ كتب د. محمد بزبز الحياري

هجمة مرتدة


اصبحت الحياة الحزبية حقيقة واقعة بموجب التعديلات الدستورية الاخيرة والتي انبثق بموجبها قانوني الاحزاب والانتخاب والتي اقرت جميعها ،وعليه فهناك عدة اسئلة مشروعة تفرضها المرحلة وتدور في اذهان الغالبية العظمى من الناس اهمها سؤالين رئيسيين وهن برسم الضغط على جميع من يعتبر نفسه معني بهذا الامر.

توقيت هذه القوانين ،ففي الوقت الذي اصبح وعلى المستوى الشعبي هناك عدم اكتراث سافر لهذا الموضوع ولا ادنى منه ولا اكبر حتى ان الغالبية العظمى خالية الذهن عن معنى كلمة حزب،فالانتباه والتركيز للاغلبية العظمى مشدود لأولويات اخرى توجع قلوبهم ولا يرون ان الاحزاب ( وبالتالي برلمان حزبي) ستشكل حلا او جزء" من حل لهذه الاوجاع التى تؤرقهم في جميع تفاصيل حياتهم ,والمتفاقمة يوما بعد يوم,
كل هذا شكل ويشكل تراكما فوق تراكم النظرة السلبية التشكيكية والتاريخية تجاه الاحزاب في الذاكرة الشعبية ،وعليه فالسؤال هنا،هل التوقيت موفق ام مقصود وهل للدولة العميقة اصابع في ذلك؟
عندما كان الشعب يريد احزابا تم حظرها ،وعندما اصبح معظمها صوري وفارغ المضمون و اسقطها الشعب من خياراته ،اذا" هاكم الاحزاب.
على مستوى الاحزاب نفسها سواء" القائم منها او تحت التاسيس او الدمج فكانها قد تفاجأت بتلك القوانين وامست تلملم ذاتها بعد ان ركنت لسنوات من التمويل الرعوي والدور الهامشي الذي ارتضته لنفسها فهي الان تحاول ويكل ما اوتيت من قوة وسباق مع الزمن ،لانقاذ ما يمكن انقاذه سواء" باستقطاب ما هب ودب من اعضاء وكوادر للحزب ودمج فيما بينها قبل انتهاء المدة التي حددها القانون لتصويب اوضاع القائم منها او اكمال مراحل من هو تحت التاسيس ،وهنا فجميع الاحزاب واقعة بين مطرقة القانون وسندان الشعب الغير مكترث، والسؤال هل تصب هذه الدربكة تجاه احزاب معينه (او اشخاص لايهم) معروف انهم سيجتازوا هذه الدربكة وبدعم من الدولة العميقة؟
الكرة الان بمرمى الاحزاب،فاما ان تلحق بالقوانين وتكيف انفسها بموجبهن هذا اولا، وان تحاول اقناع الشعب بتغيير فكرته عن الاحزاب واستقطاب ما استطاعت( مع الاهتمام بالنوع وليس الكم) للانضواء بعبائتها، ثانيا، وثالثا مواجهة مؤسسات الدولة العميقة(هذا اذا لم تكن بعض الاحزاب جزء" منها) التي تمثل قوى الشد العكسي التي ارادت لهذه الاحزاب ان تولد ضعيفة(ديكورية وللتجميل فقط) وليس لها حيلة او تأثير على مجريات الامور.
وبناء" عليه، هل تستطيع الاحزاب ان تقود هجمة مرتدة تعكس جميع التوقعات على ماسبق ذكره وتؤسس لذهنية جديدة وصحيحة حيال ذلك وبالتالي تقوم بالدور المناط بها على اكمل وجه وتنجح في ذلك وتسجل هدفا غير متوقع؟... هذا ما ستثبته الايام سلبا او ايجابا.


د. محمد بز بز الحياري/ مجموعة قعدة الطف

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا