السبت ,20 أبريل, 2024 م
الرئيسية اخبار السلط السلط على قائمة اليونسكو للتراث العالمي .. بعد عام ويزيد ما الذي تحقق ؟!

السلط على قائمة اليونسكو للتراث العالمي .. بعد عام ويزيد ما الذي تحقق ؟!

473

البلقاء اليوم - السلط- ابتسام العطيات
بعد جهد كبير.. تُوِّجت السلط على خريطة التراث العالمي ..حيث أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) في شهر تموز 2021 ضمّ مدينة السلط الأردنية إلى قائمة التراث العالمي ، وقالت «اليونسكو» (UNESCO) على حسابها الرسمي بموقع تويتر، «إن موقعا جديدا أُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، هو «السلط مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية في الأردن».
وتتقاطع فيها المآذن مع أعمدة الكنائس في محيط حيوي يقدّر بنحو 5-6 كيلومترات يضم 657 مبنى تراثيا، شكلت وغيرها مقوّمات المنافسة لتُدرج ضمن لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، حاملة شعار «مدينة التسامح والضيافة الحضارية».
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي تحقق لمدينة السلط بعد هذا الإنجاز وإن تحقق شيء فكيف من الممكن الحفاظ عليه؟! حيث ثمة امور تهدد ملف إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي ، بالإضافة إلى سلبيات أخرى.
تخوفات تُطرح في الشارع السلطي حول المحافظة على هذا الانجاز واغلبها طروحات متشائمة، ان لم يتم المحافظة عليه، والذي يرى البعص منهم أن ما انجز لا يرقى الى مستوى الطموح، بل ان البعض يرى انه لم يتحقق اي انجاز على ارض الواقع يدعم الانجاز الكبير الذي تحقق قبل عام ويزيد.

وفاء العواملة
وقالت رئيس نادي العز السلطي الثقافي الدكتورة وفاء العواملة» الإرث العظيم الذي أفضى إلى إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي كمدينة للتسامح والضيافة الحضرية، لهذه اللحظة لا أعتقد ومن خلال ما شاهدت او سمعت بأن ثمة مكاسب قد تحققت للمدينة جراء هذا الإنجاز والذي لن يصمد طويلا طالما بقينا على حالنا ولم نقدم الجديد او ما يليق بهذا الحدث الكبير، فمدينة السلط ذات التاريخ المشرف والحضارة الزاخرة والبناء المعماري الفريد الذي ميزها عن باقي المحافظات من بيوت ذات حجر اصفر جميل ومناظر خلابة وتنوع مناخي وسياحي وعلى وجه الخصوص، مدينة وئام وتسامح وعيش مشترك قل نظيره بالعالم، لا فرق بين مسلم ومسيحي وهذه فطرة عاشها ويعيشها سكان المدينة منذ عقود، فلم يتم إضافة جديد أو الاستفادة من هذا الحدث الكبير لإضفاء جمال وروعة له بطرق حديثة وجاذبة للسياحة الخارجية والداخلية لتشاهد وتعيش هذه الحالة بأم عينها ونشر هذه الثقافة بين المحافظات في الداخل والسياحة العالمية في الخارج، وللأسف كل ما تحقق من مكاسب جراء إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي هو فقط رفع أجور المنازل والمحال التجارية والعقارات التاريخية الحجرية ذات اللون الأصفر، دون أن يتم صيانة البيوت القديمة وترميمها او العناية بالساحات والأدراج القديمة ، حيث هناك 90% من البيوت المعمارية القديمة ذات الحجر الأصفر الفريد من نوعه للأسف تسكنها العمالة الوافدة التي تعبث بها، فتارة تستخدمها لأغراض التخزين مما يسبب مكاره صحية وروائح كريهة لا تليق بها وتارة تشعل بها الحرائق مما يقصر في عمرها .
واضافت العواملة «ليس هذا ما تستحقه المدينة وللأسف لا زالت المسارات السياحية بحاجة إلى خدمات من حيث النظافة والصيانة وتقديم شرح موجز عن كل معلم ومسار او عمل جداريات عن هذه المسارات او لوحات إرشادية، حتى ان أهل المدينة يجهلون الكثير عن مدينتهم ذات الألق والتاريخ والحضارة الزاخرة والأبنية التاريخية، والعمل السياحي محتكر على فئة معينة وأشخاص محددين وهذا ليس في صالح المدينة!
المدينة باختصار ( تحتضر ) استراتيجيا، فلا يوجد خطط واقعية مستقبلية قابلة للتطبيق وبحاجة لتكاتف الجهود والعمل المشترك للحفاظ على هذا المكتسب الذي تحقق وهو إدراجها على قائمة التراث العالمي، وعدا ذلك الحذر ثم الحذر من فقدان هذا المكتسب ».
احمد خليفات
قال الدكتور احمد خليفات والمتخصص في المدن المستدامة «حصلت مدينة السلط على تصنيف لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو وذلك بعد نجاح ملفها بما يختص كمدينة التسامح والضيافة الحضرية والذي كان عبارة عن جهود مشتركة ما بين بلدية السلط الكبرى ومؤسسة اعمار السلط، حيث تمتاز مدينة السلط بالتسامح والوئام وكرم الضيافة».
ويضيف الخليفات «ولكن للأسف لم تحظ المدينة بالاهتمام الكبير من قِبل الحكومة المركزية والمتمثلة بوزارة السياحة وذلك في اعداد البرامج والخطط السياحية على ارض الواقع لتضمن استمراريتها على خارطة التراث العالمي».
واكد الخليفات أن»مدينة السلط اليوم تحتاج عمليات تشاركية وتشبيك ما بين القطاع العام والخاص والإهتمام بتحقيق الوعي المجتمعي وذلك بهدف ايجاد سياحة مستدامة، وخلق مسارات سياحية دينية تضمن استمرار المدينة على الادراج، حيث تمتاز المدينة بوجود المساجد والكنائس الدينية القديمة،وتعتبر كنيسة الخضر من اقدم الكنائس والتى بنيت عام 1682م ويأتي المسجد الصغير ايضا من المساجد القديمة والذي بني 1906 م وهذا دليل للتعايش الأخوي بين سكانها من أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية والذي جعلها تحصل على هذا الموقع والتصنيف المهم.
كما واكد انه بالنسبة لأبناء المدينة فيتوجب العمل على رفع مكانة وكفاءة المواقع السياحية الدينية والأثرية الموجودة داخل المدينة وتحديد استراتيجية وخطط مستقبلية متعلقة بالقطاع السياحي».
اشرف الشنيكات
بدوره قال مدير مؤسسة نماء للتنمية وبناء القدرات الإعلامي اشرف الشنيكات ، ان واقع السياحة في محافظة البلقاء واقع صعب والقطاع يعاني من تراجع كبير خلال السنوات الماضية وهذا التراجع ليس مرتبطا بتأثير جائحة كورونا كما يحاول بعض المعنيين بالشأن السياحي تبرير التراجع،ولكن يعود لاسباب تتعلق بالضعف في ادارة القطاع السياحي في المحافظة خلال الفترة الماضية».
واكد الشنيكات ان مدينة السلط وبعد مرور اكثر من عام على وضعها على قائمة التراث العالمي ، لم تستفد شيئا كبيرا يعادل هذا الانجاز الكبير،ولم تستطع وزارة السياحة عكس هذا الانجاز على ارض الواقع ليعود بمردود مادي للمدينة .
وطالب الشنيكات اصحاب القرار في محافظة البلقاء بالتدخل لإنقاذ وإنعاش القطاع السياحي والحفاظ على المكتسبات التي تمت باختيار مدينة السلط على قائمة التراث العالمي قبل التراجع عن ذلك من قبل اليونسكو لا سمح الله، مبينا ان مؤسسة نماء بصدد عمل دراسة مسحية مهنية عن الواقع السياحي في مدينة السلط ومحافظة البلقاء بشكل عام، وسيتم نشر النتائج .
كمال قطيشات
وقال الناشط الاجتماعي والمهتم بالتراث السلطي كمال قطيشات ، انه بعد مرور عام على اعلان السلط كمدينة للتسامح والضيافة الحضرية ، لم نلحظ اي جديد بالموضوع فقد توقعنا أن يحصل انقلاب لتحسين البنية التحتية ، ولكن للأسف الشديد لم يكن الا الوعود من وزارة السياحة ممثله بمديرية سباحة البلقاء وبلدية السلط الكبرى ، حيث لم يتم توفير دورات مياه عامة للزوار للمدينة ، وكذلك النظافة خاصة في المسارات السياحية وكذلك بعض المسارات بحاجة للصيانة ؟ كما ننتظر الاهتمام بشارع الحمام وصيانته ، وكذلك شارع الخضر غير صالح لاستخدام المشاة ، كذلك في نفس الشارع وأمام الكنيسة ارضية الشارع فيها انحدار شديد تتسبب بسقوط المشاه ، إضافة إلى ان هناك أعداد كبيرة من الزوار والسياح ولكن بدون أي مردود اقتصادي ؟.
جمال الدبعي
وقال الاكاديمي والباحث الدكتور جمال الدبعي ، أن هناك جهود متواضعة قد بُذلت من بعض الجهات لتحقيق شيء على أرض الواقع، لا يمكن أن ننكرها، فقد ازداد عدد الزوار للمدينة عموما، إضافة إلى أن هناك بعض الخدمات التي تظهر على الساحة أيضا من تثقيف، وتوعية، ومشاريع جديدة، والأهم من كل ذلك ضرورة تنسيق الجهود، والتعاون، مع الجميع في المحافظة على نظافة وسط المدينة، والتأكيد على توفير الخدمات اللوجستية، اللازمة للصحة، والنظافة العامة، بشكل مستمر.
وليد النسور
اما وليد النسور ، فيقول مع كل الأسف لم يتحقق أي شيء يذكر بالعكس فبعد أن تم تسليط الضوء على كثير من الأمور السلبية التي تخص المدينة بشكل عام لم ينجز أي شيء ومثال على ذلك النظافة ،وضرورة ترتيب شارع الحمام والتخلص من الباعة الذين يغلقون الطريق، وإيجاد دورات مياه عامة ،مشيرا الى انه تم تدمير ساحة العين وهي كانت متنفسا للناس والسياح من خلال إقامة أكشاك غير لائقة، وعدم الاهتمام بالابنية التراثية نهائيًا، فقد أصبحت مكب نفايات وهي موجودة في منتصف الوسط التجاري .
عارف وشاح
وقال المحامي عارف وشاح ، «توجت السلط كمركز للتسامح والتعايش الإسلامي المسيحي وليس كمدينة للتراث العالمي، وبذلك فلا يوجد انجازات مادية حتى يمكن تلمسها وانما هي انجازات معنوية روحانية، لذلك لا بد من السعي نحو ابرازها كمدينة تراثية من خلال الحفاظ على العمران التراثي وترميم الأبنية التراثية كاملة .
خالد العطيات
واكد الدكتور خالد العطيات، ان واقع الحال ليس بالشيء الكثير بل جهد متواضع لا يرقى للمستوى المطلوب،لذلك وجب علينا جميعا ان نقدم للمدينة ما تستحق لتحسين صورة المدينة كما يجب بالاضافة الى استقطاب الزوار من خلال شبكة التواصل الاجتماعي، أما رسميا فلم تتمكن الجهات الرسمية من الاعداد المسبق لتهيئة المدينة من حيث البنية التحتية على سبيل المثال ( دورات المياه)، والنظافة العامة، وبعض البُنى التحتية، ومشاريع التطوير، تشجيع الاستثمار، الدلالة السياحية حتى وإن كانت بسعر رمزي، متمنيا على الجميع جهات رسمية ومواطنين ان نقدم افضل ما لدينا لمدينة السلط .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

بلدية السلط الكبرى تنشر أرقام و وسائل التواصل مع غرفة الطوارئ

#البلقاء #اليوم #السلط تعلن بلدية السلط الكبرى...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا