الخميس ,25 أبريل, 2024 م
الرئيسية مقالات راعونا شوي

راعونا شوي

3569

  51250_47460 (1) النص الأصلي تمرّ صناديق الفراولة المزروعة على طريق الم طار مسرعة من أمام باص الكيا ، تماماً كأنها حبّات دحنون نبتت من قلب الإسفلت...يفتح النافذة قليلاً ليبرّد "شوب آذار" المختزل في الباص الضيق، ثم يعيد إغلاقه كلما تجاوزه خلاط اسمنت ورمى عليه بعض الحصى والرمل الناعم ،الغريب انه مكتوب على مؤخرة الخلاط "كيف ترى قيادتي"...ما كل هذه الثقة بالنفس!!...بالتأكيد قيادتك "مراجدة"!!.. خفف السرعة، التفّ سائق باص الكيا من فوق الجسر، واتّبع السهم الملتوي الذي يشير إلى المطار ، على المقص الأمني دقق الشرطي قليلاً بوجوه الركّاب ،ثم سمح لهم بالدخول ، دوّار كبير ،ثم يمين / يسار/ والوقوف أمام المبنى "1" الحمد لله ع السلامة قال السائق ،نزل أبو يحيى بدشداشته الرمادية وبدأ ينزل الحقائب؛ أولاً السوداء المربّعة ،ثمّ الحقيبة البرميل التي ذهب بها يحيى إلى "هاييتي" قبل عامين ، وحقيبة يدوية "هاند باق" وضع بها جالون مازولا صغير مملوء زيت زيتون ، كيس ميرمية ، كيس زعتر ، دهون للسماط ، كروز جلواز أصفر ، وباكيت "بلقاترين" للمراجعة والغثيان!.. شلاش قدِمَ مسرعاً وهو يجرّ العربة بصوت عجلاتها المزعج نظر إلى الخلف وتمتم ببعض الكلمات فُهم منها كلمه واحدة ".....أمّك" بالتأكيد هي ليست تهنئة لموظف العربات بمناسبة يوم المرأة العالمي، وإنما شتيمة على خلاف ما بينهما، بدأ أبو يحيى برصف الحقائب على العربة الثقيلة..الحقائب العريضة بالأسفل والحقائب العمودية والمدببة بالأعلى و"الهاند باق" في القفص العلوي الصغير بموازاة صدر الحجي.. ذكّرهم..قائلا: كل يوم خلي يحيى يشغل البكم!..مش تنسوه..بتنزل البطارية !! متنا تا شرّكناه هذيك اليوم...وخبّوا المفتاح بطبقة الوعية تبعتي تحت الشباحات..أو بين الــ....خلص انتو أعطوه لأمكو وهي بتعرف وين تحطه...تخلّوش "الدّابة" يسوقه أو يطلع فيه...قسماً بالله بترك الدنيا وبرجع له...بكفّيش "طبَق الجناح" هــ"الكُرّ"...صمت قليلاً ، إذا طلع الدعم بغيبتي خلي عايش يستلمه...بتعرفوا وين هويتي؟ بحدّ علبة "أبو فاس" و"دهن القشب"..هناك في "كراكيش"كثير..بيناتهن!... في هذه الأثناء..مرّ ابن تركية مسرعاً من أمام أولاد الحجي ...انتبه ابن تركية على الجيران فتوقف..وسلّم: - ابن تركية: خالي..شو بتسوي؟ - ابو يحيى: اهلين خالي..متسهّل..انت شو بتسوي؟ - ابن تركية: والله اجيت استقبل نايف اليوم بيجي من "دارفور"..طلعت طياراتهم بتنزل بماركا ..وين مسافر خالي .ع العمرة إن شاء الله!! - أبو يحيى: لا والله ع أوكرانيا!!. - ابن تركية: هههه....يسعد لحيتك!. - أبو يحيى: ول ما اسقعك!.. - ابن تركية: لا بشرفك خالي وين رايح! - أبو يحيى: قلت لك ع أوكرانيا. - ابن تركية: طيب شو بدك تسوي هناك!. - أبو يحيى: بدي أسوي " مواطن"! - ابن تركية: مش فاهم.. - أبو يحيى: هذيك اليوم وزير التعليم العالي قال: الروح نفسها في أوكرانيا كما في الكرك واربد... والحكومة لن تترك رعاياها... قلت خليني أروح ع أوكرانيا بلكي حسيت إني "مواطن" ما زالهم هون مش معبرينا ولا "مراعيينا".. المذيعة الداخلية للمطار ، تنبّه المسافرين إلى "كييف" بضرورة التوجه إلى البوابة رقم 1 ..يغادر ابن تركية ،يزمّر باص الكيا، ويتمتم شلاش من جديد وهو يصعد ملتفتاً إلى غريمه وهو يجمع العربات المهملة قرب المخارج ويجرها كقطار من الضجيج .... احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@hotmail.com  




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا