البلقاء اليوم --: د.صفوت حدادين في غضون أيام يتقدم سفيران باستقالات طوعية من وزارة الخارجية، والجامع بينها تذمّر من العدالة في الوزارة و فوقية الوزير ناصر جودة في التعامل مع سفراء جلالة الملك. الخلافات داخل أروقة الوزارة خرجت إلى العلن بعد أن طفح الكيل وفاض صبر سفراء أمضوا شبابهم وكهولتهم في الوزارة، لكن مقصلة مسيرتهم الوظيفية كانت في عهد ناصر جودة. ناصر جودة لم يزل مثار جدل سياسي و حتى لا نظلم الرجل، فهو من أقدر من تسلموا دفة وزارة الخارجية وأمهرهم في صنع العلاقات العربية و الدولية لكن ذلك لا يعني أبدا سلامة منهجه الإداري الداخلي. وفي الجانب الآخر، فإن السفراء المستقيلون أيضا لا يشعرون بالرضا تجاه تلبية رغباتهم الوظيفية، وكان ذلك سببا في احباطهم، وربما كان للوزير وجهة نظر بأدائهم الوظيفي و قدراتهم. في خضم هذه التباينات، تبرز الحاجة لفتح تحقيق رسمي على مستوى مجلس الوزراء للإمساك بخيوط العواصف الداخلية في الوزارة. الوزير جودة يقدم نسق الوزير المحصّن الذي يمعن في النرجسية ولا يسمح للنقد بالولوج الى ساحته، وقد حدث أن وجهت له أنا شخصيا نقدا لاذعا على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب في منعي من متابعته على موقع تويتر رغم أنه في موقع عام يتطلب منه الانصات لصوت النقد و الرأي الآخر. وزارة الخارجية إحدى المؤسسات الوطنية التي لا يجب للعث أن يتسلل إلى هيكلها، فتظلّم سفراء كبار يحتاج تدخلا مباشرا من رئيس الحكومة لينهي شبهات الفساد الإداري التي تحوم حول إداراتها الحالية، وتشعرنا كمواطنين أن لا ظلم مقبول حتى من الوزراء. .