الخميس ,18 أبريل, 2024 م
الرئيسية شخصيات المحافظة الشيخ الحاج موسى النهار البخيت العلاونة المناصير / عباد ..

الشيخ الحاج موسى النهار البخيت العلاونة المناصير / عباد ..

4295

البلقاء اليوم -

البلقاء اليوم --- الشيخ موسى نهار بخيت عبد المهدي محمد قاسم علوان الأحمد العلاونة المناصير / عباد ، ولد الشيخ موسى النهار عام 1906 في السنة التي توفي فيها والده الشيخ نهار البخيت الذي توفي في قلعة الكرك اثر توقيفه فيها مع عدد كبير من شيوخ عباد ووجهائها بعد كون الشيشان .....حيث اكد جواز سفره يؤكد انه ولد عام 1906 ....ولكني سمعت انا كاتب هذه السطور منه شخصيا انه ولد عام 1902 تقريبا ، ....والبحث جار للتأكيد .. كان الشيخ موسى النهار من الرجال الأفذاذ في عباد يفرض احترامه على كل من يلتقي به او يسمع عنه ، فقد تميز بصفات عز نظيرها واهمها خلقه الرفيع وكرمه وشهامته ورجولته ، وتواضعه وصرامته ، ولسعيه بالخير وإصلاح ذات البين ونصرة المظلوم وحماية الدخيل ...وقد كان الحاج موسى النهار شريفا عفيفا متدينا مؤمنا بالله متمسكا بتعاليم دينه ... تلقى الحاج موسى النهار قسطا من التعليم لدى المشايخ الذين استقدمهم شيوخ المناصير لتعليم أبنائهم وكان تعليمه بعد لمدة شهرين بعد زواجه لحبه للعلم ..حيث استطاع أن يتعلم القراءة والكتابة وحفظ قسطا وافرا من القرءان الكريم ... كما انه احضر شيخا من فلسطين اسمه محمد سعيد لتعليم أبناء المناصير ، وكانت حصص الدروس في بيته سواء أكان من الحجر شتاء أو بيت الشعر صيفا ، وفي نفس الوقت كان الخطيب أو الشيخ هو الإمام في الصلاة والمؤذن وكان الخطيب يعطي الدروس تحت شجرة البلوط قرب عين وادي الشتاء ولا تزال الشجرة قائمة الى اليوم ، حيث كان يعلم فيها الشيخ عبد المجيد النوباني وأحيانا الشيخ رشيد النوباني اللذين كانا يتنقلا مع المناصير في حلهم وترحالهم ويقيمان في بيت الشيخ موسى النهار وأحيانا يبيتان في بيوت بعض شيوخ ورجالات العشيرة ... كما أن الشيخ موسى النهار أرسل أبنائه الى مدرسة وادي السير لإكمال تعليمهم ومنهم ابنه عبد موسى النهار وعبد الغني موسى النهار وكانت مدرسة وادي السير تسمى المدرسة الحربية وكانت قد وصلت المدرسة للصف الرابع ثم استمرت بالترفيع صفا صفا في كل عام الى الصف السادس الابتدائي .. فقد سجل ابنه عبد موسى النهار في الصف الثالث الابتدائي واستمر الى الصف الرابع ثم توقف عن الدراسة عاما الى أن ترفعت المدرسة للصف الخامس والتحق ابنه عبد فيها لإكمال تعليمه وكان مدير المدرسة الأستاذ مولود الياس من شراكسة وادي السير خريج الأزهر الشريف في مصر ... إذ قام الأستاذ مولود مدير المدرسة بالذهاب الى وادي الشتاء والطلب من الشيخ موسى النهار أن يعيد ابنه الى المدرسة بعد ترفعت للصف الخامس ثم واصل عبد موسى النهار تعليمه الى السادس الابتدائي وكان في المدرسة بعض المدرسين منهم الأستاذ عبده سلمان من السلط أستاذ اللغة الانجليزية وكان مدير المدرسة الأستاذ مولود يدرس اللغة العربية والخط والرسم ، وبعد إنهاء الصف السابع نقل الشيخ موسى النهار أبنائه عبد الى الكلية العلمية الإسلامية وعبد الغني الى كلية الحسين وقد افتتحت الكلية العلمية الاسلامية عام 1949 وذلك لتجاوز عبد موسى السن المسموح به في المدارس الحكومية .. وكان من المعلمين فيها الأستاذ احمد بشناق واحمد العناني وعبد الجبار الفقيه ومحمد أبو غربيه ويوسف البرقاوي وأنور الحناوي والشيخ تقي الدين النبهاني وبشير الصباغ ومن زملاء عبد موسى النهار في الكلية سليمان عرار والشريف فواز شرف وعبد الرزاق أبو قورة وعبد الرحيم ملحس وحمدي الطباع والشريف عبد الحميد شرف ، وتمكن عبد موسى من الحصول على نتيجة الأول في الصف واستمر الى أن أنهى الصف الرابع ثانوي وتمكن من الحصول على شهادة الثانوية التي كانت تسمى المترك ، ومن خلال طالب اسمه سلمان شحاتيت عرف عبد موسى عن حزب البعث العربي ... وكان قد نشب خلاف على الأرض بين فرقتين من المناصير وحدثت مشاجرة يسمها الناس في حينها ( سنة الكون) لا اعادها الله ، وقد قتل شخصان وجرح كثيرون وحكم على الحاج موسى النهار 15 عاما إلا أن شقيقه كريم باشا النهار قام بنقل بيت الشعر ورحل وسكن بجوار قصر رغدان ليلا خلف خيمة الأمير عبد الله أمير البلاد الصيفية أي استجار بالأمير وفي اليوم التالي دعا الأمير كريم باشا النهار ولما دارت القهوة امتنع كريم النهار عن شربها فسأله الأمير ما حاجتك يا شيخ كريم ؟ قال جئت الى سموك اطلب العفو عن جميع أبناء المناصير من الفرقتين المتخاصمتين ، فطلب منه تسليم شقيقه موسى النهار الذي بقي في السجن لمدة ستة أشهر فتم تسليم موسى النهار وبقي في الحبس مدة بسيطة ، ثم تم الصلح والعفو عن الجميع بحضور امير البلاد الامير عبد الله بن الحسين ...
وروى لي احد احفاد الشيخ كريم النهار بعد قراءته هذا المقال رواية دقيقة كما يلي : قال له الامير انذاك ماذا تريد يا عود ؟ فقال الباشا كريم : ابغي رجاجيلي . فامر الامير باخراج اخوان وابناء كريم فقط الا ان الباشا قال للامير اذا امرت بخروج ناس بدون ناس ، فاخرج كل المناصير ما عدا ابنائي واخواني ........ولا يستطيع احد ان يعيرهم فانتفض الامير وقال : يفهمون هذا الكلام يا باشا فيقول كريم يفهمون او لا هؤلاء المناصير شعر شواربي وعظام رقبتي فيقوم الامير باصدار مرسوم اميرى باخراج كل سجين عبادي بجميع سجون الاماره. وليس فقط المناصير وانما كل عبادي احتراما لكريم باشا وكان عدد السجناء الذين اطلق سراحهم 113 عبادي. وقد اشترى الحاج موسى النهار أرضا في جبل النظيف ليكون أولاده قريبين من المدارس وترك وادي الشتاء واتخذ من عمان مقرا ومسكنا من عام 1952 الى عام 1970 وارتبط الحاج موسى النهار بعلاقات مع سكان عمان ومنهم الحاج نزال العرموطي ووجهاء البلقاوية خاصة الدبايبة الذين يسكنون في جبل النظيف منهم فلاح العابد الدعجة وفالح الدبوبي ومحمد منور الحديد ومحمد سالم أبو الغنم وابراهيم الراشد الحنيطي ووجوه عباد وبني صخر .... وغيرهم ، وقد ترك الشيخ موسى النهار عمان اثر تفاقم الأزمة بين الفدائيين والحكومة الأردنية عام 1970 وقد كان متسامحا مع جيرانه حتى انه اخرج احد سكان جبل النظيف وهو من بيت محسير أخذه معه للإقامة في منزله بمرج الحمام .. بعد أن عاد الحاج الشيخ موسى النهار من عمان نتيجة أحداث أيلول حيث كان يسكن في جبل النظيف وقيام ابنه المهندس عبد موسى النهار بإتمام بناء منزله في المنطقة ظهرت الحاجة الى الكهرباء وزادت منازل مرج الحمام ، تقدم المهندس عبد موسى النهار الى شركة الكهرباء لمد التيار الكهربائي للقرية فطلبت الشركة (مخطط هيكلي) للشوارع التي سيصل من خلالها التيار الكهربائي للمنازل القليلة في مرج الحمام فكان من المستحيل الحصول على مخطط هيكلي دون إقامة مجلس قروي للمنطقة والحصول على مخطط تنظيمي ، فقام الحاج موسى النهار بالسعي لدى وزارة الداخلية والمحافظ لتأسيس أول مجلس قروي في المنطقة ... واجتمع المؤسسون لتسمية المجلس فمنهم من اقترح اسم مرج سكا ومنهم من اقترح اسم المدورة وأبو سيفين ثم اتفق الجميع على الاسم لان احد أصحاب المنتزهات في المنطقة على طريق القدس كان يسمى " الخيام مرج الحمام" فاتفق الجميع على اسم مرج الحمام الغربي حيث يوجد مرج الحمام الأوسط ومرج الحمام الشرقي قرب إرسال الإذاعة القريب ثم اتفقوا على اسم يجمع كل هذه الأسماء " مرج الحمام" .... وفي عام 1971 أسس أول مجلس قروي في مرج الحمام ، والذي كان يتكون من التالية أسماؤهم : موسى نهار بخيت العلاونة المناصير رئيسا عبد الحفيظ درويش حمود المناصير عضوا عقاب فضيل نهار البخيت المناصير عضوا يحيى سالم سحمكري عضوا محمد عواد الحسن العرايضة المناصير عضوا يعقوب اسحق شابسوغ عضوا صالح العرادي البلوي عضوا فرحان محمد المازن المناصير عضوا وقام مجلس قروي مرج الحمام بطلب تنظيم المنطقة وقام المهندس عبد موسى النهار بالتعاون مع مهندسي وزارة البلديات لتخطيط شوارع المنطقة وقد انتدبت الوزارة المهندس يوسف الهنداوي للقيام بالمهمة وتمت المصادقة على المخطط التنظيمي لمرج الحمام عام 1973 . وبعد المصادقة على المخطط الهيكلي تقدم رئيس المجلس القروي الحاج موسى النهار الى شركة الكهرباء الأردنية لإيصال التيار الكهربائي للمنازل القليلة في مرج الحمام وكان رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء محمد علي بدير والمدير التنفيذي محمد صالح الكيلاني فخصصت الشركة لمنطقة مرج الحمام ثلاثة محولات ولكنها طلبت أن تساهم مرج الحمام بدفع ثمن ارض المحولات ، فقام المهندس عبد موسى النهار بدفع ثمن ارض المحول الأول لصاحب الأرض محمد نويران النهار 200 دينار من جيبه الخاص وهو المحول الملاصق لدوار الدلة ، وطلبت الشركة من المجلس القروي المساهمة بالتكاليف فأخذ المجلس القروي قرضا من صندوق قروض البلديات ووافق مدير الشركة ان يساهم مجلس قروي مرج الحمام بالشركة بالمبلغ المقترض ليتم السداد من ارباح الاسهم .. وامتلك المجلس القروي اسهما بلغت خمسين الف سهم التي انتقلت ملكيتها لبلدية مرج الحمام ثم للامانة عمان الكبرى فيما بعد ... وقام المجلس القروي بالتعاون مع منظمة كير العالمية بايصال المياه الى مرج الحمام بواسطة ماسورة 4 انش من خزان كلية الاركان ( قيادة المنطقة العسكرية الوسطى حاليا) فتم تمديد المواسير وساهم الحاج موسى النهار من جيبه الخاص لايصال المياه الى مسافة اطول بدفع ثمن المواسير على نفقته الخاصة ، ثم تم ايصال المياه الى ام عبهرة وام السماق الجنوبي . وقام الحاج موسى النهار رئيس المجلس القروي بتوفير دخل للمجلس القروي بفرض رسوم مرور على احد الشوارع التي تمر بها شاحنات نقل الرمل التي تنقل الرمل من منطقة ( الرملة) قرب قصر الامير محمد حاليا ، فقام المجلس القروي بتعيين كاتب لديه ايصالات رسمية لجباية 20 قرش عن القلاب او الشاحنة التي تحمل ثمانية امتار مكعبة و10 قروش عن الشاحنة التي تحمل اربعة امتار وذلك بما اصطلح على تسميته بدل استعمال الشارع ... وللحصول على دخل للمجلس القروي فرض مجلس قروي مرج الحمام على اسكان الضباط ترخيص الابنية وكذلك الاسكانات الاخرى . وقد قام الشيخ موسى النهار بتوسعة المسجد الكبير في مرج الحمام ( مسجد نويران) الذي عمره الحاج نويران النهار ، فقد قام الحاج موسى النهار بتوسعته ضعف مساحته من الجدار الجنوبي .... وقد تعلم الشيخ موسى النهار قيادة السيارات حين كان له من العمر 85 عاما ويذكر ان من قام باختاره في قيادة السيارات قال له ارجع لورى قال الشيخ موسى النهار انا عمري مارجعت لورى .. ومن طريف اعماله تجهيزه لقبره الذي سيدفن فيه قبل موته وقد قام بحفر القبر بيده وقام بقياس القبر بنفسه .. اذ قال لا اريد ان اثقل على احد بحفر قبري عندما اموت ... وصدف ان ماتت شقيقته شوفه النهار في يوم ثلج ولعدم امكانية حفر قبر جديد سمح الحاج موسى النهار بدفنها في قبره الذي جهزه من قبل .. وقد توفي الشيخ موسى النهار في 1993/1/7 رحمه الله رحمه واسعة وللحاج موسى النهار مواقف كثيرة يضيق المكان لذكرى ولا زلت اقوم بتوثيقها منها انه كان في زيارة لمدينة اربد فراى في بلدة الحصن جمع كبير ولما عاد بعد ثلاث ساعات لا زال الجمع مستمرا فعرج عليهم ودخل فوجد خلافا على دية والجامهة لم تستطع اقناع والد المتوفي على تخفيض المبلغ فوقف الشيخ موسى النهار وقال للرجل ماذا تريد قال 100 الف قال له هذه قليل بحق ابنك وطلب من رفيقه احضار دفتر الشيكات من السيارة وكتب للوالد شيكا بمائة الف دينار واخذه والد المغدور وقام ببهدلة الجاهة التي لم تبادر بفعل كما فعل الشيخ موسى النهار واكراما للشيخ موسى النهار مزق الشيك وعمت الفرحة عند الجميع .... رحم الله ابا العبد الذي توفاه الله تعالى يوم السادس من كانون الثاني عام 1993 ودفن رحمه الله في السابع من كانون الثاني ويوافق يوم امس وقد كنت اعمل خبيرا اعلاميا في سلطنة عمان وابرقت لذويه فور سماعي فقد كنت من المقربين عند ابي العبد وغالبا ما يحب مرافقتي في معظم مناسباته وسعيه للخير واصلاح ذات البين رحمه الله رحمة واسعة ... وحفظ ابنائه الشيخ المهندس العين عبد موسى النهار والدكتور السياسي المخضرم عبد الغني موسى النهار رئيس جمعية المعتمد بن عباد والمهندس رجل الاعمال تيسير موسى النهار والعميد المتقاعد عبد المنعم باشا موسى النهار والمحامي ياسر موسى النهار وعاصم موسى النهار من موظفي وزارة الداخلية ... رحمه الله رحمة واسعة واسكنه جنات الفردوس الاعلى .... كتبها : الدكتور محمد المناصير
 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا