الدب الذي قتل صاحبه ... بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم -السلط يحكى أن دبا كان يرافق صاحبه في كل خروج من المنزل ، فكلاهما يحب الآخر بشكل جنوني ويدفع الغالي والرخيص في الدفاع عنه ، نام صاحب الدب في إحدى المرات نوما عميقا ، ذبابة لئيمة كانت تتجول هناك عثرت على النائم وعاثت فسادا في فمه وأنفه وجبهته ، الدب المخلص يحاول طردها عن صاحبه في كل مرة ، ولكن عبثا يحاول فالسيطرة عليها صارت مستحيلة ، لم يدخر الدب جهدا إلا وقام به ، فهداه تفكيره أخيرا لقتل الذبابة والتخلص منها ، ولن يكون ذلك إلا بحجر ضخم حمله وألقاه عليها وهي تمرح على أنف صاحبة ، فطارت الذبابة وتهشم رأس صاحبه .. شهداءنا الخمسة الذين نحتسبهم في عليين في مكتب البقعة ، كل منا يترحم عليهم ويتعاطف مع ذويهم ، ويلعن المجرم الذي قام بهذا العمل الجبان في غرة شهر رمضان ،والحمد لله الذي حبانا على يد ( غيتس) وربعه بوسائل حديثة إعلامية وفضائية والكترونية نُعبر من خلالها عن حزننا وألمنا عليهم ، وتعاطفنا مع أمهاتهم وآبائهم وعائلاتهم ، وكثير من المُعبرين بحمد الله متوازنون يقرؤون الواقع كما هو بحقيقته ، ويعرفون المجرم وفكره ومن وراءه ، لكن هناك متحمسون وانفعاليون عن قصد ومن غير قصد يتعاملون مع الحدث تعامل الدب مع صاحبه ، فتارة ينسبون الإجرام لأهل القاتل وعشيرته الاقربين والأبعدين ، وتارة لمنطقته التي يسكنها ، وتارة يطالبون بإعدام أهله ، وكل من يعرفه ، بل وصلت ببعضهم اقتراح طردهم من الوطن . كل منا يعلم أن الاعتداءات بهذه الصورة هي نتاج فكر خاص ، يؤمن به أصحابه ، فكم من شاب أمسى بين أهله وأصبح في العراق أو سوريا أو افغانستان ،عودوا بذاكرتكم لجيرانكم وأصدقائكم وأبناء بلدتكم وأبنا عشيرتكم ستجدونهم وقد غادر بعضهم الوطن، غادرونا إلى أي مكان في الدنيا يمارسون هواياتهم ، لأني لا أشك لحظة واحدة في أنها مجرد هواية يؤمن بها العاطل والفاشل وللأسف المحروم ، ونُسجت مكوناتها في زمان مكان مظلم . أحبتي إن دعواتكم والتي لا أشك في أن معظمها بريئة ، وتعبر عن حب الوطن ،ولكن على طريقة الدب وصديقه ، دعواتكم بالعزل والقتل والانتقام والطرد تتعارض مع القاعدة الربانية أولا ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، وتضيف أعداء جددا لكم هم أهل المجرم وعشيرته وكل ( ربعه) وتؤدى بالوطن إلى مصير صاحب الدب …حماكم الله ورعاكم و وحمى الوطن وجعله آمنا مطمئنا .
