الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
الرئيسية مقالات مشكلة وطن .. !

مشكلة وطن .. !

3121

مقال الاحد 26-6-2016 مشكلة وطن..! قرأنا في المدارس أن الريح والشمس شاهدتا رجلاً عجوزاً يرتدي معطفاً ويمضي في طريقه ،فتراهنتا أيهما ستجبره على خلع المعطف..بدأت الريح أولاً بكل ما تملك من قوه تهب عليه وتحاول ان تنزع معطفه عنوة عنه الا أنها فشلت، فكلما ضاعفت قوتها زاد العجوز تمسّكاً بمعطفه أكثر..ثم جاء دور الشمس التي لم تستخدم سوى سحر أشعتها لدقائق معدودة فاضطر الرجل الى خلع معطفه عن طيب خاطر وسرور…إذا فشل العنف بخلع معطف عجوز هرم؟ فكيف ينجح في خلع فكرة شابة او مبدأ فتيّ!!.. البعض ما زال يعتقد أن أول العلاج الكي ، رغم أن الكيّ لم يكن يوماً علاجاً ولن يكون..ما جرى في ذيبان من اعتصام حضاري سلمي طوال شهرين متتاليين هو للفت النظر لمشكلة اللواء ومشكلة الوطن بأكمله “البطالة”، ليسوا شذّاذ أفاق ولا بلطجية.. اعرف العديد منهم ،وأعرف حجم وعيهم وما يتمتعون به من أخلاق وثقافة لا يتمتع بها الكثير ممن ينادون بقمعهم وتخوينهم و”تهميجهم”…هؤلاء يمارسون حقهم الدستوري في التعبير عن الرأي، لا أنانية ولا استقواء على الدولة وإنما هو طلب مشروع بطريقة مشروعة للفت للانتباه، علّها تستيقظ خطط التشغيل النائمة في أدراج الحكومات ، لتفنيد ادعاءات باطلة وغير صحيحة عن مئات ألاف الفرص التي تم إيجادها لأبناء الأردن في عهد الحكومة السابقة …المشكلة ليست محصورة في ذيبان وحدها،هذه مشكلة وطن…هناك شيء ما يسري تحت الجلد..البلد بأكملها صارت تنام وتصبح على براكين تغلي لا نعرف متى ستتحرك أو تلقي حممها…والدولة للأسف لا تلتفت لحجم الوجع ولا تستخدم ميزان الحرارة حتى تعرف متى يكون الهذيان..يراهنون على حب البلد والرضا بالواقع..و هم لا يعرفون حتى يحب الجائع بلده ويهتف له، عليه ان يملأ أمعاءه الخاوية، لا يعرفون ذلك لأنهم لم يجربّوا الجوع يوماً،ولم يجرّبوا البطالة يوماً ولم يجربوا الفقر يوما.. ذيبان هي”النموذج” لحب البلد وللأمعاء الخاوية ، وهي “باكورة” التعبير عن الاختناق وهي النائب الحقيقي عن شرائح الشعب وخير من يوصل رسائله باحترام وضبط نفس..في ظل صراع أبناء المسؤولين على كراسي الوجاهة،وثراء أبناء رؤساء الوزراء وتعيينات المجلس النيابي الأخير غير المأسوف عليه وصدأ الفساد المتراكم منذ عشرات السنين..على مرأى ومسمع صانعي القرار وأجهزة الرقابة الحكومية المختلفة.. العنف مدان ومرفوض ويجب ان ينتهي سواء أكان من قبل أجهزة الحكومة ، او من بعض المحتجّين او الداخلين بينهم…فالدم الأردني لا يقبل القسمة على اثنين..الدركي شقيقي ولا يطيب لي ان “تتغبّر” سترته..والمعتصم الذيباني “شقيقي” ايضاَ ولا أقبل الا ان يعامل باحترام وانسانية وبتقدير مضاعف…فالعنف لا يلد حبّاً أو حلاً..العنف لا يلد الا حقداً وحنقاً…وتهييجاً وانفلاتاً وهمجية… ذيبان نصبت خيمتها لتعلن خيبتها من فشل الإدارات السياسية والاقتصادية التي أفقرت البلاد والعباد..ذيبان نصبت خيمتها..لتقول للنخب المتصارعة على المصلحة والمال وتوظيف الأحفاد والمحاسيب الذين امّنوا ذريتهم بأرقى المراكز وأعلى الرواتب ، لتقول “للروف” العلوي من السياسيين كفاكم ترفاً ،كفاكم قرفاً، كفاكم ثراء والشعب المركون في “التسوية” يموت جوعاً… “قليل من الحياء”..فنحن نعيش على الكفاف..”قليل من الحياء” فقد “طلعت ريحتكم”جميعاً ولا أستثني منكم أحداً… لا نريد الا الاستقرار لهذا البلد العظيم وتنظيف “عوالق” الفساد منه..أرجوكم سلموا الإدارات لحكمائها لا لحكّامها الجلادين…لا تجاملوا في مصلحة للوطن..السفينة تحتاج الى بناء هندسي دقيق ومعادلات فيزيائية متوازنة حتى تبقى طافية على سطح البحر وتمضي بطريقها…لكن في نفس الوقت مسمار واحد قد “يغرقها” ومن عليها… يجب البحث عن إستراتيجية جديدة لمعالجة البطالة ،يجب الانطلاق من مربّع البؤس الأول نحو باقي الحلول، والا ستتفاقم المشكلة أكثر وستصعب الحلول “التسليكية”..نتمنى حل مشكلة ذيبان اليوم قبل غد..لكن يجب أن تأخذوا بالحسبان أن “البنادول” ليس علاجاً للديسك، البنادول خافض للحرارة ومسكن موضعي لكنه لا يعتبر علاجاً شافياً للخلل المزمن.. احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@hotmail.com
 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا