السبت ,20 أبريل, 2024 م
الرئيسية مقالات هزاع الذنيبات …الرجل الذي يحب عمله .. بقلم الاستاذ مطلب العبادي

هزاع الذنيبات …الرجل الذي يحب عمله .. بقلم الاستاذ مطلب العبادي

1139

  تنزيل   هزاع الذنيبات …الرجل الذي يحب عمله.... بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم -السلط في السبعينات عندما كنا في معهد عمان نهبط وسط البلد بين الفينة والأخرى وبالتحديد صوب إشارة ما يسمى رأس العين ، لنشاهد رجلا في وسط مفترق الطريق ، يتحرك يمنة ويسرة ويلتف حول نفسه كـ(الزنبرك) ، رجل لوحت وجنتيه الشمس ، عليه ملامح أهل الجنوب (المملوحة) اللطيفة ، يتصرف بحماس المثقف المتمرس الراضع من أرقى مخطوطات وقراطيس الحضارة والمدنية ، التي تحترم العمل وتحث عليه ، رجل يتمثل القول الرسولي العظيم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )… يترك عمله في الثمانينات ليعود إليه بعد الألفين في رغبة جامحة منه ليمارس نشاطه من جديد على مفترقات طرق عمان ، كإشارة ضوئية بشرية مغذاة ومزودة بكريات دم ونسيج عضلات أنعشها الزمن ، لرجل تجاوز الستين من عمره ، رجل يُقدس عمله ويحبه حبا جما .. ولاتساع نطاق السير بالإشارات الضوئية ، واستخدام الجسور والأنفاق ، قل تدخل البشر في المرور ، وقلت مشاهدتنا لهزاع الذنيبات ، حتى شاهدناه مؤخرا في إحدى المحطات الفضائية بشاربه الجميل وبوجهه النحيل ، وقد ظهرت عليه تعرجات الزمن ، ومازال بعنفوانه وحماسة ووطنيته وطيبته ، يجيب أسئلة المذيعة بفطرة وعفوية نادرة ،ويمثل حركاته بصدق ، لم يجامل مؤسسته وزملاء مهنته الذين يتنافسون أحيانا في ملء دفاتر المخالفات ليعودوا إلى رؤسائهم مرفوعي الرأس ، في غلة جمعوها بحق وبغير حق ، ولم يتحسس هزاع حرجا من قوله أنه حرر مخالفة واحدة في حياته العملية التي تجاوزت الأربعين عاما ، ديدنه في ذلك أن العقوبات المادية تعطي مردودا سلبيا . لماذا أنت مميز يا هزاع ؟؟، لو كان أمثالك كُثر ما عرفك الناس ، الإحساس بالمسؤولية لديك جعلتك فذا نادرا محبوبا ، إن من يحبوك في داخلهم شيئا منك ، ولكن ضعفهم وسوء ثقافتهم ، وهزيمتهم من الواقع الذي يعيشونه ، أو الذي فُرض عليهم ربما حال دون أن يكونوا مثلك . إن أي موقع في هذا الوطن بحاجة إلى عدد كبير مثل هزاع ، ليس بالضرورة رجال سير ومرور، ليرفدوا الوطن بأداءات و مهارات ومخرجات في كل المهن والأعمال تعود بالنهضة والرفعة والازدهار ، إن المتميز لا يصنع بمفرده شيئا ، ليس باستطاعته التغيير والتطوير الإيجابي المنشود وحده ، لكنك يا هزاع خطوة للأمام ، وقدوة سيكون بعدها الكثير بإذن الله . يرحمك الله يا هزاع الذنيبات ، الشاب الكهل ، الصادق المخلص الأمين ، يرحمك ويبدلك دارا خيرا من دارك ، وأهلا خيرا من أهلك ، وجيرانا خيرا من جيرانك ، ويجعلك نقيا من الذنوب كما الثوب الابيض الخالي من الدنس ، إنه سميع مجيب . مطلب العبادي 28 /6 / 2016




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا