البلقاء اليوم -السلط كتب الدكتور مهند المبيضين مقالاً على جريدة الدستور بعنوان "زيارة إلى ذوقان الهنداوي" تالياً نصه: نشر الأستاذ احمد ذوقان الهنداوي على صفحته عبر الفيسبوك منشوراً متضمناَ وثيقة يعود تاريخها للتاسع عشر من حزيران 1989، جاء في نص "البوست": "خلال زيارتي الأخيرة لوطني الحبيب، اتصل بي الخال العزيز سامي الحمود وأخبرني بأنه يحمل لي شيئا خاصا ذا قيمة عاطفية كبيرة، ويريد أن يسلمه لي… فرحبت بقدومه كما هو دوما… وعندما جاء، مد يده لي وهي تمسك بورقة صغيرة محفوظة ومطوية بعناية فائقة…وكانت مخطوطة بيد والدي رحمه الله، وهو على راس وظيفته، وموجهة للخال الحبيب سامي وهذا نصها": "الخال سامي أنا بحاجة لمائتي دينار على الأقل من أجل دعوة مفاجئة في منزلي لسيادة الشريف رئيس الوزراء… أكون ممتنا لو سلمتها للسائق محمد … مع الشكر". التوقيع :ذوقان إلى هنا انتهى البوست، والوثيقة موجودة على صفحة الأستاذ أحمد، ورحم الله المعلم ورجل الدولة ذوقان الهنداوي، والذي لا يمكن أن تكتمل سيرة الوطن والتربية والتعليم والبرلمان دون أن يحضر في كل المواقف بطيبتة وحبوره ونزاهته ومواقفه الوطنية الشامخة. تعزز ذلك مع نظافة في اليد، وعلاقات طيبة مع كل خصومة قبل احبابه، سيرة كانت من صنعه الجميل ومن اكتمال شخصيته القائمة على اصل المنبت الطيب والتعفف، وهو في النص المنشور يعطي درساً للأردنيين لم يكن نادراً في زمن مضى، لكنه اليوم أشبه بالمستحيل، إذ كان رجال ذلك العصر كبار، يخشون أن تمس سمعتهم ويحافظون على المال العام، وينأون بأنفسهم عن الشبهات، مع قيامهم بواجبهم الوظيفي والمهني والوطني دونما تأخر او خلل. ترى ماذا لوجاء ذوقان الهندواي ورأى اليوم تضخم رواتب المفوضين والسكرتيرات وشكل التعيينات التي تتم، ماذا لو نهض واستمع لحديثنا عن التربية والتعليم، ؟ . كان ذوقان الهندواي حيياً على سمعته، أميناً على أمانته حصد بعزم المخلصين، حب الناس واحترامهم، تاركاً إرثاً من الزهد والسيرة الحسنة..
