الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار جريمة طبربور .. لماذا فصل رأس والدته واقتلع عينيها؟

جريمة طبربور .. لماذا فصل رأس والدته واقتلع عينيها؟

4560

البلقاء اليوم -

البلقاء اليوم -السلط قال خبير أردني في علم الجريمة إن العقل الجمعي أو الرأي العام عادة ما يصاب بالصدمة عندما يواجه ببشاعة فعلاً جرمياً ما، مشيرا الى ان ذلك يدفعه الى استدعاء معارفه التقليدية في محاولته لتفسير هذا الفعل البشع من جهة وسعيه للوصول الى التوازن من جهة أخرى. ووفق ما قاله استاذ علم الجريمة الدكتور حسين محادين  ففي لحظات مواجهة هذه الجرائم يصبح البناء الاجتماعي غير متوازن، فيميل الرأي العام الى خلق تفسيرات غير علمية تقوم على 'العزو' دائما في محاولة لتبرئة نفسه كقوله إن كل جريمة سببها نفسي او لتعاطي المخدرات والى آخره كجرائم الشرف وغير ذلك. وأشار الى أنه لا يميل الى هذا 'العزو' في مثل هذه الحالات، مطالبا بدراستها تحت عنوان 'دراسة حالة' لان لكل جريمة مقدماتها وسيرورتها وآليات تنفيذها من قبل مقترفيها. واضاف ان فكرة القتل هي عبارة لحظة نفسية تعدت المألوف الذي يناقش بالعقل إذ ان هناك غشاء رقيقا بين تصور القاتل عن فعل القتل وبين تنفيذه، مشيرا الى انه وبمجرد اقدام القاتل على اقتراف الفعل، للمرة الأولى يصبح تكراره فعلا اقل من اعتيادي بالنسبة له خصوصا اذا كان ما زال تحت تأثير الاندفاع او الغرور او 'نشوة النصر' إن جاز التعبير. واوضح إن مثل هذه الممارسات – كتقطيع الجثة او قلع العيون – تصبح شكلا من مكملات الفعل وتعبر ضمناً عن درجة حقد او ترسب الغل لدى القاتل بالنسبة الى ضحيته قبلا. ونوه الخبير في علم الجريمة لوجود علاقة قوية بين كثافة الفعل الجرمي المخطط له وبين بشاعة استكمال الفعل بعد القضاء على الضحية. وقال 'في أحايين كثيرة نجد أن البعض يقوم بجرائم قتل عادية لكن البعض الآخر يميل الى الايغال والارتقاء بمستوى سوء الرسالة التي يود بثها او ارسالها الى المتلقين بعد انتهاء فعلته.. فبعضهم يريدها صادمة قليلا وبعضها يريدها فاجعة'. واشار الى ان فكرة الفجور التي يتمتع بها هؤلاء القتلة تمثل جذرا نفسيا واجتماعيا للفعلة المدانة دينا وانسانية على الاطلاق، منوها بان حدوث مثل هذه الاعمال الموغلة في الجرمية انما يؤشر ضمنا إلى فشل منظومة التربية الأولى في جعل الانسان انسانا في القدوة والعلاقة مع البيئة المحيطة. واشار الى سلسلة الاحباطات التي تترتب على هذا النوع من الشخصيات وانماط التنشئة التي فشل في أدائها كل من البيئة الأولى للانسان والابناء لاستكمال عضويته في المجتمع الأكبر. وقال: نجد انه ظاهريا يتفاعل مع محيطه ويكبر بايولوجيا لكن في كل خطوة من الادوار التي يؤديها يزداد اغترابا عن انسانية تربيته وعن امكانية تحقيقه لطموحه الشخصي، وبالتالي يختلق أعداء وهميين قد يكونون اقرباء له او على شكل مؤسسات في المجتمع وفي احيان اخرى المجتمع بأكمله الذي سيحمله مسؤولية فشله. ونوه إلى فشل التربية ومؤسسات التنشئة المختلفة بما فيها المؤسسة التعليمية وضعف أدوار المسجد والاعلام في إكسابه سلوكيات طبيعية او متوازنة من شأنها ان تجعله مقبولا في المجتمع. وقال: بعكس الحال يشعر بان عليه الانسحاب من المجتمع ورد هذا الانسحاب بصورة صادمة للاعداء المفترضين وللمجتمع ويتجلى بكيفية اشهاره للجريمة وبشاعتها. واضاف: ثمة اخفاق على مستوى مؤسسات الدولة والثقافة التي لم تتمكن من دمج الشخص في مضامينها الطبيعية التي من شأنها ألا تشعر بالاستبعاد الاجتماعي او الاغتراب او حتى الاحساس العميق باستحالة ان يكون قادرا على تحقيق اي من طموحاته الصغرى كزواج أو وظيفة وغير ذلك. وختم الخبير الأردني في علم الجريمة قوله ان لخبرات الطفولة - المفرحة او المؤلمة - في السنوات الست الأول من حياة الانسان تأثيراً كبيراً وملازماً لمراحل النمو المختلفة وبالتالي هي من تحدد موقفنا من ذواتنا وطموحاتنا ومن الآخرين.
 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا