المتهمون مجلس النواب بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم -السلط هذا العنوان البديل للعنوان السابق الذي كتيته على مدار ثلاث سنوات من عمر المقبور مجلس النواب السابق ، وكان عنوانه ( غيوم الدخان في مجلس النواب ) ... قبل فترة شاهدت حالتين مصورتين إحداهما لوزير أوروبي يمتطي دراجته ذاهبا للعمل ، وأخرى لياباني يُطالع صحيفة واقفا في القطار وقد امتلأت مقاعده ، وللمصادفة شاهدت في نفس اليوم انتخابات مجلسنا النيابي ، ولا أدري أقول المقبور أم الوقور ينتخبون عقيدهم ويزهون بثيابهم الأنيقة ، التي بالكاد تخفي عيوب حمولاتهم الزائدة فوق الحزام وأسفله... كل خصوصياتهم ومأكلهم وملبسهم ودخولهم ، أي رواتبهم لا يهمني من قريب أو بعيد ، بل إنني أصف هنا ولا اقدح في هذا الجانب ، على أن القدر شاء لي وظيفة أو مهنة أرهقتني وأعيتني لان علاقتها بسلوك المجتمع مباشرة ، وان المسؤولية الملقاة على عاتقها كبيرة وفي نفس الوقت لا تأخذ جانبا مناسبا من الأهمية في آخر هذا الزمان.. يبدو أن جُل أصحاب المهن والوظائف والمواقع يفهمون كل شيء إلا ما يتعلق بمهنهم من حيث المهارة وإن قلت ، ومن حيث الأخلاقيات وهي السائدة بشكل مريع، فببساطة قد يكشف عليك طبيب ، وهذا فقط في الأردن والسيجارة في فمه ، ويدخل المعلم حصته وبيده اليمنى عصا والثانية سيجارة وقس على ذلك .. لكن الأمر الأكثر بشاعة هو بمن يشرع القوانين والأنظمة ويعدلها ويراقبها ، فترى مجلس الخير يخرج الدخان من خلاله كسحابة صيف خطها قلم ( وجعان) ،على أن ذلك يحصل على مرآي من الرئيس والرئيس الآخر وكل أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية .. شيء غريب أخلاقيات الوظيفة مفقودة والعمل بالقدوة معدوم ، لكن الأغرب والمخزي والمؤسف من ذلك هو مخالفة الأنظمة والقوانين على رؤوس الأشهاد ، فالتدخين ممنوع بالأماكن المغلقة بقانون ، فكيف يحافظ هؤلاء على القانون وهم الذين يخالفونه ... ان الشعب الأردني يدعى—بتشديد الدالقضائيا على هؤلاء بالضرر النفسي والحسي على أبنائهم من هذا المكان الموبوء مجلس النواب ، والمتهمون بالتدريج رئيس الوزراء ثم رئيس مجلس النواب وبعد ذلك التلامذة النواب ، والشهود التلفزيون الأردني الذي صورهم وتسجيلاته والشعب الأردني الذي شاهدهم ، والمطلوب مائة مليون دينار تستغل للتوعية وعلاج الأمراض الناتجة عن هذه السيجارة اللعينة...رفعت الجلسة . مطلب العبادي
