الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
الرئيسية فكر وأدب وثقافة جماهير غفيرة تشهد إشهار كتاب “وصفي التل، مشروع لم يكتمل)

جماهير غفيرة تشهد إشهار كتاب “وصفي التل، مشروع لم يكتمل)

1363

البلقاء اليوم -

888   البلقاء اليوم -السلط أشهرت الكاتبة الأردنية ملك التل كتابها “وصفي التل، مشروع لم يكتمل” مساء امس في ديوان آل التل وسط حضور غفير امتلاً به جنبات الديوان. وعقدت جلسة حوارية تعريفية حول الكتاب وحول شهيد الأردن وصفي التل تحدث بها عدد من النخب السياسية الأردنية ومنهم من عاصر الشهيد وعمل معه لفترات طويلة من الزمن وابتدأ اللقاء بكلمة آل التل والتي القاها المحامي عبد الرؤوف التل واكد من خلالها على أهمية استذكار حياة الشهيد وتأثيره في الحياة الأردنية وسعيه الدائم ودعوته للوحدة العربية وهو ما يغذي فينا روحاً نحن اليوم بأمس الحاجة إليها. وصفي التل، مشروع لم يكتمل مؤلفة الكتاب ملك التل تطرقت في بداية كلمتها إلى حب الشهيد لثرى فلسطين وسعيه الدؤوب لتحريرها وقالت: “قبل ان يغادر إلى القاهرة في رحلته الأخيرة كان يحلم بعقد اتفاق عربي لفتح أربع جهات لتحرير فلسطين” وأضافت التل ان الشهيد سعى دائما لبناء اتحاد وطني يدمج به الوحدة الوطنية مع المشروع الإصلاحي السياسي لإنشاء الدولة النموذج والثاني تزرع الأراضي بالأشجار واجبار كل صاحب بيت ان يحفر بئراً في منزله لإيقاف الهدر في الماء. وأشارت إلا ان وصفي التل كان مشروعاً لم يكتمل، مشروعاً وطنياً لتحرير فلسطين وأكملت التل: كان الشهيد مشروعاً يرى في الأردن دولة ذات رسالة مقدسة وهو ما يستوجب ان تكون محصنة بالاستقلال الاقتصادي وهو الضامن لاستقلالها بالقرارالسياسي. ونوهت التل إلى انها بدأت العمل التحليلي لهذا الكتاب قبل اربع سنوات، وانها لم تهدف لكتابة تاريخه والدفاع عنه وانما لالتقاط نقاط المشروع الذي اقام عليه طيلة حياته قبل ان يرحل دون ان يكمله. أبو عودة: ابصقوا في وجوه المدعين على وصفي السياسي الأردني عدنان أبو عدوة بدأ كلمته بقراءة رسالة الشهيد وصفي التل إلى صديقه المقدسي برهان الدجاني الذي كان قد غادر القدس تاركاً ارضه وبيته ووطنه وسكن عمان. وقال أبو عودة أن هذه الرسالة تعتبر من روائع ما كتب وصفي وتمت كتابتها في العام 1950 وجاء في أولها: “اخي: اكتب لك من فلسطين لا أدرى لماذا ينتابني شعور استعلاء جارف وانا اكتب لك من فلسطين انت تعلم مدى صداقتي لك واعجابي بك وانت تعلم انه ليس من طبعي ان أستعلي او اتكبر على أي انسان خاصة انت اما الآن وانا اكتب هذه الرسالة فإني متكبر ومستعلْ عليك واشعر أنى احدثك من فوق ولا املك ان ادفع عن نفسي شعور الخيبة فيك ولا أستطيع سوى الإحساس بالألم والمرارة بسببك وبسبب كثير من الإخوان الذين نهجوا وسلكوا السبيل الذي انت سالكه أتدرى لماذا انا متكبر مستعل واحدثك بحديث متسلط امر؟ أتدرى لماذا اضع نفسي في مرتبة أعلى منك؟ أتدرى لماذا أعطي لنفسي الحق الادبي بتوبيخك والحكم عليك؟ لأني اكتب من فلسطين. وأضاف أبو عودة ان وصفي الذي قتل هو وصفي فلسطين ووصفي الأردن طالباً تكذيب كل يدعي غير ذلك والبصق في وجوههم. ووضع أبو عودة مطلباً لدى السلطة الوطنية الفلسطينية باعتماد رسالة وصفي لبرهان الدجاني وفرضها في المدارس الفلسطينية لما تحتويه معان وطنية تؤكد على أهمية التمسك بالأرض والوطن. كما طالب بتدريس كتاب “وصفي التل، مشروع لم يكتمل في المناهج الأردنية متسائلا ان لم ندرس هذا الكتاب فماذا عسانا انن ندرس؟ قراءة في المؤلف المؤرخ العربي الدكتور علي محافظة قدماً شرحاً مفصلاً عن الكتاب الذي يقع في 480 صفحة ويحتوي على مقدمة وست فصول وقد تمت دراستة بالاعتماد على 24 مرجعاً وحسب المحافظة فإن الفصل الأول يتحدث عن نسب وصفي ويعطي لمحة عن حياة والده وديوان ال التل ودوره السياسي وبناء شخصيته وموقف وصفي من المرأة واراء العديد من أصدقاؤه في سلوكه واخلاقه ودوره في القضية الفلسطينية وحبه للأرض وأشار المحافظة الى ان الكتاب يسرد سيرة ثلاث شخصيات من ال التل هم (خلف محمد يوسف التل، واحمد محد إبراهيم التل، وعبد الله يوسف التل) بينما يتحدث الفصل الثاني عن منابع وروافد مشروع وصفي التل وتبلور حسه القومي في بيروت اثناء دراسته الجامعية ورأيه في أسباب هزيمة العرب في الحرب الأولى 1948 ورفضه للانقلابات العسكرية كوسيلة للإصلاح السياسي وتصوره لدور الأردن المحوري ورأيه في المقاومة الشعبية الفلسطينية ودور الأردن في دعمها وأضاف المحافظة ان الفصل الثالث جاء بعنوان “رجل دولة في بلد يقف على حافة” ويشرح عن مشروع وصفي التل يرى في وحدة الضفتين انجازاً قومياً لا يجوز التفريط به وهو حجر الزاوية في تحرير فلسطين يتحمل الأردن فيها المسؤولية الكبرى وعن موقف وصفي التل ودوره في العمل الفدائي والتآمر على اسقاط الأردنية بدءً من العدوان الإسرائيلي على قرية سموع 1966 والصراع الداخلي في الأردن على السلطة وقيام المعارضة على حكومة وصفي التل بقيادة بهجت التلهوني التآمر على الدولة. ومحاولات اسقاط الحكم الأردني ومحاولته إعادة بناء الدولة الأردنية في حكومته الأخيرة في العام 1971. وقدم المحافظة شرحاً عن الفصل الرابع في الكتاب والذي يتحدث عن حرب إسرائيل والمعركة المطولة ونظرية وصفي في الحرب الحتمية مع إسرائيل وموقفه الرافض لدخول حرب حزيران 1967. وختم المحافظة بتقديم شرح عن الفصل الخامس والذي تتناول فيه المؤلفة نظرية المؤامرة التي انتشرت في الوطن العربي وعن تامر الدول الكبرى على العرب وموقف وصفي التل ونفت في هذا الفصل تهمة العمالة لبريطانيا التي حاول خصوم وصفي الصاقها به واختتمت بعملية اغتيال وصفي التل عن طريق جماعة أيلول الأسود. بينما كان الفصل السادس بعنوان “صفي التل الرمز” وصفي ملك للجميع رئيس مجلس الأعيان الأسبق طاهر المصري قال ان وصفي أكبر من ان يكون ملكاً لعائلة واحدة فهو ملك للأردنيين والأردن كلها ديوانه وأشار إلى انه واحد من قادة سياسيين كبار فرضوا حضورهم في الذهنية العامة لدى شعوبهم بعد رحيلهم وأضاف انه كان لديه تصور واثق بان الأردن قادر على بناء ذاته بالاعتماد على انسانه وبالتالي يصبح قادراً على الوقوف مع قضايا امته ونوه إلى ان شخصيته كانت تجمع بين مسارين مختلفين لا تناقض بينهما فهو قومي عربي انخرط في القضية العربية عموماً والقضية الفلسطينية شكل خاص وهو قومي أردني وأردف قائلا: كان واضحاً في قناعاته ونقاطه السياسية ولا يتردد في إعلانها على الملأ لشدة قناعته بها لذلك شكل خلافا مع اخرين كان لهم خلاف معه وقد أراد العمل الفدائي عملاً مستقلا لا شأن له بالشؤون الداخلية لكن الأمور سارت على غير ذلك وسادت الفوضى في ذلك المكان واكد المصري ان احداث أيلول لم تكن حرباً أهلية ابدا وانما كانت اشتباكات بين جيش يريد حماية السلطة وحركات فدائية مسلحة تداخلت فيها المسارات بصورة شتى وأصبحت خطراً على الدولة وعلى النظام العام فيها. ومن فلسطين قال منيب المصري الذي عمل وزيراً في احدى حكومات وصفي التل انه كان يرى في وصفي انساناً قبل كل شيء ورمزاً وأحب عروبته وأخلص للأردن وفلسطين. وأشاد بإيمانه العميق بالوحدة العربية وعمل على اخراج هذا الشعار إلى أرض الواقع. وأضاف انه وظف كل طاقاته لخدمة بلده وكانت فلسطين في قبله وفي عقله وكان حضوره السياسي في فترة اعترتها إشكاليات وتعقيدات كثيرة سواء داخلية او خارجية ورغم ذلك استطاع ان يجد طريقه بين كل التعقيدات مؤمناً بان هم وسلامة الأردن يشكل درعاً واقياً للمقاومة الفلسطينية. وقدم الوزير السابق سمير مطاوع بعضاً من القصص التي عاشها مع الشهيد وصفي التل وادار اللقاء وزير الثقافة الأسبق جرس سماوي        




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا