الخميس ,25 أبريل, 2024 م
الرئيسية أخبار الرياضة شاهد عيان لتداعيات مباراة الفيصلي

شاهد عيان لتداعيات مباراة الفيصلي

1754

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ..
كتب شاهد عيان تفاصيل جرت قبل وأثناء وبعد مباراة الفيصلي الأردني والترجي التونسي في نهائي البطولة العربية للأندية التي جرت ليل الأحد الاثنين في مدينة الاسكندرية المصرية.وتاليا ما كتبه الشاهد

:هذه شهادة أقدمها لله وللتاريخ ثانيا، حتى لا ننجر وراء أوهام تأتي على علاقة بين شعبين، لم تشهد احتقانا يوما ما وفي أي مناسبة، كما تحاول بعض قوى الإعلام المصري لتجعلها شبيهة بالمناسبات الرياضية التي حصل فيها شد بين الجزائر ومصر، واستمرت لسنوات بفضل هذا التجييش المتبادل.بسم الله أبدا..لم يكن رفض بائع الكشك بمحطة مصر بالإسكندرية لأخذ ثمن ولاعة السجائر التي هممت لأدفع ثمنها عقب المباراة، أولى المواقف الطيبة للشعب المصري معي ومع جمهور الفيصلي، وإن حصل تجاوز من هذا أو ذاك لحظة ما، فهي تصرف فردي لا يصح تعميمه.هممت لأدفع ثمن الولاعة، فرض البائع أخذ الثمن، وعالجني بيمين مغلّظ، أنه لن يأخذ ثمنها، وقال بلهجته المصرية "أنا أهلاوي صح، وانتو غلبتونا مرتين، بس انتو ضيوفنا هنا بالإسكندرية، وإحنا نعرف بالأصول"، قبلته على وجنتيه ومضيت.قبلها بدقائق أطل رجل في المحطة ذاتها من ميكرو باص، ليقول بلهجة مصرية صادقة موجها كلامه لمجموعتنا التي ارتدى فيها بعضنا قمصان الفيصلي "اتزلمتوا (ظلمتوا) من الحكم".وفي غمرة أحداث ساخنة، فقدنا فيها التواصل مع سائق الباص الذي يفترض أن يقلنا إلى المطار، طرح علينا شبان مصريون ثلاثة، عدة خيارات للوصول إلى مطار برج العرب من محيط ستاد الاسكندرية التاريخي، لتوفير المال والوقت علينا للحاق بالطائرة، لتعلق هذه المشاهد الثلاثة في ذاكرة مجموعتنا أكثر مما حدث في المباراة. التضييق على الجماهيرقبل المباراة، وقد وصلنا أبواب ستاد الاسكندرية، للانضمام لجمهور الفيصلي يسار المنصة، عانينا الأمرين قبل الدخول، وسلطات الستاد تروح وتجيء بنا من بوابة إلى بوابة، رأينا خلالها التسهيلات التي كانت تقدم لجمهور الترجي من فتح البوابات، وزيادة الجماهير عبر إتاحة الدخول المجاني للجمهور المصري، علما بأن الدخول وفق تعليمات البطولة بالاتفاق مع السلطات المصرية كان يتم وفق توزيع دعوات خاصة، لدواع أمنية، لكن ذلك تكسر في المباراة النهائية.بعد اقتناع السلطات بحقنا في الدخول للملعب، اجتزنا حواجز أمنية ثلاثة، من التفتيش الدقيق، نعتبره وفق معايير الرياضة تضييقا، لكنه حق للسلطات المستضيفة حرصا على سلامتنا وأمننا كجماهير خروج عن النصخلال سير المباراة، كانت الأمور تجري على خير ما يرام، تخللها أوقات خرج فيها جمهور الفيصلي عن النص، لم يتعد فيه الشغب لسانهم، عبر كيل الشتائم أحيانا ورمي عبوات المياه استهجانا لقرارات الحكم، الذي رسخ في الأذهان أن إدارته للمباراة كانت مجاملة للبلد المستضيف مصر، مع تعيين طاقم مساعدين من مصر والجزائر والمغرب، بلا أي حكم من عرب آسيا الذين يمثلهم الفيصلي.وزاد من حالات الخروج عن النص أزمات تسبب بها الحكم لصالح الأهلي الذي فاز عليه الفيصلي مرتين في البطولة، ما جعله محسوبا على الفريق الأحمر، وفق تداولات نشطاء مصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.ومع الهدف الثالث للترجي، في الدقيقة الأولى بعد المائة، اشتعل الغضب مجددا في نفوس الجماهير، فتطور الشغب اللفظي ورمي العبوات إلى تكسير لبعض المقاعد ورميها إلى الملعب. الأمن المصري يلتزم الهدوءبعد إطلاق الحكم صافرة نهاية اللقاء، تواصل الخروج عن النص بالتزامن مع هرج ومرج على أرض الملعب، عززتها حالة الفوضى التنظيمية، التي لا تشهدها حتى البطولات الرمضانية الشعبية في بلادنا.تطايرت مقاعد الستاد باتجاه الملعب، وكانت تصيب قوى الأمن أو قربهم، وتعلق الجمهور بسياج الملعب في محاولة لاقتلاعه، وبقي الأمن المصري بالزي العسكري أو بالمدني ملتزما أقصى درجات الهدوء.واستغل مجموعة وضع الملعب غير المنظم، فتسلقوا سلما اعتلوا فيه مظلة الملعب الاسمنتية، عبروا فيها عن اعتزازهم بالفيصلي تارة، وعن غضبهم من نتيجة المباراة تارات أخرى. القشة التي قصمت ظهر البعيربقي الحزن والغضب مسيطرا على جماهير الفيصلي، أو على من تبقى من جمهور، بعد أن خرجت غالبية الجماهير مدرجات الستاد، وحين اقترب التتويج، بدأ نفر ممن تبقى بكيل الشتائم تجاه الاتحاد العربي لكرة القدم، ورموز في الاتحاد.في تلك اللحظات تغير الوضع عما كان عليه، وتخلى رجال الأمن عن هدوئهم قليلا، بعد تواصل بين مسؤول يرتدي بدلة رسمية في الستاد مع مسؤول وحدة الأمن في الملعب، وبدأوا يطلبون من الجمهور الابتعاد عن الحاجز الحديدي والالتزام بالمدرجات.وفور انتهاء تتويج الفيصلي بالمركز الثاني، وتلقي نجومه التحية والتصفيق، بدأ الجمهور مغادرة الملعب، وكنت معهم.اعتداءات واعتقالات بعيدة عن الكاميراتفي الممر الجانبي للمدرج المؤدي لبوابة الخروج، دوى صوت لكمات واشتباك خلفي، فاستدرت وظني أنها مشاجرة، لكن الأمر لم يكن كذلك.كان رجال من الأمن المصري بالزي المدني يهمّون باعتقال أحد الجماهير، ويكيلون تجاهه شتائم بذيئة، وحملوه خارج الملعب، ثم همت مجموعة أخرى يبدو أنها كانت أنهت مهمة توقيف أحدهم بالعودة إلى الممر الجانبي للمدرج لاعتقال شخص آخر، بعد وضع المعتقل أو المعتقل السابقين في سيارة شرطة.كنت أسير الهويني حتى أتابع نهاية المشهد، فكان أن دفعني أحد هؤلاء الرجال باتجاه السياج الحديدي في الشارع، طالبا مني مغادرة المكان فورا، ففعلت.وخارج أسوار الستاد كان العشرات من الجماهير ينتظرون وسيلة نقل إلى مطار برج العرب، فعاد بعضهم على نبأ الاعتقالات، وسارعوا للوقوف على الأمر، وتعرضوا في الشارع لإحدى سيارات الشرطة، وتمكنوا من تحرير شابين أو ثلاثة من السيارة، لتتحرك دورية خيالة باتجاههم.حصلت مطاردات في الشارع ذاته، انتهى الأمر بسوق أكثر من 30 من جماهير الفيصلي إلى المركز الأمني، لتبدأ معها محاولات الإفراج عنهم، والتي انتهت بعد ظهر الإثنين، من خلال السفير الأردني في مصر علي العايد.




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

المنتخب الوطني لكرة القدم يستدعي بني ياسين

#البلقاء #اليوم #السلط استدعى المدير الفني ل...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا