السبت ,20 أبريل, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار الملك: ندمت على تسمية ابني وليا للعهد

الملك: ندمت على تسمية ابني وليا للعهد

37430

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم --السلط -الترجمة الحرفية من موقع خبر جو
أقوم بإعتقال أفراد من عائلتي وأخذ سياراتهم وأقطع حصصهم من الوقود وأجعلهم يتوقفون عند اشارات المرور.
• في الذكرى العاشرة لجلوسي على العرش فكرت بالتنحي وعائلتي قالت: لا تستطيع أن تستقيل.
• المخابرات صانعة المشاكل والمدير الحالي يحاول نزع تسيسها.
• قلت بوضوح إذا أمسكت إبني لكونه فاسداً فعليك أن تأخذه الى المحكمة.
• الصالونات السياسية أشاعت بأن إبني أصم وإبنتي عمياء.
• الملك يبدو راغباً أن يصبح شعبه أغنى وأسعد، وهو يعلم أن إستمرار حكم الهاشميين يعتمد على رضى الأردنيين.
• ندمت على تسمية إبني حسين ولياً للعهد.
• الملك كان يرغب أن يرى الفلسطينيين ممثلين بنسبة أكبر في البرلمان.
• الإخوان المسلمين تكتل ماسوني وإختطاف الإصلاح الديمقراطي بإسم الإسلام.
• عندما حلقنا الى الكرك قال لي الملك: اليوم سأجلس مع الديناصورات القديمة.

- تحت عنوان ' الحياه الناجحه للملك وسط الفوضى ' نشر الصحفي الامريكي جيفري جولدبيرغ تقريرا مطولا لحديث الملك اثار ضجة كبرى في الاردن خلال يوم امس.


المملكة في الوسط
بينما يدور الربيع العربي حوله، هل يستطيع الملك عبدالله الثاني، أكثر زعماء العرب في الشرق الوسط المؤيدين ﻷمريكا، أن يطور اﻷردن ويحدّث اقتصادها دون أن يفقد مملكته لصالح اﻹسلاميين اﻷصوليين؟ الحياة الناجحة لملك وسط الفوضى.


ما زال من الجيد، في بعض المناسبات، أن تكون ملكاً
ليس بالضرورة أن يكون جيداً أن تكون ملكاً لبلد شرق أوسطي يفتقر للنفط، وﻻ بالضرورة أن يكون رائعاً أن تكون ملكاً خلال اضطراب وعدم يقين الربيع العربي. وبالتاكيد ليس من الجيد ان تكون الملك عندما يبدأ الغموض الذي يلف عرشك بالتبخر.


ولكن عندما يكون سرب من سمتيات البلاك هوك محجوزاً تحت تصرفك، وعندما تكون من نوع الملوك الذي يمكنه أن يتحرر من ضغط الملكية بقيادة تلك السمتيات في طول وعرض مملكتك المغطاة بالرمال، فإنه ما زال من الجيد ان تكون الملك.


في أحد أيام الخريف الماضي، توجه عبدالله الثاني ابن الحسين، الملك الهاشمي الرابع للاردن، إلى مهبط طائرات قريب من مجمع المكتب الملكي في الحمّر في الطرف الغربي للعاصمة عمان. وخرج من مرسيدس مصفحة كان يقودها بنفسه بسرعة وكأنه مطارد، واندفع إلى إحدى سمتياته البلاك هوك. وتسلق الملك -الذي خدم كقائد في القوات الملكية الخاصة عندما كان أميراً شاباً- السمتية إلى مقعد الطيار، وتحدث للحظة مع طياره المساعد، وهو فرد موثوق من أفراد السرب الملكي، ثم أقلع، سائراً بنا باتجاه مدينة الكرك، الصعبة وغير السعيدة، والواقعة على بعد 80 ميلاً إلى جنوب عمان. سمتية بلاك هوك اخرى ملأى بالحراس أقلعت بعد لحظات.


كان الملك يحلق بنفسه إلى الكرك، وهي واحدة من أفقر المدن في بلد فقير إلى حد مخيب للآمال، حيث كان الملك سيتناول الغداء مع قادة أكبر العشائر اﻷردنية، والتي تشكل العمود الفقري للنخبة العسكرية والسياسية في اﻷردن.


أكثر من نصف اﻷردنيين هم من أصول فلسطينية، وتعود جذورهم إلى الضفة الغربية لنهر اﻷردن، ولكن قادة العشائر هم من الضفة الشرقية، وقد اعتمد الملوك الهاشميين على الشرق اردنيين ليدافعوا عن العرش منذ أن جاء الهاشميون من مكة أول مرة إلى ما كان وقتها يسمى عبر اﻷردن، وذلك قبل 100 عام تقريباً. وهذه العلاقة ذات نوعية باردة التعامل: في مقابل دعمهم للقصر الملكي يتوقع قادة العشائر الشرقية من الهاشميين أن يحموا امتيازاتهم، وأن يحددوا نفوذ الفلسطينيين. وعندما ﻻ يكون الهاشميين منتبهون كفاية فإن المشاكل تظهر بشكل حتمي.


وفي وقت أبكر في ذلك اليوم، وفي مكتبه الخاص في الحمر والذي يطل على الجوار الغني من عمان الغربية، أوضح الملك لي سبب الرحلة إلى الكرك: لقد كان يحاول أن يوضح ﻷولئك القادة العشائريين أهمية الديموقراطية التمثيلية، وذلك استباقاً للانتخابات في كانون الثاني. وقال أنه يريد أن يرى اﻷردنيين يبنون أحزاباً سياسية ﻻ تكون مجرد حماية أقارب ولكن تطور أفكار من طيف أيديولوجي واسع، وهكذا تنشيء للأردن ثقافة سياسية ناضجة.
وقال أنه يرغب في أن يرى الفلسطينيين ممثلين بنسبة أكبر في البرلمان، وأنه يريد أن يفعل كل ذلك، موضحاً، دون ان يسمح للإخوان المسلمين -وقد وصفهم بأنهم تكتل ماسوني يتحكم بأكبر منظمة سياسية في اﻷردن، جبهة العمل اﻹسلامي- باختطاف قضية اﻹصلاح الديموقراطي بإسم اﻹسلام. وبكلمات أخرى فإن الملك يريد أن يجلب اﻹصلاح السياسي إلى اﻷردن وأن يتنازل عن بعض سلطاته للشعب، ولكن فقط للأشخاص الذين ينبغي أن يسلمهم ذلك.
كان واضحاً بالنسبة لي أن الملك عبدالله كان يتطلع بشوق إلى التحليق بسمتيته، ولكن ليس بنفس الدرجة إلى اللقاء الذي كان ينتظره في الكرك. اليوم سأجلس مع الديناصورات القديمة. قال لي.
الرجال الذين سيقابلهم، ومن بينهم رئيس وزراء سابق، كانوا من قادة حزب التيار الوطني، والذي يحظى بدعم كثير من شرق اﻷردنيين من الجنوب، والذي من المؤكد تقريباً أن يسيطر على حصة أساسية من المقاعد في البرلمان المقبل.


ما يعبر عنه الحزب، إضافة إلى الرعاية والوضع الراهن، لم يكن واضحاً، حتى بالنسبة للملك. بعيد انطلاق الربيع العربي قال لي الملك أنه التقى بعبدالهادي المجالي قائد الحزب، وقال لي أنه قال للمجالي: قرأت برنامجكم اﻻقتصادي واﻻجتماعي ، وقد أفزعني، ياللحماقة (the crap). هذا لا يحمل أي معنى، اذا كنت ستصل إلى 70% من المواطنين ممن هم اصغر مني فعليك أن تعمل على برنامجك.


وقال لي الملك أن برنامج الحزب ﻻ يحتوي أي شيء، فهو مليء بالشعارات، ﻻ يوجد برنامج. ﻻ شيء. واستمر: أريد من هذا الشخص ان يطور برنامجاً يمكن أن يفهمه الناس على اﻷقل.
حط الملك بطائرته في ملعب كرة قدم في ضواحي الكرك. قادة العشائر، والكثير منهم خدم مع والد عبدالله الملك اﻷسبق حسين، كانوا مصطفين لتحية الملك فيما قطع موكبه المسافة القصيرة من المهبط إلى قاعة استقبال كبيرة. كان هناك قبل ..مصافحات ومظاهر وﻻء للعرش، تلاها غداء من المنسف، وهو لحم الخرفان المطبوخ باللبن، ورغم ان المنسف يؤكل باليد اليمنى فيما اليد اليسرى خلف الظهر إﻻ ان بعض الشوك تم توزيعها في إشارة إلى التمدن.ومع ذلك فقد تم تناول الطعام وقوفاً حول طاولة طويلة ضيقة، حسب التقاليد البدوية.


وبدأ بعدها عمل ما بعد الظهيرة. ما يقرب من 30 رجلاً (وامرأة واحدة هي ابنة احد زعماء القبائل) جلسوا على كنبات مصطفه عند الحيطان، وقدم الشاي. وقدم الملك حجة حول اﻹصلاح اﻻقتصادي وحول توسيع المشاركة السياسية، ثم فتح باب النقاش. زعيماً وراء اﻻخر -كثير منهم كانوا مسنين جداً، وكثير منهم كان يبدو عليه ملامح التقدم في السن-


قدموا مطالب صغيرة العيار وشكاوى صغيرة. أحد الرجال قدم فكرة ﻻهتمام الملك قال: قديماً كان هناك حراس ليليون مسلحون بالعصي في البلدات. يجب ان تعيد الحكومة ذلك، حيث سيوفر ذلك أماناً أكثر، وسيخلق المزيد من فرص العمل للشباب.


كنت أجلس مقابل الملك بالضبط في الناحية اﻷخرى من الغرفة، حيث حصلت على انتباهه، حيث نظر إلي نظرة قصيرة بعيون مفتوحة. كان مهتماً بمبادرات التقنية العالية، وبتعليم البنات، وبتقليص الوظائف الزائدة في الحكومة. ولم تكن فكرته عن اﻹصلاح الحكومي الفعال تتضمن خططاً لتوظيف رجال يحملون العصي.


وبينما كنا نغادر الكرك بعد برهة سألته عن فكرة الرجال مع العصي. قال بصوت يحمل اﻹعياء: هناك الكثير من العمل لنقوم به.
ركبنا الهيليكوبتر وأقلعنا. كنت أجلس خلف الملك. سألني إن كنت أرغب في جولة. هل سبق وأن رأيت جبل نبو من الجو؟.


حلق باتجاه الشمال الغربي نحو الجبل الذي أرى الله موسى أرض إسرائيل منه ، بحسب ما يخبرنا اﻹنجيل. كان البحر الميت يتلألأ وراءه مباشرة. اقترحت جولة سريعة إلى القدس والتي تبعد 30 ميلاً.
قال أحد مساعديه بابتسامة مصطنعة :أبناء العم يحبون أن يأخذوا تنبيهاً أكبر. أبناء العم هم اﻹسرائيليون.


لم يبد على الملك العجلة للعودة إلى عمان. عندما اقتربنا من جبل نيبو مررنا من فوق آثار قلعة مكاور اﻷثرية، والتي بناها الحشمونيون، ثم أعيد بناؤها وتكبيرها من قبل الملك هيرودس اﻷكبر في عام 30 قبل الميلاد. مكاور هي المكان الذي كان فيه ابن هيرودس (هيرود أنتيباس) قد سلم رأس يوحنا المعمدان إلى سالومي.


هيرودس ذاك، شخصية مميزة. لم يكن واضحاً أي هيرودس يقصد، اﻷب ام اﻹبن، لكن ﻻ يهم. كل منا له خصوصياته. ليس مثاﻻً للحكم بالنسبة لك؟ سألته. أجاب: ﻻ، لدي نموذج حكم مختلف.
قصر الملك في الحمر ليس هيرودي الحجم، ولكنه مع ذلك كبير، وديكوراته باهظة، ومعزول بشكل جيد عن ضوضاء المدينة تحته. المجمع ملحق بمسجد الملك حسين بن طلال والذي يتسع لحوالي 5500 مصل. (أنشأ عبدالله المسجد لتكريم والده).


الحمر محروس بأسلحة آلية منصوبة على سيارات جيب، وبأفراد من شرطة القوات المسلحة اﻷردنية وبوحدة الحماية الخاصة بالقائد اﻷعلى. داخل القصر يقف الحرس الشركسي بأسترخاناتهم السوداء وسيوفهم الفضية يحرسون خارج مكتبه.


رجال باللباس البدوي يحملون مباخر يتحركون بهدوء من غرفة إلى غرفة. غرف اﻻنتظار الكثيرة مؤثثة بشكل أنيق، ومزينة بصورﻵثار ( موقع) لمدينة البتراء النبطية اﻷثرية، وبصور بورتريه لملوك اﻷردن السابقين.
مجمع القصر هو تحت الإدارة الصارمة لرئيس التشريفات الملكية، والذي يعمل كادره باجتهاد للمحافظة على جو من الصمت والتوقير. ولكن الجو داخل مكتب الملك الخاص حيث قضيت ساعات في الحديث معه في اﻷشهر اﻷخيرة هو جو ﻻ-رسمية غير مدروسة.


نشا عبدالله بطريقة ما معتاداً على زخارف العرش، ولكنه ما يزال ﻻ يحب المراسم ويفضل الحديث المرسل على المترسم. عندما قابلته أول مرة بعيد استلامه المكتب قبل 14 عاماً قال أن مخاطبته بلقب 'جلالتك'جعلته يشعر بالغثيان. ويبدو عليه انه ومع السنين تكيف مع هذه الناحية من الملوكية.
يبدو عليه من نواح عديدة أنه متناقض. ملك عربي يتحدر مباشرة من النبي محمد، يبشر بحكم ليبرالي علماني ديموقراطي. ولكن عبدالله اﻵن وبعد عقد ونصف من عهده هو بمنظوره إصلاحي سياسي واقتصادي. يقول انه يفهم ان العرش الهاشمي وربما اﻷردن نفسه لن ينجو من العقود المقبلة إن لم يحرك بلاده بخفة إلى الحداثة.


إنها معجزة صغيرة بالطبع أنه ما زال في الحكم أصلاً. لقد نجا من اول موجة من ثورات الربيع العربي والتي اطاحت حتى اﻻن بقادة تونس ومصر وليبيا واليمن والتي وبشكل محتم تقريبا ستطيح بالرئيس السوري كذلك. ولكنه تخشّن في هذه اﻷثناء.


الجغرافيا لعنة اﻷردن. إلى الشمال من عبدالله هناك بيت القبور في سوريا، ودولة فاشلة في طور التكوين. إلى الشرق هناك محافظة اﻷنبار الدموية. السعودية المحكومة باﻷمراء المتقاعدين من بيت سعود، المنافسين القدامى للهاشميين، على جنوبه.إلى غربه هناك اﻹسرائيليون المشاكسون، وكذلك الفلسطينيون المولعون بالجدل. القاعدة تريد قتله. النظام اﻹيراني ﻻ يحبه كثيراً كذلك، خصوصاً منذ أن اعلن في العام 2004 عن رؤيته لهلال شيعي متصاعد تقوده إيران يحوم حول الشرق اﻷوسط. بلاده مفلسة، وتعتمد على الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي وعرب الخليج المتغطرسين لتغطية موازنتها. (صندوق النقد الدولي فرض مؤخراً رفع أسعار المحروقات والذي كثّف حالة اﻻستياء الموجهة إلى العرش).


المظاهرات في مدن اﻷردن الرئيسة كانت معتدلة مقارنة بتلك التي أدت إلى تغيير النظام في القاهرة وتونس، ولكنها مع ذلك كانت صاخبة...المتظاهرون وصفوا الملك بعلي بابا، وعائلته بأنها اﻷربعين حرامي. وقد استهدفوا خصوصاً زوجته المذهلة -والمتمدنة بشكل مذهل- الملكة رانيا التي تعتبر أيقونة للأزياء وتمكين المرأة في الغرب ، والتي تتعرض للذم في وطنها. وقد طالب المتظاهرون في إحدى المرات باﻷمير حمزة، أحد إخوان الملك غير اﻷشقاء، كبديل للملك. في مطلع حكم الملك كان عبدالله ورانيا يتلقيان التبجيل. ولكن لم يعد ذلك مستمراً.


عبدالله هو ممكلة نصف مطلقة. البلاد لديها رئيس وزراء ومجلس نواب منتخب، ولكنه يستطيع إعفاء رئيس الوزراء وحل البرلمان إذا رأى ذلك مناسباً. تعيين وطرد رؤساء الوزارات استهلك الكثير من وقته مؤخراً، حيث بدل ستة خلال اﻷعوام الخمس اﻷخيرة. ويقول انه يريد أن يخرج نفسه من تلك العملية. يرتفع ضغطي، وزوجتي تعرف ذلك، عندما نضطر لتغيير الحكومات. كلما مررنا في تلك الدائرة فإن ﻻ أحد سيكون سعيدا. قال لي.
ويكرر عبدالله أنه يريد أن ينقل السلطة إلى برلمان منتخب، وهكذا سألته عما إذا كان يريد دوراً بروتوكولياً: أنت ﻻ تريد أن تكون الملكة إليزابيث؟.
أجاب: حسناً، أين ستكون الممالك خلال 50 عاماً؟. هو يفهم تماماً أن الملكية ليست صناعة نامية، لكن هل تفهم عائلته الممتدة ذلك؟


الهاشميون عائلة صغيرة، على اﻷقل بالمقارنة مع العائلة السعودية. ومع ذلك لديه 11 شقيقاً ونصف شقيق، إضافة إلى العديد من العمات واﻷعمام، كلهم ملكي....ﻻ، بعض أفراد عائلتي لم يلتقطوا المسألة. قال الملك: إنهم ليسوا منخرطين يوماً بيوم، كلما أبعدت اكثر عن هذا الكرسي كلما أصبحت اميراً أكثر فأكثر. ذلك يحصل في كل العائلات الحاكمة كما أعتقد. كلما كنت ابعد عن هذا الكرسي ازداد اقتناعك بالملكية المطلقة، هذه هي أفضل طريقة لوصف اﻷمور. وذلك بكل بساطة ﻻ ينفع.
عندما قابلت الملك عبدالله في عام 1999 بعيد وفاة والده كان جديداً على العرش وممتلئاً بالحماس اﻹصلاحي. الخصخصة والتحديث واللبرلة السياسية كلها كانت في أعلى الأجندة. أخبرني وقتها بثقة متولدة عن التجربة: بلدنا يواجه الكثير من التحديات، ولكنني أعتقد أنها جميعها قابلة للتعامل معها.
كان قد بدأ فعلاً بالسير عكس البروتوكول ، وقال انه يحتقر التذلل ويكره العزلة. مبكراً في عهده كان يتخفى كمواطن عادي ويختلط بالمواطنين كي يتعرف على رغباتهم وإحباطاتهم. وقد رافقته في إحدى تلك الغزوات إلى الزرقاء، مدينة الفلسطينيين الساخطين واﻹسلاميين الغاضبين على الدوام.
زرنا المكتب المحلي لوزارة المالية، وكذلك مستشفى المدينة الحكومي، وكلاهما لم يكن يبدو أنه يقدم أي شيء يقترب من معايير الخدمة. راقب الملك البيروقراطيين الذين بدون دم يتجاهلون طلبات معقولة. ﻻحقاً تم اكتشاف وجوده، (وجودي كمراسل أمريكي يرتدي الخاكي جعل من الصعب على الملك أن يخفي هويته) وقد تجمع حشد من الناس بسرعة، كان مليئاً بالسيدات المسنات ممن كن يلقين البركات على الملك. قمنا باندفاعة مهتاجة باتجاه قاعدة مظليين قريبة. سالته عما يجب ان يكون شعور المسؤولين في الزرقاء في تلك اللحظة، فقال بنصف ابتسامة: الرعب، وقال انه سيكتب تقريراً.
ورغم أنه كان مفجوعاً مما رآه إﻻ أنه بدا مفعما بالزيارة. في تلك الأيام المبكرة كان يتخيل أن الناس في اﻷردن كانوا جاهزين ليكونوا شركاءه في رفع البلد من وسائله البالية. والد عبدالله، الملك حسين، كان حاكماً داهية، وناجياً محنكاً وصانع سلام بطولياً، ولكنه لم يكن مديراً عصرياً، وترك ﻻبنه اقتصاداً متصلباً ونظاماً سياسياً مبنياً على الواسطة واستغلال المنافسات العشائرية. عبدالله اعتقد انه سيصلح كل ذلك.
ولكن المستقبل كان يقبع في كمين. اﻻنتفاضة الفلسطينية، و11 سبتمبر، وغزو أفغانستان والعراق، كل ذلك كان أمامه. في غضون عدة سنوات ستكون الزرقاء معروفة بكونها مسقط رأس أبو مصعب الزرقاوي، اﻹرهابي البارز.
سنوات التدخل اخذت ضريبتها. والملك أصبح أشيب بشكل واضح، وتجعدت جبهته. ﻻحظت في مناسبات ﻻحقة ثقلاً فوقه، وأخبرته بذلك.


قال الملك: اتعرف، عندما وصلت الذكرى العاشرة أتذكر جلوسي مع أفراد من عائلتي وأصدقائي المقربين وقولي لهم أنني ﻻ أريد أن أستمر.
قلت: ﻻ تستطيع أن تستقيل ببساطة.
أجاب: هذا ما قالوه.
الملك عبدالله ليس فقط متحدراً بشكل مباشر من النبي محمد، فهو ابن ملك هاشمي، وحفيد ملك هاشمي، وابن حفيد ملك هاشمي، وهو حفيد حفيد آخر أشراف مكة. التنازل ليس خياراً واقعياً. ومع ذلك كان هناك يعترف أن الفكرة خطرت بباله. أنا فقط قلت أنني كنت محبطاً بسبب كل القوى التي كنت أتعامل معها في الداخل. قال الملك، وأضاف:ليس الخارج، إنه الداخل.
كان الملك تذمر سابقاً بخصوص قوى السياسة الداخلية، ولكن فقط بشكل موجز، وافترضت أنه كان يقصد جبهة العمل اﻹسلامي، فرع جماعة اﻹخوان في اﻷردن.ولكنه اﻵن حدد خصماً مختلفاً.
قال: مؤسسات وثقت بها لم تكن معي، لقد كانت المخابرات واﻵخرون والحرس القديم. المخابرات مخصصة أصلاً لحماية العرش الهاشمي.مباني قيادتها المثيرة للشؤم تبدو وكأنه مزار للهاشميين. صور ضخمة للملك عبدالله ولعائلته ولملوك اﻷردن السابقين تحتل عدداً من قاعات اﻻجتماعات فيها.
المخابرات العامة هي أكثر جهاز مخابرات محترم على المستوى العربي، وعملاؤها معروفون بقدرتهم على اختراق القاعدة والجماعات اﻹسلامية. (وقد عرف عنها كذلك استخدام التعذيب: مقرات القيادة كانت تعرف لفترة في الوساط الدبلوماسية الغربية باسم مصنع اﻷظافر.
يعتقد المسؤولون اﻷمريكيون والمنشقون السياسيون داخل المملكة أن مسؤولي المخابرات قد أقحموا انفسهم في السياسة اﻷردنية لمكاسب شخصية مالية ولدفع أجندة شرق اﻷردنيين الذين يرغبون في تهميش اﻹسلاميين والفلسطينيين. ويعتقد الملك أن كل مرة يحاول فيها تنفيذ إصلاح ذي قيمة -إعادة رسم الدوائر اﻻنتخابية للسماح للفلسطينيين بوجود أكبر في مجلس النواب على سبيل المثال- تقوم المخابرات مع الرجعيين في النخبة بهدم محاولاته.
قال: لم أدرك مدى اختراق المحافظين لمؤسسات مثل المخابرات. لقد اتضح في السنوات اللاحقة كيف أنه تم تضمينهم في مؤسسات معينة، خطوتان إلى اﻷمام، خطوة إلى الخلف.
المخابرات صانعة المشاكل كانت شيئاً ورثته عن والدي، أخبرني الملك. في الثمانينيات اندلعت أحداث شغب في مدينة معان الجنوبية، وقال ان والده كان يشك في أنه أما السعوديين أو المخابرات كانوا يحرضونهم. المخابرات كانت دائماً إشكالية.


وقال الملك أن أحد اسباب صعوباته التي تقرحت طويلاً مع المخابرات هي سذاجته. كنت ساذجاً كفاية للاعتقاد بأن المخابرات ستقول: نعم سيدي حيث أنني قادم من الجيش الذي يقول نعم سيدي.
اليوم، يقول الملك، أنه يحقق تقدماً في إصلاح الدائرة. اثنان من قادة المخابرات أودعا السجن بسبب الفساد. الثالث مات بالعار. الرئيس الحالي للدائرة يحاول ان ينزع تسييسها كما يقول مسؤولون أردنيون، مستعيناً بنصائح إدارية من السي آي أي.
اﻷردن كان دائماً محاصراً بالفساد. في اﻷيام الخوالي كان الملك حسين واضحاً نوعاً ما حول ذلك، معطياً سيارات مرسيدس معفاة من الجمارك للموالين والمقربين. ويقول المنتقدون أن الحال لم يتحسن كثيراً منذئذ.
حاول الملك عبدالله في سنواته اﻷولى أن يحقق المزيد من الشفافية للموازنة الحكومية، لكن سمعته حول معيشته النظيفة تضررت كثيراً بفعل مزاعم حول استفادة افراد من العائلة أثناء بيع أراض حكومية، ومن اتهامات بأن عدة أفراد من العائلة ومن أصدقاء العائلة استفادوا من صلاتهم بالقصر... وليد الكردي زوج اﻷميرة بسمة شقيقة الملك اﻷسبق حسين هرب مؤخراً إلى لندن لتجنب مواجهة تهم حول اختلاسه ملايين من صناعة الفوسفات في البلاد. وقد تعرض الملك نفسه لشائعات بأنه مقامر متهور.
وعبدالله دفاعي إزاء اﻻتهامات بأن عائلته تحصل على امتيازات خاصة.
في محادثاتنا انتقد أقارب له كانت سلوكياتهم يراها كعائق للحكم الهاشمي. انظر إلى بعض اشقائي. يعتقدون أنهم أمراء. ولكن أبناء عمومتي أكثر إمرة من أشقائي. وأنسباؤهم مثلهم. ...يا إلهي. علي دائماً أن أمنع أفراداً من عائلتي من تسليط الضوء على سيارات حراستهم. أقوم باعتقال أفراد من عائلتي وآخذ سياراتهم منهم وأقطع حصصهم من الوقود وأجعلهم يتوقفون عند إشارات المرور. أحاول ان أكون ذلك النموذج.


حساسيات العائلة تصبح لا معنى لها، استمر الملك إذا أمسكت ابني لكونه فاسداً خذه إلى المحكمة. قلت ذلك بوضوح تام من اليوم اﻷول. ما أحاول قوله أن كل اﻵخرين مستهلكين في العائلة المالكة. هل لذلك أي معنى؟ هذه هي حقيقة الربيع العربي التي صدمتني. ﻻ يريد عبدالله أن يكون أعضاء عائلة فاسدون أو خدم أو أي احد آخر قادراً على إغراقه، بالطريقة التي أغرق بها الفساد المؤسف والضخم مبارك والعائلات الحاكمة.


عندما مررت بالتعليق القاسي للملك حول أحد أفراد العائلة، وهو لم يسمه، ردد تعليقاً من وحي أليس في بلاد العجائب: جلالته، جلالته، وإذا كان جلالته يعتقد أن ذلك قضية مهمة فإن جلالته على حق.
زوجة جلالته، رانيا اﻷنيقة والصريحة، تم إخفاؤها عن الصحافة العالمية منذ ظهور الربيع العربي. منذ أن نظم الديوان الملكي حفل عيد ميلاد مفصل لها في وادي رم في 2010 في الصحراء الجنوبية، فإن المرأة التي ةصفتها أوبرا ونفري ذات مرة بأنها أيقونة أزياء عالمية أصبح ينظر لها بازدراء من قبل العديد من اﻷردنيين. (عندما كان يتم التقاط صور لها طيلة تلك الفترة كان يتم ذلك في المدارس والمستشفيات).
يقول الملك أن النميمة الشريرة هي جزء من أرض العاصمة. خذ اﻹشاعة حول عادته في القمار. انظر، مسألة القمار جاءت من عمان الغربية، مشيراً إلى الجوار الذي هو موطن نخبة البلاد السياسية واﻻقتصادية. حتى انني ﻻ ألعب الورق. والسبب أنني ﻻ أقامر هو انني ﻻ أستطيع أن أعدّ.
عندما أرى السبعة فإنها تبدو مثل الثمانية. يأتيني شخص امريكي ويقول: هناك قلق بخصوص القمار. ولكن مع حكومتكم والسي آي أي والجميع، أين يستطيع ملك أن يذهب ويقامر؟
واستمر: جاءت غرب عمان بقصص حول ان ابني أصم، وأن ابنتي عمياء، وكل ذلك. قاموا بذلك مع والدي أيضاً. كان هناك قصة أنني والدي وانا كنا في الخارج مع مضيفة ثم قتلناها ودفناها.
في محادثة أجريتها مع الملكة ، وهي مقابلة حددت بعناية من قبل موظفي الديوان الملكي، حيث فسرت المزاج الحالي في اﻷردن كالتالي: في اﻷوقات الجيدة يكون الناس أكثر كرماً مع إعطائك فائدة الشك. في الأوقات الصعبة تعرف أن الناس سيلقون بالشك حتى عندما تقول الحقيقة. الناس ليسوا كرماء. إنهم ﻻ يعطونك ميزة الشك.


يقول الملك أن قلة خبرته في الحكم وفي إدارته للتصورات تفسر لماذا لم يكن أكثر نجاحاً في الدفع بتحديث اﻹصلاحات السياسية. في عيون منتقديه من الليبراليين اﻷردنيين، بمن فيهم العديد ممن عملوا معه في البداية في سنوات عهده المليئة بالأمل، فإنه قد سمح لنفسه بأن يهزم. بعض التغييرات التي يحاول أن يجريها اليوم -بناء أحزاب سياسية، وإعادة نشر قانون اﻻنتخاب لجعل البرلمان أكثر تمثيلاً- كانت على اﻷجندة قبل أعوام. في عام 2005 عندما انصب الضغط على الملك لفتح المجتمع وفقا لوعوده العلنية، قام بتعيين مروان المعشر، أحد مساعديه اﻹصلاحيين، لصياغة برنامج إصلاح شامل.


كانت اﻷجندة الوطنية ، كما أصبحت تعرف، خطة طموحة لتغيير منهجي في قطاعات مختلفة من الحياة الوطنية. أحد بنود اﻷجندة كان زيادة عدد المقاعد البرلمانية المخصصة للمرشحين التابعين ﻷحزاب وطنية. قبل ذلك كانت الغالبية الساحقة من البرلمانيين يتم انتخابهم على أساس المحافظة ، وهو نظام يشجع التصويت على أساس المحاباة والولاء العشائري. كانت اﻷجندة الوطنية ستغير كل ذلك. ولكن قبل أن تتمكن من ذلك نهض المحافظون وذهبوا إلى الملك. وحسب عدة أشخاص ممن ألفوا اﻻجتماعات المصيرية فإن أحد ابرز الأعيان قال لعبدالله: هذه قفزة إلى المجهول. ولم يتم تطبيق الأجندة الوطنية.


ولكن مع يقظة الربيع العربي الذي أطاح بالأوتوقراطيات حول المنطقة تمكن عبدالله أخيراً من هندسة نظام انتخابي جديد يتمثل بشكل متواضع رؤية الأجندة الوطنية. ...27 من أصل 150 مقعداً في مجلس النواب، والذي تم توسيعه، سيتم ملؤها باﻻنتخاب الوطني.
أخبرتني الملكة رانيا أن زوجها استطاع أخيراً أن يحقق اﻹصلاح اﻻنتخابي ﻷن ضغط الربيع العربي ركّز انتباه نخب اﻷردن. بطريقة ما أظن أن الهيجان السياسي في العامين الماضيين كان تحدياً من نوع مختلف. لقد جلب مناخاً من النقد المفتوح. قالت الملكة. اللطيف في ذلك أنه سمح له -أي الملك- بأن يتبادل الصراحة ، وأن يخرج حقاً ويقول ما يؤمن به. أعتقد أنه بسبب ذلك وفي عدة مناسبات قال أنه يرى الربيع العربي كفرصة. لقد أعطاه الربيع العربي الفرصة حقاً ليخرج بكل صراحة وأن يعبر عنها بطريقة منفتحة جداً، وقد أعطانا جميعاً الفرصة أن نرى فيه من هو حقاً.
بينما يحاول الملك مقاومة رغبته في قضاء وقت اكثر من اللازم في الولايات المتحدة، ذهب في عدة رحلات غير معلنة في فصول الصيف بعيدا عن حرسه مع مجموعة من الاصدقاء في ركوب الدراجات على الطرق السريعة.
في الصيف الماضي سار الملك مع اصدقائه بمحاذاة خط انابيب النفط العابر لألاسكا المنحني ابتداءا ب 'برودو باي.'
لا أحد على مواقف الشاحنات على الطريق السريع تعرف عليه الأمر الذي من المؤكد انه جعله سعيدا.
عندما زاره ديفيد بتريوس الذين كان حينها مدير ال سي اي ايه في الخريف الماض، ذكر الملك عبدالله رحلته الى ألاسكا على سبيل الحصول على بعض التسلية على حساب جهاز الامن القومي الامريكي قلت لا أعرف من هو المسؤول عن مؤسسة الأمن الداخلي لكن لدي بعض المخاوف. لقد كان هنالك مجموعة من العرب(قالها بلكنة الامريكيين الجنوبيين المحافظين) يتراكضون حول انابيب نفطكم ولم يوقفهم احد. لم يسألنا احد اي سؤال. من الذي يحمي حدودكم؟
من الممكن ان يكون الملك عبدلله مأخوذا بالنظام الامريكي الى درجة انه يبالغ في تقدير فضائله. في خطابه عن الاصلاح السياسي يتخذ الملك الولايات المتحدة كالنموذج الأكمل. الشلل و الخواء في واشنطن لا يبدو انه قد اثر عليه.


في كانون الثاني تكلمت معه بعد ان قابل مجموعة من النشطاء الشباب الاردنيين في القصر. لقد شرح الرسالة التي اوصلها لهم : قلت لهم انكم لا تملكون مفاهيهم اليسار واليمين والوسط. في المفهموم الامريكي انا يساري او ديمقراطي عندما نتحدث عن الصحة والتعليم والضرائب... وانا جمهوري عندما يتعلق بالدفاع. هذا هو الامر بالنسبة لي انا عبد الله. كيف يتفق هذا مع العقلية الاردنية؟ اريد شبابا يفكرون بهذه الطريقة. لا اريدكم ان تتفقوا معي. اذا اتفقتم معي فهذا عظيم. في ثقافتنا اذا لم تتفق معي سنبدأ باطلاق النار على بعضنا البعض او على الاقل سنبدأ برمي الاحذية على بعضنا البعض.
بالطبع تعتبر مهمة الملك عبدالله المعلنة نبيلة اذا ما حوكمت على ضوء حقائق المنطقة الصعبة بدلا من مقارنتها بالمثاليات. يتهكم البعض قائلا انه يتخفى كإصلاحي محاولا الحفاظ على مملكته باعطاء شعبه وهم التغيير. الراديكاليون يعتبرونه محافظا: والمحافظون راديكالي. الحقيقة انه الاثنين معا هو ايضا امر آخر: دونكيشوت. حكم الأجدر و الديمقراطية التعددية هي ليست أفكار بلده حاضرة ان تقبلها. من الممكن ان يعزا ذلك إلى ان ثقافة الاردن غير مرنة كما يحبها ان تكون او يمكن لأن نبل نواياه لا تماثلها كفاءة قدراته.


الملك عبد الله يبدو راغبا بشكل حقيقي ان يصبح شعبه أغنى، أسعد، ومتمكنا سياسيا اكثر منه الآن. ولكنه ايضا يعلم ان استمرار حكم الهاشميين يعتمد على رضى الاردنيين. في زيارة الى عمان في مؤخرا لاحظت امرا جديدا: صور ابنه ذو ال18 عاما، ولي العهد الامير حسين، قد انتشرت الغرف العامة في القصر كما هو الحال في انحاء المملكة. بصفته الابن الأكبر لعبدالله، من المتوقع ان يرث الحسين عرش ابيه. اثناء مجمل حديثنا بدا ظاهرا ان الملك عبدلله قد كان مشغولا بضمان انتقال سلس لحكم ابنه. عمر الملك عبد الله 51 عاما لكنه ليس جاهلا كما اخبرني اثنين من المقربين منه ان اباه قد توفي عن عمر ال 63.


ابتعث الملك عبدلله الحسين الى واشنطن ليتأكد انه يفكر بالسياسة على الطريقة الامريكية. بعد عدة سنوات من الدراسة على الطراز الارميكي في أكاديمية الملوك. الامير حسين الآن طالب سنة اولى في جامعة جورج تاون.
قال لي الملك انه نادم على تسمية الحسين وليا للعهد في وقت مبكر في حياته. عندما جعلته وليا للعهد لا اظن انه كان سعيدا جدا قال الملك. كان عمره 15 سنة ولا أطنه كان سعيدا بي كثيرا. لكن بتسميته وليا للعهد في وقت مبكر آمل الملك عبدالله ان يتجنب الاضطراب و التوجس في المملكة الذي صاحب آخر أيام والده.


الملك عبدلله نفسه كان قد جعل وليا للعهد دون اي مقدمات، قبل اسبوعين فقط من وفاة والده بالسرطان. حتى ذلك الحين كان أخو الحسين غير المحظوظ، الحسن، وليا للعهد. وعبد الله عاش الى حد كبير حياة مغمورة في الجيش. بالنظر الى الوراء الى حياتي، لقد كنت ' فوريست غمب.' قال الملك. لقد رافقت والدي في كل الأزمات لكن لم تسلط دائرة الضوء علي... كنت اشاهد واتعلم دون اي ضغوط. معرفة حجم الضغط الذي فرض على ولده عن تسميته وليا للعهد انتج اضطرابا كبيرا لدى الملك عبد الله.


الملكة ايضا تقول انها لم تكون سعيدة بالتحديد عن ترقية الحسين. كان صراعا بالنسبة لي قالت. لأن الأم تريد لأبناءها ان يعيشوا حياة اعتياديه لأقصى حد. حياة دون شهرة بعيدة عن الصراعات. ونحن متأكدون ان هذا بالتأكيد هو ليس ما قدمناه له .


لم أشأ ان افعل هذا لطفل صغير قال الملك. لقد نضج كثيرا في العامين الاخيرين. بات يفهم المسؤولية.

لن يعش الحياة التي عشتها كمراهق او كضابط شاب، لا أحد كان يراقبني. لم يهتم أحد بمكانتي. كان عندي القدرة ان اتطور وان اكون الصداقات وان أرى العالم دون ان يأخذ الناس صورا لي يمينا ويسارا. اللقب سيلاحقه. انا لم اصنع له خيرا
افضل ما يمكن تقديمه لإبنه الان، يقول الملك, هو التخفيف من تركيز قوة العرش. الملكيات ستتغير، عندما يصبح ابني ملكا النظام سيكون قد استقر و سيكون ملكية دستورية على الطراز الغربي لكنه يضيف حتى مع كل التغيير الذي اقوم به هنا سيستمر وجود الملكية.


عبدلله يرغب في رؤية ابنه رمزا للوحدة الوطنية ومصدر للإلهام الاخلاقي. ويأمل لولده ان لا يحتاج ليعمل بعناء بقية حياته.. احب لو يعمل بجد لكن دون كل هذه الضغوط.


ما لا يريده عبدالله هو ان يستلم ابنه العرش في وضع يشبه وضع بشار اليوم. بل ان يصبح الحسين ملكا على أردن حيث الناس سعداء ويحبون الملكية كما رأيت التوق نحو الملكة اليزابيث في انجلترا.

الترجمة منقولة عن خبر جو الالكتروني.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا