أنجلينا جولي: بعض الأرواح تُعامل وكأنها بلا قيمة في غزة

البلقاء اليوم - - في منشور قوي نشرته على حسابها الرسمي في "إنستغرام"، وجهت الممثلة الشهيرة والناشطة الإنسانية أنجلينا جولي، انتقادات حادة للمجتمع الدولي بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة، محذرةً من خطر وفاة أكثر من 132 ألف طفل بسبب الحصار وتجاهل التحذيرات الحقوقية الدولية.

أطلقت أنجلينا جولي بياناً عبر حسابها الرسمي على "إنستغرام"، أعربت فيه عن قلقها الشديد حيال تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، محذّرة من احتمالية وفاة نحو 132 ألف طفل دون سن الخامسة نتيجة سوء التغذية الحاد، في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، والذي وصفته بأنه يستهدف التجويع بقصد التهجير القسري للسكان الفلسطينيين.

وأضافت: "إنه لأمرٌ مُحزنٌ أن نرى هذا الكمّ الهائل من الأرواح البريئة - والمبادئ التي نتمسك بها ونؤمن بها كثيراً منا - يتم الاستهزاء بها بهذه الطريقة".

وفي تعليقها على ما اعتبرته استمراراً لنهج طويل من الانتقائية في الدفاع عن حقوق الإنسان، أكدت جولي أن الوضع الحالي هو نتيجة عقود من الانتقائية في الدفاع عن حقوق الإنسان، وليس فقداناً مفاجئاً للبوصلة الأخلاقية، مضيفة: "ما يحدث هو نتيجة لاعتبار بعض الأرواح ذات قيمة، وأخرى يمكن التخلص منها. إنه امتداد للطريقة المخزية التي تنتقي بها دول مجلس الأمن من تنتقد ومن تدعم".

قالت جولي: "من المفترض أن تكون مثل هذه التحذيرات ذات وقع حقيقي وأن تُفضي إلى تحرك ملموس. الحقوق ليست امتيازاً يمنح وفقًا للجنسية أو الموقع، بل هي نابعة من كوننا بشراً. من المؤلم أن تُعامل أرواح الأبرياء، إلى جانب المبادئ التي يتبناها كثيرون ويؤمنون بها، بهذا القدر من التجاهل".


وأضافت: "ما نشهده من مآسي لا يحدث بالصدفة، بل هو متعمد"، وهذه الأحداث ناتجة عن قرارت متعمدة منها تجاهل التحذيرات الواضحة التي تصدر عن المنظمات الإنسانية، في الوقت الذي يتزايد فيه عدد القتلى يوماً بعد يوم. العالم يتغير بفعل هذه التجاوزات، ويتم ترسيخ سوابق خطيرة تهدد المدنيين، سواء عبر المجاعات أو من خلال استهداف المستشفيات والمدارس".

وأشارت إلى أن عدد الأشخاص المهجرين قسراً بسبب النزاعات قد تضاعف خلال العقد الماضي، مشيرةً إلى معاناة السودانيين، والسوريين، والأفغان، والأوكرانيين، والفلسطينيين، ضمن شعوب أخرى، كدليل صارخ على هذا الفشل الدولي.

وأضافت: "سواء بسبب الجوع، أو الهجمات على المستشفيات والمدارس، فإن معايير جديدة وصادمة يتم ترسيخها، تجعل المدنيين في المستقبل أكثر عرضة للخطر مما هم عليه اليوم".

واختتمت جولي منشورها برسالة تحذيرية للمجتمع الدولي: "الذين يمتلكون السلطة لحماية القانون الإنساني الدولي، لكنهم لا يفعلون شيئاً، يتحملون جزءاً من المسؤولية. ما نتسامح معه اليوم يعكس من نكون، ويُعيد تعريف القيم التي نقف عندها".

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه قطاع غزة وضعاً إنسانياً متدهوراً بفعل استمرار الحصار والإغلاق شبه الكامل، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، ووسط مطالبات من منظمات دولية عدة بفتح ممرات إنسانية عاجلة لتفادي انهيار الأوضاع بشكل كامل.