الثلاثاء ,7 مايو, 2024 م
الرئيسية مقالات مشتقات الاكتئاب -منع من النشر

مشتقات الاكتئاب -منع من النشر

1994

أحمد حسن الزعبي

النص الأصلي

بما أن  محطات "المناصير" صارت منتشرة في جميع أنحاء المملكة بعلامة الوردة الزرقاء،وتتمتع بمداخل واسعة ومخارج واضحة ولوحة اليكترونية معلقة على عمود في منتصف الساحة تشير الى سعر المشتقات للشهر الجاري، فأنا اقترح على إدارة المجموعة والأخ زياد المناصير تحديداً ان يقوم بفتح محطّات مصغرة للتزود بمضادات الاكتئاب بجانب محطات التزوّد بالبترول  على ان تكون نفس الطريقة ونفس الترتيب.

مثلاً بإمكانك ان تضع أربع  "طرمبات" للاكتئاب حسب عيار كل زبون ، تماماً مثل الاوكتان 90، 95 ، سولار ، كاز ..يكون هناك اربع مضخات كل مضخة تتدلّى منها "أسرنجة" طويلة يتغير رأسها عند كل تعبئة ...الزبون يعرف ماذا يأخذ بالضبط فيقف أمام المضخّة  وينزل 15 سم من بنطلونه للعامل ويقول له : فُل "دوكسيين 20" لو سمحت!!.... فيأتي العامل بأفرهوله الأزرق يُعيّر الاسرنجة بالمليتر..ثم "مكان غطاء البترول" او ما شابهها في البنطلون "الجيبة الخلفية" ...يقوم "بطزعه" ابره فل وفي هذه الأثناء يحاسب الزبون ثمن علاجه ...ثم يرفع المواطن بنطاله ، فينقر العامل بأصبعيه على "غطاء البنزين" او ما شابهها "الجيبة الخلفية " كإشعار على انتهاء التعبئة فـ"يدق سلف" المواطن ويكمل مشواره....كما اذا ما نجحت الفكرة سنرى على الطرقات الخارجية صهاريج خضراء طويلة مكتوب عليها مصفاة "الفلونكسول" الأردنية ذ.م.ع.. و"بكمات دبل كبين " تشتري خبز مشروح من أمام مخابز الرصيفة مكتوب عليها ايضاَ "مصفاة الفلونكسول"..

 بالمناسبة كما ان هناك "دوكسيين 20" للناس العاديين...هناك "دوكسيين 55" للاكتئابات الواصلة  ...و "ميدازولام" للاكتئابات الثقيلة ..أما الــ"لاسيتال" فهو مثل الكاز في البترول يعدُّ احتياجاً عائلياً....وقد يصبح سؤالاً متداولا بين الناس في الأيام القادمة:  " قدّيش بتمشي بــ"فل" الاسرنجة"؟..فيردّ الآخر: زمان ما حسبت بس أول ما ههسهست كنت أمشي بحدود الــ 750 دقيقة.. وانت؟ فيجيب الصديق: انا بحط بــ5 بيوخذني ع الدوام وبيرجعني!..كما يصبح من المألوف أن يتلفظ احدهم بكلمة عاطلة أمام الناس ثم يتراجع عنها بعدما يحس بخطأه ، مبرراً ذلك أن "التنتيعة"اللغوية التي صدرت عنه تعود إلى "وسخة دوكسين" ليس الا!.

من كثرة الضغوط الاقتصادية والسياسية ، والتكتم على  مصارحة المواطن ، بدءاً من الخبر السياسي وليس انتهاء بالمنخفض الجوي المختلف عليه بين دائرة الأرصاد الجوية ومواقع الرصد الجوي الخاصة ، صار المواطن الأردني بحاجة كل يوم قبل ذهابه إلى عمله أو عودته إلى منزله  ان يملأ  دماغه كما يملأ خزان سيارته بأحد مشتقات الاكتئاب لكي لا "يقطعه عقله" بين الناس ويفقد أعصابه ويكمل طريقه دحل!..

 أرجو التفكير جدياً بهذا الاستثمار..فالشعب وصل الى قناعة حتمية جماعية  مفادها:

 اذا لم تستطع تعديل العالم اللي براسك... عدل "راسك" بترتاح من العالم.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا