الأربعاء ,8 مايو, 2024 م
الرئيسية مقالات شبيه عبدالله النسور!!!

شبيه عبدالله النسور!!!

2566

الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة
رئيس حكومتنا الحالي ليس عبدالله النسور الذي عهده الأردنيون وألفوا طروحاته السياسية وسقوفه العالية وحذاقته في التعبير وقسوته في نقد رجالات الدولة وساستها ابتداء من رئيس الوزراء فما دون. نعم إنه ليس عبدالله النسور ولكنه يبدوا أنه شبيه عبدالله النسور والأدلة والشواهد لا حصر لها .عبدالله النسور الذي عهده الأردنيون كانت مواقفه كالأتي: جهوي وإقليمي وقد قال غير مرة بأن من "وظف من السلط في دائرة ضريبة الدخل ووزارة التربية والتعليم أكثر منه فلينازله إلى ذلك الوادي ، وهو أيضا القائل خلال حملته الانتخابية لعضوية مجلس النواب "ادفعوا بي إلى البرلمان لأريكم ماذا سأفعل بالفاسدين" وقد أشار بسبابته إلى رئيس الوزراء زيد الرفاعي ،وعبدالله النسور الذي نعرفه وقف بشراسة في مجلس النواب ضد رفع الأسعار،وهاجم الحكومات ولم يمنح أي حكومة الثقة،وعبدالله النسور كان مناهضا صلبا لقانون الصوت الواحد ،كما كان أكثر النواب هجوما على بطانة الملك غامزا ولامزا أحيانا بالنظام ورجالاته. والدكتور النسور عرف عنه منافحته عن حرية التعبير ومقاومته للاستبداد وقمع الحريات واعتقال المواطنين بسبب تفكيرهم ومواقفهم السياسية. وعبدالله النسور أيضا هو القائل لرئيس وزراء سابق سر واجعل المخابرات خلفك وليس أمامك .عبدالله النسور أيضا ما انفك يؤكد امتلاكه الولاية العامة بالكامل دون تدخل من أحد.
الأوصاف السابقة لا تنطبق إطلاقا على رئيس حكومتنا الحالي شبيه عبدالله النسور بدلالة أن أداء الرجل ينعطف مائة وثمانون درجة عن مواقف عبدالله النسور الحقيقي:فقد بادر رئيس الوزراء بزيارة للرئيسين الرفاعيين بعد تقلده لموقعه في الدوار الرابع مباشرة واعتذر عن مواقفه السابقة منهما. ورئيس الوزراء الحالي يمكن أن يدخل في كتاب غنيس للأرقام القياسية في قراراته المتعلقة برفع الأسعار وإرهاق المواطن الأردني وتنكيد معيشته عليه وقد تجاوز في تهورة وعديم رحمته برفع الأسعار سمير الرفاعي الجد.أما بالنسبة لتقدم حكومته للحصول على ثقة مجلس النواب فقد مارس حيلا كثيرة انطلت على النواب أنفسهم لدرجة أن بعضهم يعتقد أن الحصول على الثقة قضية خديعة ومناورات كلامية من رئيس الوزراء وقد استنجد دولته غير مرة بالملك والديوان للتأثير على النواب. رئيس الوزراء الحالي تبنى قانون الصوت الواحد واعتمده ولم نعد نسمع من بطولاته وفحولته الكلامية في مهاجمة هذا القانون الجائر المتخلف.أما الحريات فحدث ولا حرج عن موقف الرئيس منها وها هم العشرات يقبعون في السجون والمعتقلات بحجج وتهم واهية ومتخلفة تعود إلى القرون الوسطى مثل قدح المقامات العليا ،وإطالة اللسان، وتقويض نظام الحكم. المقامات العليا أيها الرئيس هي ذاتها التي عهدناك تقول مخاطبا أبناء السلط انتخبوني لأقتص من الرفاعيين فقبلت وجنتيهما وربما أيديهما في اليوم الأول من وصولك للدوار الرابع.أما المخابرات فمن الواضح أنك تسير خلفها وبعيدا عنها بصفوف كثيرة بعد أن أصبح مديرها العام يعين من الملك مباشرة لا بل وأصبح مستشارا للملك. أما الولاية العامة للحكومة ورئيسها فقد اكتشفنا أن دولته ليس أكثر من رئيس بلدية كبرى يسير أمورها وشؤون السير والأمن والثلوج والانتخابات أما الشأن السياسي المتصل بلانخراط في حروب أو تحالفات أو شؤون سياسية خارجية فيبدوا أنه دولته لا يعلم عنها أكثر مما يعلمه أي مواطن في انجاصة والكته وسامتا وصبحا وصبحية ومليح.أما المحسوبيات فهي قصة أخرى فقضية تعيين ابن الرئيس سفيرا في سلطنة عمان تعتبر قضية صارخة وفضيحة علما بأن هناك أكثر من عشر دبلوماسيين في وزارة الخارجية برتبة سفير جالسين في الوزارة منذ سنوات ولم يتم تعيينهم في أي سفارة ليأتي اليوم وزير الخارجية ويعين السيد زهير النسور ابن الرئيس الذي هو مازال برتبة أقل من سفير ليعنه سفيرا في سلطنة عمان؟ أين الفساد الذي كنت تتحدث عنه وأي محسوبية بعد هذه المحسوبية؟وهل ابن عبدالله النسور من عائلات أشرف من عائلات هؤلاء الأردنيين أم أن أداءه خارقا للعادة أم أن الأردنيين لا يدفعون الضرائب مثل عبدالله النسور وابنه ؟ناصر جودة ينفذ ما يأمره به رئيسه ومن باب أولى ارتأى دولته أن يرتب أوضاع ابنه قبل خروجه من الوزارة.
من الواضح لنا أن رئيس وزرائنا الحالي هو ليس عبدالله النسور المعروف لدينا ولكنه شبيه عبدالله النسور في الشكل.أما من حيث السلوك فهو إنسان آخر ولعمري أن سلوكيات رئيس الوزراء الحالي لا تمت بأي صلة لمواقف عبدالله النسور بنسخته الأصلية أو أن النسخة الأصلية لعبدالله النسور لم تكن أصلية حقيقة وإنما كان الأردنيون واهمون وعلى أعينهم غشاوة .احذروا شبيه عبدالله النسور...
 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا