الرئيسية مقالات ممنوع من النشر --شقائق الوطن .. عذراً

ممنوع من النشر --شقائق الوطن .. عذراً

1741

  imgid63707 أحمد حسن الزعبي لنص الأصالي هكذا نحن ، بارعون في التنظير تائهون في التطبيق ، بارعون في رفع الرسائل، ضائعون في حصر الوسائل ، ملهمون بتبادل التهاني وعقد الدبكات..أساتذة في دحل الساحات ،ونصب البيارق وترتيب الكراسي، وضبط الضمّ والفتح والجر في تشكيل الحروف ،مهندسون وفنيون مختصون في "برمجة الخوف"... فلا نجيد رفع الصوت ابداً... الاّ بوجه الميكرفون... حزين ومحبط أنا.. فالوضع يشبه تماماً ، كمن يعتلي منبر الجمعة ،ليحدّث الناس عن بر الوالدين، وطاعتهما ، محذّراً المصلين :فلا تقل لهما افّ ولا تنهرهما..كما يتحدّث باستفاضة وتفصيل عن الجنة التي تزهر تحت أقدام الأمهات..ثم تكتشف لاحقاًَ أن من يخطب أمامك قد أودع أمه في "دار المسنين" منذ عيّن خطيباً... شعرت بالخيبة والحزن والأسى ، عندما شاهدت فيديو مصوّر بــ"كاميرا موبايل" للصديق احمد فهمي الدهشان...بتاريخ 22-3 حيث طاف المصور بمقبرة شهداء الكرامة للسلام عليهم والدعاء لهم في ذكرى المعركة العظيمة..تجلّت الخيبة عندما شاهدت أضرحة من ضحوّا لأجلنا وماتوا في سبيل دحنون العزّة وزعتر الوجود وقد تحوّل مكان مثواهم إلى كوم من الورق والقمامة والكرتون والأكياس السوداء..حزنت أكثر وأكثر عندما طافت الكاميرا بالقبور المسطّرة جنباً الى جنب وقد بدا أكثر من ثلثي الأضرحة ممحوة الاسم ، مردومة الجسم، مهدومة البناء ، مكسّرة الشواهد والدلالة... ...بينما مصروف المصابيح المضاءة على جدار قصر من قصور من نهبوا وتاجروا بالبلد ليوم واحد...كفيلة ان تضيء هذه القبور كلها بالرضا. أهكذا يكون الوفاء لأسياد الوفاء؟؟...أهكذا يكون الوفاء ، لمن آثروا ان يلاقوا وجه ربّهم بــ"فوتيكهم" الأخضر، بشماغاتهم وطواقهيم وخوذهم وبساطيرهم...ينزفون شرفاً ورجولة الى يوم الدين.. شعرت بخيبة وحزن...لأننا نصرف على الاحتفالات بيوم الكرامة مئات الآلاف من الدنانير ، استعراضات ، وأهازيج وقصائد وولائم دسمة وفاخرة تأتي "مقصدرة" من أغلى الفنادق على شرف الذكرى ، بينما الذين قدّموا أعمارهم ويُتم أبنائهم وترمّل نسائهم خيطاً في راية الوطن، يُنسون ويهملون وتكسر ذكراهم ويمسح حبر أسمائهم بمطر الأيام وريح النكران...في يوم الكرامة والكاميرا تطوف على طابور الشهداء الواقفين في موتهم ، يحرسون الوطن بجلال المكرّمين ..لا أرى أوفى من شجرات سروٍ تظلل الجباه المتعبة، وجذع زيزفون انحنى للزند المعطّر بالدم والبارود..وصنوبرة تحكّ جدار المقبرة كلما هزّ الكرامة قتل شهيد أو اعتقال قبّرة... احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@gotmail.com




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا