الرئيسية مقالات ممنوع من النشر ---"صاحيله"

ممنوع من النشر ---"صاحيله"

2852

  download النص الأصلي -احمد حسن الزعبي القصة وقعت فعلاً في إحدى القرى الأردنية..وقد رواها لي صديق عن خاله بطل القصة الفعلي : يقول الصديق : .برغم صغر حجم البلدة وقرب البيوت من بعضها البعض ألا أنها كانت تتعرّض الى حوادث سرقة شبه يومية من أشخاص مجهولين، ولا يكاد يخرج نهار حتى ترى بعض الأشخاص يقفون أمام احد المنازل ،ويشيرون الى السياج، ثم الى "ماسورة الخزان"، وبيت الدرج، فتعرف ان ما يجري عبارة عن وصف لسرقة جديدة وقعت في البلدة ..وأحيانا تجد صاحب المنزل المسروق محاطاً ببعض الرجال والنساء والصبية وبيده "غال الباب" ليريه لجيرانه كيف كسر ودخل اللص إلى البيت ، وان توفّر له دليل آخر لا يتوانى عن إخراجه أمام الجموع ورجال البحث الجنائي مثل "قعمة سيكارة" أو ورقة " بسكويت توتو" فاضية .. الكل صار ينتظر دوره في السرقة ، لأن حوادث كسر الأقفال و"قص" شبابيك الحماية و"العربشة" على الأسيجة لم تنتهِ..فقرر أحد أبناء القرية "خال صديقي" أن ينصب كميناً مدروساً وخبيثاً للّص او العصابة للقبض عليهم وتخليص الناس من قلقهم..ولأن بيته ملاصق لمقبرة البلدة وقريب من بيوت أشقائه فإن الإمساك بالحرامي وإرهابه والتنكيل به تعد مهمّة سهلة... في ليلة صيفية وتحديداً "خميس ع جمعة" بدأ الخال بتنفيذ خطته المحكمة..أرسل أولاده وزوجته الى بيت أهلها بعيد المغرب ، ليأخذ حريته أكثر في المقاومة والتنكيل..فتح أبواب منزله والمداخل الخلفية جميعاً..رفع كبسة الأمان من الشبابيك المنخفضة ليغري اللص بالدخول..وترك البوّابة الرئيسية مواربة قليلاً..ثم أطفأ الأضوية جميعها...صعد بهدوء الى سطح الدار..مدّ فرشة هناك ووضع وسادتين على الزاوية الغربية ..أحضر الشاي والدخان وضبط هاتفه الخلوي على "الرجّاج"..وبدأ يشرب شاي ويدخن وينتظر!! ...أضاء واهتزّ هاتفه الخلوي أول مرة .. فرد عل ابن أخته بصوت خافت "ها خالي..تخافش صاحيله..صاحيله"..ثم عاد ليشرب الشاي ويدخن من جديد..بعد نصف ساعة أضاء واهتزّ هاتفه الخلوي..فردّ على ابن أخته للمرة الثانية : "لا تقلقش..بقلك صاحيله للصبح" ...ظل ينظر بعيني الترقب الى المدى المعتم الساكن..تعب من التربّص ، اتكأ على الوسادتين وهو يجول بنظره الى البيوت التي بدأت تطفىء أنوارها الواحدة تلو الأخرى بصورة متسارعة،وعلى صوت البوابة الذي يصدر صريراً متواطئاً مهد الجفن للنعاس.. كأنها لحظات...حتى داهمته لسعة حارقة على خده الأيمن، فتح عينيه قليلاً ..اللعنة : الشمس تطل من بين خزّاني أبو حازم.. قفز عن أبريق الشاي المدلوق قرب الفرشة..نزل الدرج مسرعاً مفزوعاً حافي القدمين...ليجد الحرامي قد سرق .."التلفزيون..وذهبات المرة ومصروف الدار..وتناول حبة "راس العبد" من فوق الثلاجة وغادر... الجهات الرقابية في الأردن كديوان المحاسبة و مكافحة الفساد مثل صاحبنا أعلاه.. كلما نبهّناهم أن "فلاناً قاعد بيسرق"..قالوا لنا بصوت المتربّص: " صاحيين له"!!.. ما أجمل الحراس في بلدي.. عندما ينصبون الكمائن ثم يغفون.. احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@hotmail.com




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا