"يلعنْ أبوهم واحدْ .. واحدْ" ..

البلقاء اليوم - باسل الرفايعة

الوطنيّةُ نفسها فاسدةٌ، وقد تكونُ دجاجاً، أو خضاراً مُصدَّرةً، أو أغنيةً منفوخةً بالأكاذيب، أو منصباً مُفصّلاً للأبناء على مقاس الآباء. على شهوتهم المنحرفة لافتراسِ الوطن، والتصفيق له في عيد الاستقلال.

'الوطنيّةُ' في ثلاجة الموتى. كفَّنوها جيّداً، وقالوا لها: سيري في ثلاّجات الدجاج الفاسد إلى معان والكرك، وفي ثلاّجات الخضار والفاكهة إلى الخليج. سيري على الطريق الصحراويّ إلى الجنوبِ المنكوب، وسلّمي على مطار الملكة علياء الدوليّ، وسلّمي ابنَ الرئيسِ بطاقة الصعودِ إلى الطائرة.

'الوطنيّةُ' التي تذرفُ دموعَ العطف والتقوى وتتبرعُ في رمضان. 'الوطنُ' الذي تتكاثرُ فيه مزارعُ الدواجن. 'الوطنُ' الفاسدُ المغلّفُ في كيس دجاج. المنهوبُ تحتَ الشمس. المُتعفِّنُ في العتمة.

الوطنيةُ اختراعُ اللصوص المبتسمين للكاميرات. الخبراء بعلم الوراثة. الذين يرثُ أبناؤهم السحنةَ، والطبعَ والكرسيَّ، والسائقَ، والمعالي، والدولة. يرثون البلادَ كلها، ويذرفونَ دموعاً على جثتها المُمدَّدةِ في ثلاجة الموتى.

'يلعنْ أبوهم واحدْ.. واحدْ'.