لماذا تعديل الثلاثة !

البلقاء اليوم - السلط

بات من الواضح في الأونة الاخيرة الاشراف المباشر من جلالة الملك على عمل الوزارات بشكل عام والخدمية التي تهم المواطن بشكل خاص وذلك لمتابعة الانجازات المرجوة.

لعل هذا الاشراف والذي ظهر من خلال حضور جلالته للاجتماعات كشف عن آلية عمل هذه الوزارات، وازال القشور عن كيفية تقديمها الخدمات للمواطن، حيث البطء في انجازات المشاريع وعدم القدرة على تجاوز أي معيقات أو تحديات تواجه هذه الوزارات.

جلالته كان في كل اجتماع يؤكد على أهمية تعاون جميع الوزارات والمؤسسات بمختلف مستوياتها لتنفيذ هذه الخطط بسرعة ودون تباطؤ، وكأنه يعلم بأن هذه الحلقة مفقودة والتعاون المؤسسي شبه معدوم وكل يغني على ليلاه.


الزيارة الاخيرة و'المفاجئة' لجلالة الملك الى مركز تأهيل المعاقين في الرصيفة، لعلها شكلت الصدمة لدى جلالته الذي يطالب بإنجاز برنامج الحكومة الإلكترونية بأسرع وقت، فما شاهدناه في المركز من خلال الزيارة جعلنا نتساءل كيف لهذه الحكومة ان تلبي طموح الملك بحكومة الكترونية، وحال مركز لتأهيل المعاقين هكذا، حيث أكد مراقبون انها الزيارة التي اطاحت بوزير التنمية الاجتماعية وجيه عزايزة.

التعديل الوزاري اليوم، أكد مصدر مسؤول، بأنه جاء تنفيذا لمطالب جلالته خلال احد الاجتماعات السابقة بتقييم جهد كل مسؤول حسب الانجازات التي يحققها، ومحاسبة أي مقصر في خدمة المواطن.

واعتبر المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان هذه المناصب هي تكليف وليست تشريف وعلى الجميع ان يعمل وان يجعل انجازاته تتكلم عنه، والمقصر سيحاسب.

المصدر ألمح الى ان التعديل شمل الوزارات التي ابدى جلالته امتعاضه من الية عملها منها النقل حيث شدد جلالته في الاجتماع الذي عقد في الثامن من حزيران الحالي على أهمية النهوض بواقع قطاع النقل في المملكة، حيث أن تردي الخدمات في هذا القطاع أصبح يؤثر سلبا على حياة كل مواطن.

وكان جلالته قد طالب بتضافر جهود جميع الوزارات والمؤسسات المعنية للنهوض بقطاع النقل، الذي يواجه تراجعا مقلقا، مشيرا الى انه من غير المقبول أن يعاني المواطن في الوصول إلى عمله أو بيته بسبب غياب وجود منظومة نقل عام تحترم إنسانيته والتزاماته، مؤكدا جلالته ضرورة وجود تشريعات حديثة تنسجم مع التطورات التكنولوجية في هذا المجال.

جلالة الملك وخلال ترأسه لاجتماعا خصص لمتابعة خطط الحكومة للنهوض بقطاع الطاقة، كشف الستار عن البطء في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالطاقة، وسوء الخدمات المقدمة للمواطنين وخاصة من يقطنون خارج العاصمة عمان.

فجلالته أكد خلال الاجتماع على أهمية تعزيز الشفافية وتوضيح آليات منح التراخيص خاصة لمشاريع الطاقة المتجددة.

كما اشار جلالته إلى أهمية العمل على رفع قدرات الكوادر والكفاءات وتزويدهم بالمهارات اللازمة في هذا المجال الحيوي، موضحا أن هناك حاجة لتطوير شبكة الكهرباء في المنطقة الشرقية،

الرسالة اليوم وصلت للجميع من خلال هذا التعديل حتى وان كان محدودا، بأن توجيهات جلالة الملك ستطبق على الجميع والمقصر سيحاسب مهما كان منصبه.