السبت ,27 أبريل, 2024 م

والدي ..

1244

البلقاء اليوم - والدي... البلقاء اليوم -السلط تعصف بي الذكريات وروحي خاوية...سلامٌ على عينيك النائمة منذ مدة طويلة...وسلامٌ على رائحتك المختبئة في جوف الأرض..وكما في النسيان نعمة..ولكن أي نعيم في نسيان أعز ناسي..وقد عودتني على أجمل وأروع الكلام ..ولكن هي لحظات اخذتك منا وفي صمت جارح ودعتنا... ست أعوام مضت على رحيلك..أعوام حملت في طياتها حزن مؤلم.. اشتقت لصباح كان يبدأ بوجهك..ضحكتك..صوتك.. دعائك لي..ولإخوتي..ألف كلمة وكلمة لا تزال عالقة في حنجرتي..كالغصة..لم أخبرك عنها قبل رحيلك.. أولها أحبك وكم من الشوق يعصر قلبي من بعدك.. تفاصيل من حياتي دُفنت بجوارك يا أبي..كضحكتك التي تمحي كل أحزاني ونظرتك المليئة بالحنان التي تزيل أوجاعي..فالسماء يا بوي ليست وحدها من تمطر وتأتي للأرض بالخير والعطاء حتى البشر أمثالك يمطرون غيرهم فثمة أرواح سخية كروحك الطاهرة وافرة العطاء تمطر من حولها بالحب والسعادة تلك هي روحك الجميلة التي طالما حملت في أعماقها البياض ونقاء لا يضاهي.. أنا على يقين بأن الموت حق..و أن الصبر واجب ولكن لازال خبر رحيلك كابوس مرعب يزورني كل ليلة يخنق أنفاسي..و يرعب نبضاتي..رحيلك رعب أعجز عن وصفه ..أخبرني كيف لي أن لا أشتاق إليك...كيف تحلو الدنيا من دونك.. لن تغب عن ذهني ساعة منذ رحيلك.. تلك الساعة التي انكتب فيها الحزن...كيف لي أن أعيد ترتيب حياتي كما لو كنت فيها ..وأنت من كنت الاساس فيها...كنت الحكيم الذي يسهل الدرب أمامي...لم تكن مجرد أب بل كياناً بذاته... غادرتني و لم تغادر يوما روحي و قلبي... أعلم بأننا لا نموت بفقدان موت من نحب..ولكننا ننكسر كسراً موجعاً وكم هو مؤلم كسر الروح يا بوي...فقدان من كان يشاركك بأدق تفاصيل حياتك فراغ لن يمتلئ أبداً..في خاطري الكثير والكثير...والكلمات لن توفيرك حقك..ذكراك في بالي و الشوق دائم لك... ربي هب لوالدي الجنة و أكرمه بواسع رحمتك وغفرانك و أكرمنا صبراً يفوق كل مفاهيم الصبر...

غاليتك غفران الشنتير 2.11.2016




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا