السبت ,27 أبريل, 2024 م
الرئيسية مقالات #قدوات ما بين الماضي والحاضر والمستقبل .. بقلم سالم الفزاع العواملة

#قدوات ما بين الماضي والحاضر والمستقبل .. بقلم سالم الفزاع العواملة

3675

#قدوات ما بين الماضي والحاضر والمستقبل   .... بقلم سالم الفزاع العواملة
البلقاء اليوم --السلط
ماذا كانوا قدواتنا وماذا أصبحوا وماذا سيصبحون يا ترى، ما هو مستقبل أجيالنا القادمة إذا كانت قدواتهم كما نرى الآن؟ أصبحنا نسمع كلاماً ومصطلحات من أشخاص ما كان يجب أن يصدر من أشخاص مثلهم وبمكانتهم ومراكزهم هكذا كلام وهكذا مصطلحات، أصبحنا نرى من يجب أن يكون قدوة لجيل كامل يقوم بتصرفات جاهلة وخاطئة وبدل أن يعتذر عن تصرفاته وأقواله يقوم بتبريرها. تعلمنا أن الاعتراف بالخطأ فضيلة فأصبحنا نرى أن من علمونا هذا يخطئون ولا يعترفون، بل يصلحون أخطائهم بأخطاء أخرى ويبررون هذه الأخطاء، لقنونا أن العذر للخطأ يكون أقبح من الخطأ نفسه، فقاموا بالخطأ وقدموا عذراً أقبح منه، لو أن تلك الأخطاء تصدر عن أشخاص جاهلين لما تعجبنا، ولكن ما يثير مخاوفنا أنها تصدر عن أشخاص حاصلين على أعلى درجات العلم ومؤثرون تعليمياً واجتماعياً وثقافياً، هؤلاء هم قدوتنا فماذا تنتظرون منا. هؤلاء تعلموا ولكنهم ما زالوا على جهلهم، لأنهم أخذوا قدوات لهم كانوا من أسوأ ما يمكن أن يكون، تعلموا علماً ولكنهم لم يتعلموا خُلُقاً، لم يعلموا أن الأخلاق تأتي قبل العلم، والمبادئ تسبق الثقافة، لأن من كان ذي أخلاق ومبادئ أفضل من المتعلم والمثقف ولكنه بدون خُلُق، ولكننا نقول لهم انظروا إلى وصفي وتاريخ وصفي وتمعنوا، لعلكم تنتبهون إلى فائدة مكارم الأخلاق، لأن أخلاق وصفي جعلت أجيالاً وأجيال تحترم وتوفي إلى وصفي. #في مدرستي عندما كنت صغيراً، كسرت مقعدي في الصف لأنني حصلت على درجة متدنية في الامتحان، وعندما علمت معلمتي بذلك استدعتني فذهبت إليها، سألتني والابتسامة مرسومة على وجهها هل هو تصرف صحيح أن تكسر مقعدك؟، فأجبتها غاضباً بأني كسرته لأنني حصلت على علامة متدنية في الامتحان، قالت لي معلمتي هل هذا سبب يدفعك أن تكسر مقعدك؟، ولكن لم يكن لدي إجابة، لم تعاقبني معلمتي ولكنها لم تصلح مقعدي ولم تحضر لي مقعداً آخر، فأصبح صعباً علي الكتابة على المقعد المكسور وعندما قلت لها هذا أجابت بأنني من كسرت مقعدي وعلي أن احاول التكيف مع المقعد الذي كسرته، عندما عدت لبيتي بقيت افكر لماذا تقوم بذلك معلمتي؟ حتى فهمت ما قصدها، وفي اليوم التالي ذهبت إليها واعتذرت عما فعلت، وأنني أعطيت عذراً أقبح من ذنبي، أن أحصل على درجة متدنية لا يعني أن أكسر مقعدي، فطلبت مني أن أعتذر أمام زملائي حتى أكون قدوة لهم وكي يبقى هذا الموقف مسجلاً في ذاكرتي ما حييت. يا معلمتي والله إنهم أصبحوا يتفوهون بأبشع الكلمات وأقبحها، فأين أنت حتى تعلميهم معنى أن تكون قدوة حسنة، ومعنى الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، والله يا معلمتي أنهم لا يصلحون أن يكونوا قدوة لأجيال وأجيال قادمة. #الاعتراف_بالخطأ_فضيلة #معلمتي #قدوتنا




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا