السبت ,27 أبريل, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار كيف يمضي الرئيس الاسد يومه في هذه الفترة؟

كيف يمضي الرئيس الاسد يومه في هذه الفترة؟

747

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم --السلط
منذ بدأت معركة الغوطة بات الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد ينام عند الساعة الثالثة فجرا، حيث يتابع المعارك الجارية في الغوطة الشرقية خاصة وان 3 اخطر تنظيمات ارهابية تكفيرية موجودة على قلب العاصمة، اي على مسافة 2 كلم منها، ومتداخلة مع دمشق والرئيس بشار الاسد رغم التحذيرات لعدم تنقله في السيارات ليلا في دمشق وعلى اوتوستراد المزة، فانه ينتقل من قصر الرئاسة الى غرفة العمليات في وزارة الدفاع في دمشق.

ومن هناك يتابع العمليات ويستمر في التواصل عبر الاتصال بالاجهزة مع قائد كل وحدة عسكرية وعن وضع جبهته وما هو وضع القوى الارهابية التكفيرية، ويعطي توجيهاته. ويكون الرئيس بشار الاسد قد حضر من الواحدة بعد الظهر ليبقى حتى الثالثة فجرا، واحيانا لا يتناول طعاما.

ورغم الاصرار عليه لتأمين الطعام الا انه ينسى الطعام ويتابع العمليات الحربية ويعتبر ان تطهير دمشق من الغوطة الشرقية ومن بؤرة الارهاب فيها هو امر خطير وهام جدا وان الحرب ستنتهي من خلال اسقاط الغوطة الشرقية. ذلك ان فيلق الرحمن الذي يضم 16 الف مقاتلا وجيش الاسلام الذي يضم 8 الاف مقاتل، واحرام الشام الذين عددهم حوالي 9 الاف مقاتل، لكن هنالك ايضا 18 الف شاب اصبحوا ينضوون تحت فيلق الرحمن ويقاتلون معه وهم من الغوطة الشرقية.

وبما ان الغوطة الشرقية فيها 400 الف مواطن تم تحرير منهم حوالي 120 الف مدني وعائلة حتى الان بقيت المعركة الاساسية في مدينة دوما وحرزتا وعربين، ذلك ان عربين هي عاصمة الغوطة الشرقية، لكن مدينة دوما هي المدينة الاستراتيجية والكبيرة والاخطر.

عند الثالثة فجرا، يقود الرئيس بشار الاسد احيانا سيارته بشخصه، وتنطلق سيارات مواكبة بسرعة وراءه، ليصل الى القصر الرئاسي واكثرية الوقت تكون زوجته السيدة اسماء تنتظره، ويكون في العادة تعبا من خلال العمل المتواصل في غرفة العمليات.

ثم يستلقي للنوم الرئيس السوري بشار الاسد ليستيقظ في السابعة صباحا، وبعد ان يرى الاولاد والعائلة ويشرب القهوة المفضّلة لديه، يداعب الاولاد ويكون هنالك ضابط برتبة لواء يقرأ اهم الاخبار في سوريا من عمليات عسكرية وحروب وجبهات اضافة الى مطالب الوزارات ورسائل من دول العالم وتقارير سرية من المخابرات، فيما يكون الرئيس بشار الاسد مستمعا لكل هذه الامور ويكون اللواء الذي يقرأ الاخبار والتقارير على مسمع الرئيس الاسد هو من اكثر الضباط ثقة لدى الرئيس الدكتور بشار الاسد.

بعدها ينتقل الرئيس بشار الاسد الى الرياضة لمدة نصف ساعة، بعد ان كان يمارس الرياضة لمدة ساعة ونصف، ويبدأ اجتماعاته واتصالاته، فيتابع الاحداث من حدود سوريا مع تركيا الى الحدود مع العراق الى الحدود مع الاردن خاصة هذه الايام نتيجة توتر الوضع في الجنوب السوري واحتمال حصول امر ما في جنوب سوريا على حدود الاردن.

وينصرف الى اجتماع في شأن الوضع الاقتصادي والمالي لمدة ساعة، وبعدها ينتقل الى سلاح الجو السوري في مركز القيادة في دمشق، فيتابع تركيز الغارات الجوية وينظر الى الصوَر الجوية وتقدم الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية، والمدن المحاصرة في الغوطة، وكيفية اختراقها.

من بعدها، يعود الرئيس بشار الاسد الى القصر الرئاسي وتكون الساعة الثانية بعد الظهر، يتناول الغداء مع العائلة ويهمه ان يكون الاولاد قربه مع زوجته السيدة اسماء، ثم ينتقل الى غرفة العمليات.

وخلال اليومين الماضيين عمل الرئيس بشار الاسد كل جهده على اخراج المدنيين من الغوطة الشرقية، لكن الاحزاب التكفيرية الثلاث ترفض كليا خروج المدنيين وتعتبرهم درعا بشريا لها كي لا يهاجم الجيش السوري مراكزها بسهولة. لكن الرئيس بشار الاسد ارتاح الى معارك الاسبوع الماضي حيث حقق الجيش العربي السوري تقدما هاما في الغوطة الشرقية واستطاع عزل مدينة حرزتا الهامة كذلك محاصرة مدينة دوما الاستراتيجية وعاصمة الغوطة الشرقية عربين.

ويناقش كثيرا الرئيس بشار الاسد مع القادة العسكريين تفاصيل المعركة، واذا اردنا تصوّر حديث بين الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد والقادة العسكريين تصوراً وهميا، فاننا متأكدون ان الحوار يدور حول كيفية الدخول الى دوما حيث جيش الاسلام وقسم من فيلق الرحمن، وهما تنظيمان تكفيريان لا يقبلان المفاوضة ولا يقبلان الانسحاب، ولديهم اسلحة متطورة جدا، خاصة صواريخ تاو الاميركية ويأتي السؤال كيف وصل حوالي 5 الاف صاروخ اميركي من طراز تاو الى الغوطة الشرقية.

وبمراجعة الامور يتبين انه سنة 2011 عند بداية الحرب في سوريا كانت السعودية وتركيا واميركا ترسل الاسلحة ولم تكن المخابرات السورية تركز او قد اكتشفت المؤامرة الاتية على سوريا.

ثم اننا نعود الى الواقع بعد هذا التصوّر الوهمي عن حوار في شأن مدينة دوما، انما دوما مدينة صعب الدخول اليها، ولن يستطيع الجيش العربي السوري الدخول الى مدينة دوما دون معركة حاسمة، وفي دوما يتواجد اكثر من 15 الى 20 الف مقاتل في مدينة ضيّقة كلها احياء داخلية ضيقة لا تتسع الى اكثر من سيارة لكن في طول مدينة دوما هنالك طريق عريضة تنطلق من اول دوما الى آخرها، وعلى جوانب الطريق العريضة كلها مفرق طرق للاحياء الداخلية. وعلى كل مفرق طرق وعلى كل باب ونافذة يوجد مسلح يلبس حزام ناسف ومعه إما قاذفة ار. بي. جي اضافة الى بندقيته الفردية مع قنابل. كذلك فان كامل مدخل دوما قد تم وضع فيه عبوات ناسفة من وزن 300 كلغ وما فوق، وهي تعطل اي رتل من الدبابات والمدرعات لدى تفجير 5 عبوات او 6 مع العلم ان فيلق الرحمن وحده يقول انه زرع اكثر من 4 الاف عبوة دائريا حول مدينة دوما، هذا اضافة الى جيش الاسلام الذي زرع الالغام والعبوات بكثافة حول مدينة دوما.

وتدرس قيادة الجيش السوري مع الرئيس الدكتور بشار الاسد كيفية اختراق مدينة دوما، اذا هاجمت الوحدات الخاصة مع الدبابات فانه سيتم تفجير العبوات الناسفة الضخمة، وعندها تنفجر الطرقات ويحصل فيها حفر كبيرة لا تستطيع الاليات اجتيازها، كما ان عناصر فيلق الرحمن وجيش الاسلام الذين يلبسون احزمة ناسفة ينتظرون لحظة الالتحام مع وحدات الجيش السوري لتفجير الاحزمة الناسفة فيهم وفي الجنود السوريين.

ويلاحظ الضباط هنا ان الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد ينصرف التفكير والى السكوت لمدة ساعة وهو يفكر في الخطة العسكرية لاقتحام دوما لانه متى تسقط مدينة دوما وفيها التنظيمات الارهابية يعني ان الحكم في دمشق وفي سوريا قد ارتاح بنسبة 95 في المئة، لكن لغم دوما ولغم حرزتا ولغم عربين كبير، والاخطر اللغم في دوما.

هكذا يمضي الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد ايامه في معالجة الوضع في سوريا وفي بلاده التي تشهد حربا مع منظمات تكفيرية ارهابية، مستعدة الى قتل المدنيين ومستعدة لتفجير انفسها بأحزمة ناسفة لقتل المزيد من الجنود السوريين. لكن الساعات تقترب ولا احد يعرف ماذا سيحصل في مدينة دوما. وهل سيستطيع الجيش العربي السوري اقتحام مدينة دوما، ام يقوم التكفيريون باطلاق مئات صواريخ تاو الاميركية على الدبابات السورية والمدرعات، اضافة الى حرب شوارع في الاحياء الداخلية لحوالي 18 الف شاب من مدينة دوما التحقوا بالاحزاب التكفيرية الاسلامية المتشددة. كما ان اكثرية هؤلاء الشبان يحملون قذائف ار. بي. جي. ومعهم ذخيرة كثيرة.

ولذلك يتم طرح السؤال ما العمل تجاه مدينة مغلقة على نفسها يوجد فيها حوالي 20 الف مقاتل مدججين بالسلاح وزرعوا العبوات الناسفة حول مدينة دوما، وهم لبسوا الاحزمة الناسفة والمعركة ستكون نار وزلزال وجبل بركان يشتعل متى تندلع المعركة في ساعة لا نعرف متى ستأتي، لكنها ستأتي لانه لا يمكن ترك وضع الغوطة الشرقية كما هو لفترة طويلة.




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا