سجن السلط القديم حكايات تروي بطولات وآفاق استثمار للشباب

البلقاء اليوم -

البلقاء اليوم ------السلط -------لينا عربيات
باطلالة ساحرة تأخذ الناظر إلى اعتاب الأصالة في بيوت السلط التراثية ذات الحجارة الصفراء والطابع المعماري الفريد يقف شامخا سجن السلط القديم يروي حكايات منذ العام ١٨٦٧.

المبنى القديم الذي يعد أحد اقدم سجون الأردن، والذي انتقلت ملكيته إلى بلدية السلط الكبرى في مطلع نيسان من العام 2019، بعد أن وافقت مديرية قوات الدرك آنذاك على الاستفادة منه في مشروع ثقافي لمصلحة بلدية السلط الكبرى، بعد مخاطبات لوزارتي الداخلية والثقافة في 25 كانون الثاني من العام ذاته، لإجراء اللازم، وبعد موافقة المديرية العامة لقوات الدرك تخصيصه أو التنازل عنه لأي جهة تراها وزارة الداخلية مناسبة خدمة للمجتمع المحلي فقد تم الإعلان عن فتح باب الاستثمار فيه خدمة لابناء البلقاء.

وللسجن قصص سياسية تروي تاريخ الأردن ونشأته وبطولات ابنائه في وقوفهم ضد الاستعمار والتحرر ويعود في الذاكرة إلى الثورة العربية الكبرى، وتحرير الشيخ عودة ابو تايه من الأسر في عشرينيات القرن الماضي على يد ابناء مدينة السلط، كما اوقف فيه مبارك ابو يامين في ثلاثينيات القرن الماضي مدة 9 أشهر بحسب المؤرخ الدكتور محمد خريسات الذي بين أن السجن تأسس أول مرة في عهد الدولة العثمانية عام 1867م وكان حينها يوجد في كل مدينة قائم مقام، حيث كان موقعه عند تأسيسه في وسط مدينة السلط قرب موقع البلدية الحالي ثم انتقل إلى أسفل مبن? سرايا السلط القديم وكان يستخدم للتوقيف المؤقت.

وأضاف: إن الاهالي كانوا يرسلون الاغطية لمن يوقف في السجن، وعند إقامة الدولة الأردنية استلمت (قوات الدرك الأردنية) موقع السجن القديم في السرايا ثم انتقل إلى موقعه الحالي.

ويروي ابناء المدينة أنه بعد بناء سجن جديد في منطقة السرو قرب مديرية الترخيص تحول السجن القديم إلى مركز اصلاح وتأهيله للنساء، إلى أن تسلمته مديرية الدرك في العام 2008 وحولته إلى سرية طوارئ، ليتم تسلمه لاحقا من قبل بلدية السلط في العام 2019.

وتبلغ مساحة السجن 4 دونمات و304 أمتار، وكان المبنى قبل العام 2008 من ملاك الأمن العام، وعند فصل مديرية الأمن عن مديرية الدرك، ألحق المبنى بقوات الدرك.

وقد كان هناك مطالب بتحويل السجن القديم إلى معرض بانوراما تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية وتطورها وإبراز المعالم الاثرية والتراثية في مدينة السلط، بهدف جعل الموقع مقصدا رئيسا للسياح والباحثين والمؤرخين وزوار المدينة.

وفي العام 2019 اتجهت الدراسات لإنشاء متحف ومطعم في مبنى السجن القديم، بعد دراسة تفاصيل المبنى من الداخل، وقدرت الكلفة المادية لصيانة المبنى بـ220 ألف دينار.

ويرى مراقبون أنه يمكن أن يصبح السجن فندقا مهما على مدخل المدينة، او استثماره لانشاء مجموعة مطاعم وجلسات خارجية وداخلية تضم وسائل ترفيهية، إضافة الى مركز ثقافي يجعل من الموقع مقصدا سياحيا ويضاف إلى المسار السياحي في المدينة.

وخلال جولة صحفية على السجن القديم تم الإعلان فيها عن باب الإستثمار بمبنى السجن، حيث اكد رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري على الرمزية التاريخية التي يحملها سجن السلط القديم عند اهالي المدينة منذ اقامته وحتى استملاكه من قبل بلدية السلط عام 2019.

واضاف الحياري ان البلدية ومن خلال كوادرها قامت بتأهيل ساحات السجن ومرافقه الخارجية والإعلان عنه كفرصة استثمارية في ظل معاناة مدينة السلط كبقية المدن الاردنية من الفقر والبطالة في صفوف الشباب، مشيرا الى ان أحاديث ورؤى جلالة الملك وتركيزه على إيلاء قطاع الشباب جُلّ الإهتمام الذي يعد عماد المستقبل قد حدا بالبلدية إلى التركيز على الإستثمار والتنمية والعمل على تأهيل السجن لاستثماره لايجاد فرص عمل لشباب المدينة.

وقال ان مدينة السلط وبعد ادراجها على قائمة التراث العالمي بدأت تشهد حركة سياحية نشطة وزيادة في أعداد السيّاح قامت البلدية بتفعيل دورها الخدمي الى التنموي الإستثماري، مؤكداً ان البلدية على اتم الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين بعد دراسة الأفكار الاستثمارية التي ستُقدم.

وبين ان التسهيلات والإمتيازات التي سيتم تقديمها لمن سيرسو عليه الإستثمار ستكون في في مجال التراخيص والايجارات وغيرها، مؤكدا ان الهدف الرئيسي من طرح الإستثمار من قبل البلدية هو تشغيل أكبر عدد من ابناء المدينة، لافتا الى ان أي مقترح للإستثمار سيتم دراسته من قبل دائرة الإستثمار في البلدية تمهيدا للموافقة عليه ضمن المدة القانونية.

واكد انه سيكون هناك مرونة في التعامل مع أي مقترحات تقدم للإستثمار.

وشدد الحياري على ان الأفكار والاقتراحات التي سيتم تقديمها للإستثمار يجب ان تتلاءم مع الوضع الديني والتاريخي لمدينة السلط بما يتواءم مع عادات وتقاليد أهلها الأصيلة.