السبت ,27 أبريل, 2024 م
الرئيسية أخبار المدارس مختصون: الأوضاع الاقتصادية من أسباب تسرب الطلبة وتربية السلط تؤكد انها ضمن الدود المقبولة

مختصون: الأوضاع الاقتصادية من أسباب تسرب الطلبة وتربية السلط تؤكد انها ضمن الدود المقبولة

484

البلقاء اليوم - مختصون: الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من أسباب تسرب الطلبة
الحجاج :نسب تسرب الطلبة في مدارس السلط ضمن الحدود المقبولة تربويا




البلقاء اليوم --السلط - لينا عربيات




التسرب المدرسي وغياب الطلبة في بعض المدارس مشكلة قديمة حديثة لم تضمحل جذورها مع مرور الوقت، لها تداعيات سلبية على المسيرة التعليمية ومستقبل الاجيال، حيث تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتربوية دورا في تعميقها بحسب اخصائيين تربويين.

اجراءات وقائية واخرى رادعة تتخذها وزارة التربية والتعليم من خلال كافة مديريات التربية والتعليم في المملكة تسهم في الحد من مشكلة التسرب المدرسي وضبط العملية التعليمية ومنها مديرية تربية وتعليم مناطق السلط التي تسعى جاهدة للحد من مشكلة تسرب بعض الطلبة في مدارس السلط.

حيث اكد مدير تربية وتعليم مناطق السلط الدكتور حرب الحجاج ل «الرأي» ان مشكلة تسرب الطلبة من المدارس موجودة في كل دول العالم ولا يخلو الواقع التربوي من هذه المشكلة الا انها تتفاوت في درجة حدتها وثقافتها من مجتمع الى اخر ومن مرحلة الى اخرى.

واضاف، من المستحيل لاي نظام تربوي ان يتخلص نهائيا من هذه المشكلة الا ان القطاع التربوي يستطيع الحد من المشكلة والتخفيف من خطورتها باتخاذ الاجراءات والضوابط والتدابير الوقائية.

واكد الحجاج ان نسب غياب الطلبة في مدارس مناطق السلط ومن خلال متابعة الدوام الرسمي للطلبة في كافة مدارس تربية وتعليم مناطق السلط تصنف ضمن الحدود المقبولة تربويا، مشيرا الى ان التسرب المدرسي له علاقة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية للطلبة في احايين كثيرة.

وبين ان الاجراءات والتدابير الوقائية التي تتخذها مديرية تربية وتعليم مناطق السلط تتضمن تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة على التكيف وحل المشكلات التي تواجه الطلبة والتشديد على توفير بيئة آمنة للطلبة بالاضافة الى تفعيل قانون الزامية التعليم في المرحلة الاساسية ووضع آليات للمتابعة والتنفيذ على مستوى المدرسة والمديرية والمحافظة.

ولفت إلى ان نشر الوعي وتثقيف الاسرة بأهمية التعليم من خلال تفعيل دور اقسام الاعلام في الدوائر الحكومية والصحافة المحلية له اهمية كبيرة في الحد من مشكلة التسرب المدرسي، مضيفا ان مدراء المدارس يؤكدون دائما على أولياء الامور على ضرورة التزام ابنائهم الطلبة والتحاقهم بالمدرسة من خلال مخاطبات وكتب رسمية توجه لاولياء الامور.

وقال ان مديرية تربية وتعليم مناطق السلط تؤكد من خلال كتب رسمية على مدرء المدارس على اهمية متابعة دوام الطلبة والهيئة التدريسية واتخاذ الاجراءات المتبعة اداريا في حالات تكرار الغياب.

وعن الاجراءات التي تتخذها مديرية تربية وتعليم مناطق السلط لضبط التسرب لدى الطلبة والمعلمين على حد سواء، قال الحجاج انه يتم تعميم اسس النجاح والاكمال والرسوب في مرحلتي التعليم الاساسي والتعليم الثانوي على جميع المدارس الحكومية والخاصة كما يتم تعميم الكتب الرسمية على المدارس للتأكيد على اهمية الالتزام بالدوام المدرسي لدى الطلبة والمعلمون ورصد الاجازات اليومية.

واضاف انه يتم تشكيل لجان من قبل رؤساء الاقسام في مديريات التربية والتعليم لمتابعة المدارس يوميا من حيث الالتزام بالدوام المدرسي ورفع التقارير اليومية بذلك. اضافة الى التأكيد على مراعاة الظروف الصعبة للطلبة والفروق الفردية ومحاولة ايجاد حلول لها من خلال المرشد التربوي. منوها الى انه يتم تنفيذ انشطة الدعم النفسي الاجتماعي من قبل قسم الارشاد التربوي في المدارس بشكل دائم.

واكد ان توفير بيئة آمنة في المدارس من الاولويات المهمة التي تحرص مديرية تربية وتعليم مناطق السلط على تحقيقها عن طريق رصد نسب العنف بواسطة المسح الشهري الالكتروني لحملة معا نحو بيئة مدرسية آمنة.

وبين انه تم استحداث مراكز للتعليم الغير نظامي مثل المركز الاستدراكي في مدرسة رقية بنت الرسول لالحاق الطلبة ممن لم يلتحقوا بالتعليم ولم يتجاوزوا الثانية عشر من العمر. مشيرا الى انه تم ايضا توفير الدراسات المنزلية لالحاق الطلبة ممن تجاوزوا السن القانوني للتعليم النظامي للحالات المرضية المرفقة بتقارير طبية.

وعن دور المعلم في ضبط العملية التدريسية والتي تحد بالمحصلة من تسرب الطلبة، قال حجاج: ان متابعة المعلمين لدوام الطلبة في الغرف الصفية يوميا اهمها، في حين ان عملية مراعاة الفروق الفردية لدى الطلبة اثناء الحصة الصفية تسهم في جذب الطالب لحضور الحصص مع ضرورة تنويع الاساليب والانشطة التعليمية داخل الغرف الصفية.

واضاف ان على المعلمين متابعة الطلبة الذين يعانون من تحصيل تعليمي متدن، ووضع خطط فردية لهم وتحويل الطلبة الذين يعانون من مشكل تحليلية او سلوكية للمرشد التربوي ما يحد من مشكلة التسرب المدرسي.

من جهتها قالت الاخصائية التربوية نجات عربيات انه عند القاء نظرة عامة على هيكل النظام التعليمي في الاردن، نجده يتكون من ثلاث مراحل تعليمية منها مرحلة رياض الأطفال ومدتها سنتان، مرحلة التعليم الأساسي ومدتها عشر سنوات، ومرحلة التعليم الثانوي ومدتها سنتان، ومن هنا نستطيع حصر توقيت التسرب المدرسي والذي يحدث في المرحلة الثانية التي يعد فيها التعليم الزامياً ومجانياً، حيث لا يتم فصل الطالب من التعليم قبل إتمام السادسة عشرة من عمره.

واضافت ان مفهوم التسرب المدرسي يقصد به ترك الطالب المدرسة قبل إتمامه المرحلة التعليمية الأساسية، والتي تؤثر سلباً في نضجه العقلي والاجتماعي والوجداني، والتي تعطل مشاركته المنتجه في المجتمع.

وبيت ان الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة تندرج ضمن العديد من المجالات التربوية والاجتماعية والاقتصادية وأحياناً السياسية المتعلقة بالحروب والكوارث.

وتابعت: من وجهة نظري التربوية فهناك أسباب متعلقة بالمدرسة نفسها والتي تلعب دوراً مهماً وتأثيراً قوياً في تشكيل (مفهوم الذات) لدى الطالب في مرحلة مبكرة من عمره وبالتالي فإن نتاج العمل المدرسي ينعكس على مجمل حياة الطالب، فقد يتعرض للإخفاق أو النجاح وحينها قد يتقبل الطالب شخصيته او يرفضها، وقد تخلق لديه احساساً بالخجل من نفسه لعجزه عن استغلال فرص التعلم المتاحه له من قبل المدرسة ومع السنوات يشعر بعدم الانتماء للمجتمع المدرسي والنفور منه.

واشارت الى أن العقاب المعنوي والبدني للطالب من قبل إدارة المدرسة قد يدفع بالطالب إلى أن يسلك سلوكاً عدائياً نحو المدرسة والتسرب منها، مضيفة أن ازدحام الطلبة في الصفوف وبأعداد كبيرة قد لا يسمح بالتعلم او التعبير عن قدرات الطالب وإمكاناته وإظهار مواهبه.

وأشارت إلى انه لا يجب ان نغفل هنا عن طبيعة المواد الدراسية وطرق تعليمها، إذ تستعمل أحياناً كسلاح يتحكم في مستقبل الطالب ففي حالة صعوبة المناهج الدراسية وضعف تحقيق اهدافها الحقيقية، ومع عدم وجود طرق تعليمية وأساليب واضحة ومنظمة فإن ذلك يجعل العلاقة بين المتعلم والمدرسة علاقة سطحية وهشة بحيث لا يقبل الطالب على التعليم من جراء ذاته بل يصبح كارهاً له، متسرباً منه.

واكدت انه في كثير من الأحيان يكون للمعلم دوراً كبيراً في تسرب الطلبة ومنها أن لا يكون المعلم المناسب في المكان المناسب، ما يشعر الطالب بعدم الرضا والقبول والتغيب أو الإضراب في بعض الأحيان.

واوضحت ان هنالك أسبابا تعود إلى الأسرة نفسها تسهم في تسرب الطالب ومنها عدم اهتمام الأسرة بالتعليم وبالتالي فإن المدرسة تصبح بلا قيمة من وجهة نظر المتعلمين، كما أن سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي مثل التفكك الأسري لبعض الأسر يدفع بأبنائهم إلى ترك المدرسة والانشغال بأمور تعود عليهم بالنفع المادي مما يؤدي الى انحطاط قيمة العلم وأهميته من وجهة نظره.

وقالت إن هناك أسبابا تعود للمتعلم نفسه منها، تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم، الغياب المتكرر، الرسوب المتكرر، ضعف الحالة الصحية والبنية العامة وجميعها أسباب تضعف حلقة الوصل والتواصل سواء مع المادة التعليمية أو مع أقرانه داخل الصف الواحد، مما يشعره بالنقص أمامهم أو بالاختلاف عنهم الأمر الذي يحول بينه وبين التركيز في دراسته ومتابعتها.

واكدت ان أي نظام تعليمي ومهما حاولنا أن نصل به الى درجة الكمال الا انه تعتريه بعض الثغرات لا سيما التسرب حيث اتخذت هذه الظاهرة صوراً مختلفه وفي مراحل تعليمية مختلفة أيضاً على مر العصور وفي جميع المجتمعات حتى المتقدمة منها.

وعن الحلول لضبط ظاهرة التسرب لدى الطالب، قالت عربيات: أما عن اتخاذ الإجراءات والحلول لمعالجة هذه الظاهره والتي تعتمد اعتماداً كلياً على المسببات الرئيسية لظاهرة التسرب المدرسي فهناك اجراءات وقائية تقع على عاتق المدرسة وهي نشر الوعي الديني الذي ينادي بطلب العلم، والتركيز على تفعيل دور المرشد التربوي في حل مشاكل الطلبة وتلمس حاجاتهم ومعرفة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

واضافت ان الحرص على متابعة غياب الطلبة المتكرر من قبل ادارة المدرسة ومعرفة اسبابه ومعالجتها، والتركيز على استخدام المبادئ التربوية عند التعامل مع المشكلات السلوكية لتعديل سلوك الطلبة، وتنويع النشاطات المدرسية واختيار الأنشطة التي تتوافق مع ميول الطلبة واهتماماتهم مع الحرص على مشاركة المعلم للتلاميذ في الأنشطة اللاصفية ودلك لتعزيز العلاقة بين المعلم والطالب للتعرف إليهم عن قرب.

واكدت على اهمية ان تقوم المدرسة بتوفير التعلم التمكيني العلاجي للطلاب ذوي صعوبات التعلم لمواكبة التكنولوجيا وإثارة الدافعية عن طريق مخاطبة العقل. مطالبة بالسماح للطلبة المتسربين بالالتحاق بالدراسة بغض النظر عن سنهم ما قد يعطيهم فرصة أخرى للبدء من جديد وفق شروطٍ محددة وميسرة.

اما عن دور الأهل في الحد من تسرب أبنائهم من وجهة نظر علمية قالت عربيات ان للأهل دوراً كبيراً في الحد من تسرب أبنائهم الطلبة وذلك كونهم احد الشركاء الأساسيين في العملية التعليمية، لذلك وجب على الأهل تفعيل كل وسائل الإتصال والتواصل بين الأسرة والمدرسة لمتابعة تطور ابنائهم، والوقوف منذ البداية على المشاكل التي يواجهونها سواء على الصعيد الشخصي أو فيما يتعلق بعملية التعلم سواء داخل المدرسة أو خارجها والمساعدة في حلها وهو ما يسمى ب (بناء الشراكة بين الأسرة والمدرسة).

وشددت ان على الأهل ضرورة توفير الوقت والمكان المناسبين للدراسة في المنزل ومساعدتهم لأبنائهم في حل مشاكلهم الدراسية وصعوبات التعلم في المواد الدراسية، مع عدم تكليفهم بمهمات اسرية فوق طاقتهم وتوفير الوقت الكافي للدراسة.

وبينت ان على المعلمين والمعلمات تقع المسؤولية الاهم في جذب انتباه الطلبة للحصة وعدم تسربهم من المدرسة، من خلال خلق بيئة جاذبة ومحفزة لإثارة دافعية التعليم عند الطلبة نحو التعلم ولتحقيق ذلك يجب ان تشمل خطة المعلم التعليمية اهدافاً واضحة واجراءات تعليمية منظمة ومرنة وجاذبة في نفس الوقت.

واضافت انه يجب على المعلم ان يشرك الطلبة في عملية التخطيط للأنشطة ومتابعة تنفيذها، فذلك يعزز لدى الطلاب مبدأ التعاون والمشاركة مع الآخرين ويشجعهم على بذل الجهود للتعليم والتحسين وتحميل انفسهم مسؤولية افعالهم وعدم التهرب منها. مؤكدة ان المعلم الجيد دائماً ما يقوم بدعم طلابه وتشجيعهم على تحديد الاهداف والعمل من خلال الهامهم أن يحلموا بشكل أكبر وجميل، مراعياً بذلك الفروق الفردية بين الطلاب في الذكاء والميول والقدرة على التحصيل، كما يراعي ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وأن يعمل على ربط المادة التعليمية بواقع الطلاب، جاعلاً الطالب هو محور العملية التعليمية المبني على أساس مبادئ علم النفس التربوي والخصائص النفسية للطلاب.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

بدء التسجيل إلكترونيا بمعاهد التدريب المهني الأحد

#البلقاء #اليوم #السلط أعلنت #مؤسسة #التدريب...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا