البلقاء اليوم - الكلاب الضالة: انعكاس لاختلال النظام البيئي الحضري وإدارة النفايات
مقدمة: في كثير من مدننا الاردنية،أصبح مشهد قطعان الكلاب الضالة التي تجوب الأزقة والحارات بحثًا عن الطعام مشهدًا مألوفًا بل ومقلقًا. كثيرًا ما يتم تفسير هذه الظاهرة على أنها مجرد تكاثر عشوائي لهذه الحيوانات، أو يتم التعامل معها بمنطق القمع والإبادة فقط. ولكن إذا أمعنا النظر بعين التحليل الموضوعي، نجد أن جذور المشكلة أعقد من ذلك بكثير؛ فهي انعكاس صارخ لاختلال في النظام البيئي الحضري، حيث تلعب سوء إدارة النفايات، وخاصة البيولوجية منها، دور المحرك الرئيسي لتكاثرها واستيطانها.
- الغذاء المتاح هو وقود التكاثر غير المنضبط. خلق الله تعالى الكائنات جميعًا وغرس فيها غريزة البقاء والتكاثر.والكلب، كأي كائن حي، يسعى بشكل غريزي لتأمين مصدر غذاء ثابت يضمن استمراره. هنا تكمن المشكلة الأساسية: وفرة المصادر الغذائية غير المُدارة.
- انتشار مخلفات الولائم والعزائم حيث تشهد مجتمعاتنا كثافة في إقامة الولائم والمناسبات الاجتماعية، التي يرافقها كميات هائلة من الطعام، ينتهي المطاف بجزء كبير منها في النفايات. بقايا اللحوم والعظام والوجبات الكاملة تُطرح في حاويات مفتوحة أو غير مُحكمة الإغلاق.
- إدارة النفايات بطريقة تقليدية: ان عجز البلديات عن معالجة النفايات البيولوجية (العضوية) بالطرق العلمية المستدامة، مثل (الكومبوست) أو التدوير او البيوماس، يؤدي إلى تراكمها في الحاويات واتباعها الطرق التقليدية القائمة على الجمع والطمر والحرق فقط، دون فصل أو تصنيف، تُبقي على هذه البقايا الغنية بالبروتين والطاقة متاحة للوصول.
- نتيجة حتمية: هذا التوافر الدائم والمجاني للغذاء عالي الجودة يخلق "بيئة مثالية" للكلاب الضالة. فهو لا يطيل عمرها فحسب، بل يرفع بشكل كبير من معدلات تكاثرها، حيث توفر الإناث الطاقة اللازمة للحمل والإرضاء. ببساطة، الوفرة الغذائية هي الوقود الذي يغذي دورة التكاثر غير المنضبط.
اذا ما امعنا النظر و المقارنة مع النموذج الأوروبي.. حيث يُدار المورد ويُحترم المخلوق هناك نقطة في غاية الأهمية،وهي ندرة هذه المشكلة في العديد من الدول الأوروبية. والسر لا يكمن في اختلاف فطرة الكلب، بل في اختلاف البيئة والإدارة.
· التربية المسؤولة: نسبة كبيرة من الأسر هناك تقوم بتربية الكلاب كحيوانات أليفة ضمن إطار قانوني ومسؤول (التسجيل، التطعيم، التعقيم). هذا يحول دون تحولها إلى حيوانات ضالة.
· إدارة النفايات المتطورة: الأنظمة هناك تعتمد على فصل صارم للنفايات البيولوجية في حاويات مُغلقة بإحكام مصممة خصيصًا لمقاومة العبث من قبل الحيوانات. يتم later جمعها ومعالجتها في مصانع متخصصة لتحويلها إلى أسمدة أو طاقة، مما يحرم الكلاب الضالة (والقوارض) من مصدر الغذاء الأساسي.
· الوعي المجتمعي: يدرك الأفراد هناك أن ترك النفايات متاحة هو سبب جذب للحياة البرية غير المرغوب فيها، مما يجعلهم أكثر التزامًا بالتعليمات.
الفطرة الحقيقية للكلب بين الدين والعلم: هنا يأتي دور التصحيح الثقافي المهم.لقد خلق الله تعالى الكلب بميزات فريدة جعلته رفيقًا للإنسان، وليس عدواً طريدًا. ذكر القرآن الكريم قصة أهل الكهف وأبرز دور الكلب في حراستهم ورفقتههم، فقال تعالى: "وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ" (سورة الكهف). هذا التكريم يدل على مكانته.
فطرة الكلب الحقيقية هي الإخلاص والحماية والتعلم. ما نراه اليوم من سلوك عدائي أو خائف في القطعان الضالة هو نتيجة طبيعية لظروف القسوة والإهمال والجوع التي تعيشها، وليس طبيعة أصيلة فيها. إنها انعكاس لبيئتها المليئة بالمخاطر وعدم الاستقرار.
-
مروحيات أردنية تنقل الرئيس محمود عباس إلى عمَّان في طريقه إلى لندن
كشف مصدر فلسطيني مسؤول أن الرئيس محمود غادر... -
-
نسمات الخريف تبدأ بالتأثير على شرق المتوسط اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
سمات الخريف تبدأ بالتأثير على الحوض الشرقي... -
القارئ الأردني والفنان المعتزل أدهم نابلسي يؤمّ المصلين في معرض دمشق الدولي
القارئ الأردني والفنان المعتزل أدهم نابلسي يؤمّ... -
استشهاد الأستاذ الجامعي عمر حرب بعد صراع مع التجويع
استشهاد الأستاذ الجامعي #عمر #حرب بعد صراع مع... -
-
-
وفد من شيوخ ووجهاء ومخاتير قطاع غزة يزور المستشفى الميداني الأردني غزة 83
وفد من شيوخ ووجهاء ومخاتير قطاع غزة يزور...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع