الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار الشرق أردنيون .. في المواجهة الأسوأ مع صفقة القرن

الشرق أردنيون .. في المواجهة الأسوأ مع صفقة القرن

1040

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط
بقلم ..... الدكتور محمد أبو بكر


لن أتلاعب بالكلمات أو المصطلحات ، فكلّ شيء بدأ يتّضح رويدا رويدا ، فالأسوأ قادم إلينا من واشنطن ، التي يتربّع في بيتها الأبيض رئيس أهوج يتعامل مع جميع الدول من باب السمسرة والبزنس والإبتزاز ، ويعتقد أنّ كلّ القضايا العالقة في هذا العالم يمكن حلّها بالمال ، وبالطبع هو لن يدفع من جيبه الخاص ، فهناك من سيجبر خانعا على الدفع لتنفيذ ما يريده سيّد البيت الأسود ومعلّمه نتنياهو والحركة الصهيونية برمّتها ، والتي وجدت في ترامب الشخص الأمثل لإيجاد الحلول باستخدام العصا والجزرة حسب ما يرتأيه الموقف .


الأردن سيكون في بؤرة المواجهة ، شئنا أم أبينا ، لماذا ؟ نتنياهو يقول ؛ أنّه لن تكون هناك دولة فلسطينية أبدا ، والقدس تمّ توحيدها وأصبحت عاصمة لكيانه ، والمستوطنات سيجري ضمّها ، وهناك مساع لدى إدارة ترامب من أجل الإعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ، بعد اعترافها بالسيادة على الجولان السوري ، فماذا تبقّى للعرب والفلسطينيين ليفاوضوا عليه ؟




الفكر الصهيوني الذي يحمله رئيس وزراء العدو واليمين المتطرّف في الدولة العبرية يقول ؛ للنهر ضفتان ؛ واحدة لنا والأخرى أيضا لنا ! علينا أن نعي ونفهم هذا الكلام جيدا ، في ظلّ هذا الإنبطاح العربي والخنوع والإستسلام الذي لم نشهد له مثيلا ، فاسرائيل ومعها الولايات المتحدة وبعض الأنظمة العربية قادرون على القيام بما هو أبعد من ذلك ، وعلينا التنبّه والحذر .


فإذا كانت الضفّة الثانية ( الشرقية ) لهم ، فهذا معناه وبكل بساطة أن يذهب الفلسطينيون إلى هناك وإقامة دولتهم ، بحيث تتحوّل إسرائيل إلى دولة يهودية نقية ، ودون منغّصات من الفلسطينيين والعرب ، وماذا يعني القول للفلسطينيين .. إذهبوا واصنعوا دولتكم في عمان ؟ ألم يقلها المقبور شارون لياسر عرفات أثناء حصار بيروت عام 1982 ؟




نحن أمّة لا تقرأ ،وقد طوينا كلّ كتب التاريخ منذ قرون ،لا ننظر إلّا لما هو بين أقدامنا ، استمرأنا أن نختار هذا الواقع البائس ، ويشعر البعض بالغبطة لانسياقه وراء واشنطن وتل أبيب ، وهم لا يعلمون بأنّ واشنطن وفي لحظة ما تخلّت عن أقوى وأقرب حلفائها في المنطقة عام 1979 وهو شاه إيران محمد رضا بهلوي ، الذي لم يجد مكانا يلجأ إليه ، إلى أن أشفق عليه أنور السادات ، فاستقبله في مصر حتى وفاته .
فهل نثق بأن العاصمة الأمريكية ستعمل لمصلحة العرب والفلسطينيين في ظلّ إدارة دونالد ترامب التي تتصرّف بما يشبه الجنون والطيش مع العالم أجمع ؟
لا يهمّ واشنطن أبدا أن يجري حلّ القضية أو تصفيتها على حساب الأردن ، ما يهمها هو أن تبقى إسرائيل الدولة الأقوى في المنطقة وتفتح أبوابها أمام العربان اللاهثين لشواطيء حيفا وناتانيا ، وهي لا تأبه أبدا لما سوف سيكون عليه الوضع في المدن الأردنية حينذاك ، ولن يرفّ لها جفن إن حدثت مواجهان قاسية رفضا لترامب وتصرفاته ، والأردن يدرك تماما أنّه ربما يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة .




مثل هذه المواجهة تحمل الكثير من الخطورة ، ولها بالتأكيد تبعات وتداعيات سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة ، حينها ماذا عسانا أن نفعل في الأردن لمواجهة رئيس أهوج وإدارة هي الأسوأ منذ قيام الولايات المتحدة عام 1776 ؟


يدرك جلالة الملك عبد الله الثاني أن الأردن يستعدّ لأسوأ مرحلة سياسية في تاريخه ، وهي تحمل مفاجآت قد لا يستطيع الأردن تحمّلها أو التعاطي معها ، والملك نفسه يسير على ذات الخطّ الذي يريده شعبه ، فلا افتراق بينهما ، وهناك حالة من الإنسجام بين القائد وشعبه ، لذلك يثق الملك بالأردنيين ، كما يثق الأردنيون بملكهم الذي كان صارما .. حادّا ..وواضحا في كلّ المواقف التي أعلنها مؤخرا .




الفلسطينيون بدورهم لن يقبلوا بأي حال ما يفرض عليهم ، ففلسطين هي الوطن ولا بديل عنها ، وأيّ حديث عن وطن بديل ما هو إلّا صناعة صهيونية لرمي القضية في الحضن الأردني وبعض الدول العربية ، ولذلك لا بدّ من تلاحم كبير بين الشعبين الأردني والفلسطيني لإجهاض كلّ ( جنونيات ) ترامب وعصابته ، ففلسطين للفلسطينيين ، والأردن للأردنيين ، وكلاهما يقفان صفّا واحدا في وجه ما هو قادم .. إنّها المؤامرة الكبرى التي بدأت خيوطها تتضح .


الشعبان ينتظران المواجهة الأسوأ في تاريخهما ، ولديهما القدرة على تجاوز المرحلة حتى لو أدّى ذلك لانتفاضة شعبية عارمة في وجه كلّ المتآمرين والخونة ، ليظلّ هذا الوطن ( شرقي النهر ) كما نريد له أن يكون ، وتبقى فلسطين أرضا لشعبها المتشبّث بها حتى زوال الإحتلال ، وإقامة دولته هناك غربي النهر ، وبدعم لا حدود له من شقيقه الشرق أردني .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا