الجمعة ,29 مارس, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار انتهاء أطول إضراب في تاريخ الوطن .. بالإعتذار والإقرار

انتهاء أطول إضراب في تاريخ الوطن .. بالإعتذار والإقرار

836

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ----السلط ------فادية مقدادي

انتهى بعد منتصف ليلة السبت / الاحد أطول إضراب في تاريخ الأردن والذي استمر لأربعة أسابيع متواصلة على التوالي ، أعلنت عنه نقابة المعلمين مساء الخميس الخامس من أيلول الماضي بعد وقفة احتجاجية في محيط دوار الحجايا ، تعرض خلالها المعلمون الى الاعتداء والغاز المسيل والتوقيف من قبل الأجهزة الأمنية ، وبدأه المعلمون بشكل فعلي يوم الأحد الثامن من أيلول ، واستمر حتى اولى ساعات يوم الأحد السادس من تشرين الأول الحالي ، حين تم الاتفاق بين نقابة المعلمين والحكومة على تحيقي مطالب المعلمين بالاعتذار اولا وهو ما تم من رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز في رسالته إلى المعلمين في يوم المعلم صباح السبت ، وتحقيق مطلب المعلمين بالعلاوة التي أعلنوا عنها منذ أشهر وأكدوا عليها كمطلب شرعي لهم ، حيث اعترفت بها الحكومة اليوم الأحد .
أربعة أسابيع من الحوارات واللقاءات بين الحكومة ونقابة المعلمين لم تسفر عن أية نتائج حتى أولى ساعات يوم الأحد ، تخللها عدة إجراءات حكومية لإجبار المعلمين على كسر الإضراب وفكه والعودة إلى الصفوف واستئناف العملية التعليمية .
أربعة أسابيع من المهرجانات التضامنية والوقفات المؤيدة للمعلمين ، شارك فيها المعلمون والنقابيون والأحزاب والنواب والمواطنون ، الذين آزروا المعلم ووقفوا إلى جانبه ومن خلفه وعن يمنيه وشماله ، ورفضوا الانصياع إلى دعوات الحكومة لفك الإضراب والعودة إلى المدارس ، رافقها بعض الممارسات الرمزية للمواطنين والتي شدت من عضد المعلم وساندته ، وكانت وقفة المواطن مع المعلم وقفة يشهد لها الغريب والقريب والعدو والصديق وكل دول العالم ، في حالة من التضامن الشعبي لن ينساها التاريخ أبدا .
كان الوطن جسدا واحدا ، وعروة وثقى ما استطاع أحد أن يفكها ، وظل الشعار القائم هو شعار الجميع ، كرامة المعلم أولا وأخيرا ولن نرضى بغير ذلك ، ولن نرضى ان يدخل المعلم الغرف الصفية إلا مرفوع الرأس .
النقابة أرادته درسا للطلاب ، فكان الوطن والمواطن هم المعلمون أيضا ، شاركوا النقابة في إعطاء الدرس لأبنائهم ، فلا كرامة للوطن دون كرامة المعلم .
أربعة أسابيع سجلها التاريخ للأردنيين جميعا ، تاريخ من الكبرياء والكرامة والعزة ، درس لم يكن للأردنيين فقط بل كان للعالم أجمع ، أن الإنسان الأردني ، عندما يريد يستطيع تحقيق ما يريد ويستطيع فرض إرادته .
أربعة أسابيع ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال ، سيرويها الآباء والأبناء ، سيرة من الفخار والإصرار ، سيرة اللُّحمة الوطنية التي حفرت على جدار الزمن، بيد المعلم الذي ما رضي إلا أن يكون عزيزا حرا أبيا ، وبيد الشعب الأردني الذي ما رضي أن يُهان أبناؤه أو أن يكونوا صغارا .
حمى الله الأردن لنا وطنا ولا نرضى بغيره بديلا .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا