البلقاء اليوم -السلط بقلم الاستاذ مطلب العبادي طابور من المركبات يتلوى بطيئا لا يلبث أن يتوقف عند المثلث الشهير في العيزرية ، عيزرية السلط لا غيرها ، في ذاكرتي حكايات كثيرة لا أجمل منها ولا أروع ، في اوائل السبعينات كان النزول منها لدرج الجدعة القبلي ميمما صوبا الثانوية ،رحلة صباحية جميلة وعودة مسائية عليلة ، الزمن قصير لاستعادتها ، والتوتر الناتج عن انتظار الإفطار وزحام الطريق أوقف الذاكرة ، لاح في جانب منها صورة لا بد انها مضللة لما يسمى ب (الدعسة الفجائية) التي لم ألتق بفرد منها ، فهي بالنسبة لي كالعنقاء أو الغولة او الخل الوفي ... الدعسة الفجائية لمن لا يعرفها فنيا ، هي جهاز في محرك السيارات القديمة، يجعل المركبة أكثر قدرة على الحركة السريعة الفجائية التي يحتاجها السائق ، وخاصة إن كان ملهوفا ، كلما اقتربت قليلا من المثلث الجميل تزداد شكوكي بان أفراد العصابة هناك، اقتربت أكثر، مجموعة من الشبان تُلزم المركبات المارة الوقوف ، وكنت على عجلة من أمري فالوقت المتبقي عن مدفع الإفطار لا تتجاوز دقائقه أصابع اليد الواحدة ، صرت على مرمى حجر منهم ، شباب مكتهلون بشبابهم ، ابتساماتهم تزيدهم وسامة ، لسان حالهم يقول قف ولن تبرح المكان دون ان تتأبط صرة من التمر وكاسا من الماء ،.... لقد التقيت فعلا ب(الدعسة الفجائية الحقيقية ) ، تناولت نصيبي والنظرات تتبعني وأُقسم ان لسان حالهم يقول نحن على استعداد لاستضافة شارع المرور بكاملة ، تحت قاعدة ( زاد الاثنين يكفي ثلاثة) ، بل زاد العيزرية يكفي المدينة كلها .. ( كفو والله) يا أهل العيزرية ، سمعت عنكم في تنظيم السير عندما يضيق الشارع من الراغبين في الدفن في المكان الضيق هناك ،مع أن بلاد الله واسعة والمقابر الخارجية متوفرة ،وسمعت عن تشكيل لجانكم بهذا الخصوص والتي لا يتبناها شخصية حكومية سابقة أو (باشوات ) كبار ، أو من متملقي المجتمع الراغيبين في الشهرة من تشكيل جمعيات أجزم أن بعضها يغلب عليها النفاق في أعمالها .. شباب من تلقاء أنفسهم ويجهودهم الذاتية ، متطوعون يقومون بهذا العمل المشرف ، الذي يُبهج النفس ويسُر الخاطر ، شباب تجدونهم هناك يقومون بواجبهم خير قيام على مثلث ( الخير) هكذا رغبت تسمية مثلث العيزرية ، وكما يقولون ( الشوف غير السمع يا أهل العيزرية)... مطلب العبادي 3/ 7 / 2015
