الثلاثاء ,30 أبريل, 2024 م
الرئيسية أخبار متنوعة الكورونا .. لم تهزم نتنياهو ومخططاته

الكورونا .. لم تهزم نتنياهو ومخططاته

839

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم --السلط

كتب وزير الإعلام السابق سميح المعايطة:

حين دخل العالم نفق وباء كورونا تغيرت أولويات الدول ،وانكفئت كل دولة على نفسها تبحث عن مسار يخلصها من الموت القادم من الفيروس الجديد ،وأصبح الخبر الأول والأهم والأخير في إعلام الدنيا هو إعداد الإصابات والوفيات وإمنيات الوصول إلى علاج او مطعوم وقائي .

ومع مرور الأيام وجد العالم نفسه غارقا في تداعيات الوباء مثل توفير المستلزمات الطبية التي أصابها نقص في دول عديدة ،فضلا عن الآثار الاقتصادية التي أصبحت تؤرق الدول بالتوازي مع خطر الموت ،وظهرت المخاوف من نقص الغذاء والدواء في العالم إضافة إلى تلاشي فرص العمل وزحف البطالة وزيادة نسب الفقر .

وفي محيطنا العربي كان كيان الاحتلال من الدول التي تكاثرت فيها حالات الإصابة والوفاة ، لكن هذا لم يمنع هذا الكيان من الذهاب نحو انتخابات ثالثة للكنيست والتي لم تتاثر نتائجها باداء نتنياهو في ادارة ازمة الوباء ولا بتهم الفساد التي تلاحقه ولهذا لم تكن قادرة على أبعاد نتنياهو عن المشهد السياسي الصهيوني وبخاصة بعد تفكك معسكر خصومه ،بل إعادته من جديد الى سدة الحكم بعدما تحالف مع منافسه القادم من تحالف أزرق وأبيض المفكك ، ولم يكن هذا امر غريبا لأن المجتمع الإسرائيلي أصبح منقسما بين يمين متطرف ويمين أشد تطرفا ،ولم يعد هنالك مساحة لذلك المعسكر اليساري الذي كان بعض العرب يراهنون على " اعتداله ".

وباء كورونا الذي اعتقل معظم العالم في البيوت والخوف من الموت والتفكير بمصائب مابعد الوباء ،لم يغير من أولويات او فكر من يحكم الاحتلال ، فمع استقرار نسبي للحالة السياسية هناك أعلن التحالف الجديد بزعامة نتنياهو وحليفه الجديد غيتس عن عزمه ضم مناطق ومساحات واسعة من الضفة الغربية ومنها غور الاردن الفلسطيني وشمال البحر الميت إلى كيان الاحتلال لتدخل تحت القانون الصهيوني ،وربما رأى أهل القرار الإسرائيلي ان الوقت مناسب جدا ليكون هذا المشروع اول خطوات المرحلة الجديدة ،ليس لأن العرب مشغولون بالوباء ،فالعرب لم يكونوا تحت رحمة كورونا يوم كان القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ،ولم يكونوا مشغولين بأي شيء يوم ان تم إعلان صفقة القرن ،بل لأن المرحلة السياسية الجديدة في كيان الاحتلال تريد التأكيد أنها جادة في إعلانها القديم عن ضم لغور الأردن الفلسطيني لتصبح جزءا من دولة إسرائيل .لم يحتج احد للارتباك او الاضطرار لأي موقف تجاه القرار الصهيوني فالجميع شعوبا وحكومات مشغولون بقرارات مواجهة الوباء او الاستعداد لإعادة الحياة وفتح البقالات وتسيير القطارات او شراء الكمامات ،وحتى الاجتماع المعلن عنه لوزراء خارجية الدول العربية الذي عقد ردا على احياء حكومة الاحتلال لمشروع ضم اراض في الضفة الغربية فانه كان في ظاهره قويا في رفض القرار الصهيوني لكنه في الواقع لن يؤثر في مسار الاحداث .

القرار الإسرائيلي الذي تبناه تحالف الحكم الجديد في تل ابيب يلقى ايضا دعما امريكيا كبيرا بل هو احد المواقف التي تعلنها ادارة ترامب وهي تستعد للانتخابات المقررة في خريف هذا العام كما انه أحد مراحل صفقة القرن ومن لم يكن متحمسا لرفضها فإن لن يكن مشغولا بأحد تفاصيلها ، وهو القرار الذي سيعلن عمليا ان فكرة الدولة الفلسطينية تصلح لتكون من افلام الخيال العلمي وليست مشروعا لانصاف الشعب الفلسطيني .

من قاتلوا سياسيا ضد صفقة القرن هم من سنسمع صوتهم لكنها أصوات لن تستطيع إنهاء المعركة بنجاح في مواجهه زخم يساند الاحتلال في مشروعه.

وعلى صعيد الاردن فان دخول المشروع الصهيوني حيز التنفيذ يعني معركة سياسية كبرى ، وربما تكون الدولة الاردنية مضطرة للتهديد او استعمال اوراق من الصعب استخدامها لكن هكذا هو كيان الاحتلال الذي عاد سريعا الى خانة العدو في عقل الاردنيين وبخاصة معسكر السلام الذي خاض معركة السلام معتقدا ان له شريكا في كيان الاحتلال مؤمن بفكرة السلام .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

آسيا هي الإقليم الأكثر عرضة للكوارث في العالم

#البلقاء #اليةوم #السلط ذكر #مدير #ادارة...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا