البلقاء اليوم - جلال ابو طالب.. رئيس جمعية المبدعين للفكر والثقافة والفنون ... يكتب ....الفنان التشكيلي خلدون أبو طالب
– فنانٌ بأخلاق بقدر ما هو فنانٌ في لوحاته الفنية –
الفنان التشكيلي خلدون أبو طالب فنانٌ أردنيّ معروف، يتميّز بأخلاقه العالية، وحضوره الإنساني الرفيع، يحب الجميع ويحترم الكل. يمكن القول إن الأخلاق هي أساس النجاح؛ فالإنسان الخلوق هو الذي يتمتع بصفات الأمانة، والصدق، والعدل، والإخلاص. وهذه الصفات تجعله يحظى بثقة الآخرين واحترامهم، مما يسهل عليه تحقيق النجاح في حياته المهنية والفنية.
لقد عمل الفنان خلدون على تطوير أدواته الفنية والتنظيمية على حدّ سواء، ما جعله شخصية بارزة في الوسط الثقافي والفني الأردني. ومن أبرز إنجازاته إشرافه على ملتقى المبدعين للفن التشكيلي والخط العربي والتصوير، الذي تنظمه جمعية المبدعين للفكر والثقافة والفنون سنويًا، حيث عمل مديرًا له في دوراته الأربع. وقد ساهم نجاح الملتقى في تعزيز حضوره، نظرًا لعمله الدؤوب على مجموعة من الأسس التي شكّلت سرّ التميّز، وهي:
• وجود رؤية واضحة للملتقى،
• الترويج الجيد له،
• اختيار محتوى جذاب ومفيد،
• التنظيم الفعّال،
• اختيار أسماء المشاركين من الفنانين الكبار المعروفين محليًا وعربيًا.
ما يميّز تجربة الفنان خلدون أبو طالب هو عمق ارتباطه بالمكان، وخصوصًا مدينة السلط. فهو دائمًا ما يقدّم في أعماله مشاهد راصدة لجماليات السلط، المدينة التي تمتاز بطابعها العمراني الفريد، وحجارتها الصفراء التي تمنحها سحرًا بصريًا خاصًا. في لوحاته، تتجلّى المدينة في لحظات حميمية، تجمع بين الحداثة والأصالة، وتستدعي فينا مشاعر الدفء والانتماء.
في قراءتنا لأعماله، نجد أنه ينتمي إلى المدرسة الواقعية، حيث يقدّم السلط ببهائها في أعماله المائية، ويتناول مشاهد الحياة اليومية للناس، ويبرز تفاصيل الزهور والنباتات التي تزيّن الطبيعة في منطقة البلقاء. ومن خلال هذه الأعمال، يستطيع المتلقي تلمّس حضور الهوية الثقافية الأردنية، وتحديدًا هوية مدينة السلط، كجزء من خطاب بصريّ راقٍ يعبّر عن أصالة المكان والإنسان.
إنّ عشق الفنان خلدون أبو طالب لمسقط رأسه هو انعكاس لذكريات الطفولة التي تحضره أثناء الرسم، في محاولة منه لاستعادة الأمكنة التي نشأ فيها، وتوثيقها فنيًّا. هذه الأمكنة شكّلت رافدًا هامًا في تكوينه الثقافي والإنساني، فظهرت في أعماله كأنها محاولة لإعادة الاعتبار لها، ولإبقائها حيّة في الذاكرة البصرية للمشاهد.
ويُلاحظ في أعماله كيف تُسهم اللوحة التشكيلية في صياغة مفاهيم الهوية، من خلال تنويعات متميزة في الأسلوب والموضوعات. فهو لا يرسم من أجل الجمال فقط، بل من أجل تشكيل وعي جمعيّ بقيمة التراث والمكان والهوية.
هذا الارتباط بين الفن والأخلاق ليس جديدًا، فالفن عبر تاريخه الطويل ظلّ لصيقًا بالقيم الإنسانية العليا. فالشعر فن، والرسم فن، والمسرح أبو الفنون، وجميعها وسائل لإثارة المشاعر والعواطف والارتقاء بالذوق الجمالي.
في العصور الوسطى، زُيّنت الكنائس بجداريات تحمل رسائل أخلاقية تدعو إلى الخير ونبذ الشر، بينما ازدهرت في العالم الإسلامي فنون مثل الأرابيسك والزخارف التجريدية، التي تميزت بجمالها الهادئ غير المجسّم، وأدخلت الناظر في حالة من الدهشة والتأمل والسكون.
من هذا المنطلق، يمكن فهم تجربة الفنان خلدون أبو طالب كحالة تجمع بين الفن والأخلاق والهوية، وتقدم نموذجًا للفنّان الذي لا يكتفي بالإبداع، بل يحاول من خلال فنه أن يوثّق، ويعلّم، ويرتقي بالذوق العام، ويعيد للمكان والمجتمع.
الرئيسية
فكر وأدب وثقافة
جلال ابو طالب .. رئيس جمعية المبدعين للفكر والثقافة والفنون .. يكتب .. الفنان التشكيلي خلدون أبو طالب
-
-
مهرجان جرش .. (هنا الأردن ومجده مستمر) مصطفى الرواشدة وزير الثقافة
مهرجان جرش .. (هنا الأردن ومجده مستمر) مصطفى... -
"المحطة الأخيرة" في افتتاح مهرجان المونودراما ضمن فعاليات جرش 39 ريم سعادة شخصية العام .. وضيوف شرف من نجوم المسرح العربي
المحطة الأخيرة في افتتاح مهرجان المونودراما ضمن... -
رمضان الرواشدة .. يكتب .. مهرجان جرش وتعظيم الدور الثقافيّ .. !
رمضان الرواشدة ... يكتب ... مهرجان جرش وتعظيم... -
مشروع “ذاكرة المكان وجمالياته” .. بمهرجان جرش الثقافية .. قراءة معمّقة لتاريخ المكان الأردني وجمالياته،
#البلقاء #اليوم #السلط -تنظم رابطة الكتاب... -
مهرجان جرش ورابطة الكتاب يطلقان جائزة غالب هلسا تكريماً "لعملاق" الإبداع الأردني
#البلقاء #اليوم #السلط #عمان- أطلقت رابطة... -
مديرة ثقافة البلقاء تبحث مع تربية الشونة الجنوبية سبل دعم فعاليات مدينة الثقافة الأردنية 2025
#البلقاء #اليوم #السلط #شادي #نبيل - في إطار... -
اجتماع تشاركي لمؤسسات المجتمع المدني في مبنى مجلس محافظة البلقاء
#البلقاء #اليوم #السلط ضمن التشاركية مع مؤسسات...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع