السبت ,26 يوليو, 2025 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم رانية الجعبري .. تكتب .. الصحفُ لا تُطفئُ أنوارها

رانية الجعبري .. تكتب .. الصحفُ لا تُطفئُ أنوارها

340

البلقاء اليوم - رانية الجعبري ... تكتب .... الصحفُ لا تُطفئُ أنوارها



عندما بدأتُ العمل في صحيفة العرب اليوم قبل عشرين عامًا.. كنت أخاف من رؤية أنوارها مطفأة.. ففي أحد الأعياد رافقتُ أهلي لمعايدة قريب لنا يسكن في منطقة الجبيهة.. والصحفُ تغلق أبوابها في أول يوم العيد واحيانا ثاني يوم العيد.. يومها أغمضتُ عيني كي لا أرى أنوار غرفة المحليات ورئيس التحرير - التي كانت نوافذها في الطابق الثاني تطل على الشارع الرئيسي - مطفأة..
وعندما #أغلقت #العرب #اليوم أبوابها، تعمدت عدم المرور من الشارع قدر الإمكان منذ ذلك الحين، وإن أجبرتُ على ذلك لا أنظر ناحيتها..



اليوم ذهبت إلى فعالية ثقافية في مبنى قريب من العرب اليوم، تجرأت وأخذت اتأمل البناية، هالني المشهد، أنوار البناية كلها مطفأة وكأنها مهجورة، واختفى مطعم حمادة للحمص والفلافل.. لا أعرف متى أغلق أبوابه، تُرى هل كان المطعم يعتمد علينا نحن الصحافيين المفاجيع، وعندما راحت العرب اليوم، أغلق ابوابه؟
لم أحاول استعادة ذاكرتي ابدا، لانني لم اتأمل عمارة العرب اليوم صدقًا منذ نهاية العام ٢٠١٣.
هذه الصحيفة هي أمي التي علمتني الصحافة، وكنت قد دخلت اليها وانا رافضة فكرة ان اكون صحافية اساسا، لأنني كنت أحلم بالعمل في عالم الكتب.. لكن العرب اليوم ورطتني في الصحافة وعشقتها، وفيها فهمت السياسة.
أحيانا أتخيل أن العرب اليوم لم تغلق أبوابها لأسباب سياسية، بل لأنها رأت تعلقي بها فأرادت أن تربيني بقسوة، أرادت أن أترك ذيل ثوبها وأنضج..
يا أمي لقد تعلمت الصحافة المرئية، صورتُ وقمت بإعداد الفيديوهات، وكتبت في الصحافة العربية، وأصحبت مراسلة جيدة لوكالة عالمية.. وهاأنذا أعود لعالم الكتب.. لقد كبرتُ ونضجتُ.. فهلّا عُدتِ كما كنتِ؟
لقد كبرتُ ونضجت، هيا عودي يا أمي.. فالصحفُ لا تطفئُ أنوارها أبدًا.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا