البلقاء اليوم - الأردن... الجندي المجهول الذي لا ينتظر الشكر
بقلم النائب معتز أبو رمان
انتهت الحرب لكن صدى البطولة ما زال يدوي من بين الركام... غزة انتصرت بصمودها.. والأردن انتصر بموقفه.. وإن لم ترفع له رايات ولا تقرع له طبول .. فهو الجندي المجهول الذي كان دوما في الصفوف الأمامية يقدم دون ضجيج ويتكلم حين يصمت الآخرون.
لم تكن مواقف الأردن وليدة غضب عابر أو موقف موسمي بل كانت نهجا راسخا خطه الهاشميون بمداد المروءة وسار عليه الأردنيون بكل ما فيهم من صدق وإخلاص... مواقف لا تبحث عن تصفيق ولا تنتظر الشكر من أحد.. لأن من يعمل بإخلاص الوطن والاخوة والعروبة لا ينتظر مقابلا بل يرى الواجب فرضا لا يسقطه النكران.
ولعل أبلغ مشهد يلخص كل معاني الموقف الأردني.. هو ذلك اليوم الذي حلق فيه جلالة الملك عبدالله الثاني بنفسه فوق غزة متقدما طائرات سلاح الجو الملكي التي اخترقت الحصار لايصال المساعدات الإنسانية لأهلنا الصامدين.
لم يكن ذلك تحليقا في السماء فحسب.. بل تحليقا في الضمير العربي والإنساني.. مشهد يختصر عقودا من الثبات الهاشمي ويؤكد أن القيادة في الأردن لا ترسل الأوامر من المكاتب بل تقود بالفعل والميدان... لقد جسد جلالته بمعناه ومبناه أن الكرامة والسيادة والعطاء ليست شعارات ترفع بل أفعال ترى وتحسّ وتعاش ، وهو الذي جسد معاناة الشعب الفلسطيني في كل خطاباته في المحافل الدولية ليضيء بارقة الامل في خطة السلام التي امن بها انطلاقا من حل الدولتين ليسخر الطريق امام المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين ..
كذلك رأينا وزير خارجيتنا أيمن الصفدي يتحدث بلسان الوطن.. فيبكي الناس وهو يواجه العالم بصدق العاطفة وعدالة الموقف.. ورأينا جيشنا العربي وخدماتنا الطبية يزرعون في غزة شريان حياة وسط الحصار.. ويخترق سلاح الجو الملكي القيود ليلقي المساعدات من السماء.. وكأنها رسائل وفاء من الأردن إلى فلسطين: “نحن هنا لا نغيب عنكم مهما اشتد الخطر.”
الأردن لم يكتف بالموقف بل تحرك بالفعل.. أقام المستشفيات الميدانية .. واستقبل مئات الجرحى والمرضى من غزة.. ووقف في وجه محاولات التهجير ليؤكد أن الأرض لأهلها.. وان الكرامة لا ترحّل.
ومع ذلك حين غابت كلمة الشكر من البعض لم نغضب لأننا ببساطة لم نكن ننتظرها... فمنذ معركة الكرامة تعلمنا أن البطولة لا تحتاج شاهدا وأن من يعطي عن عقيدة لا يطلب الشكر والثناء.
لقد اعتاد الأردن أن يكون ضمير الأمة وصوتها الصادق حين يصمت الآخرون أو يترددون... اعتاد أن يدفع من قوته ليطعم الجائع.. ومن دوائه ليشفي الجريح.. رغم أن أبناءه يعانون ضيق الحال وضنك العيش.
ومع ذلك تجد الأردني البسيط يتبرع.. والمرأة الأردنية تبيع ذهبها.. والطفل يضع ما ادخره في صندوق غزة.
هكذا تقاس الأوطان لا بعدد ما تملك بل بما تقدم حين تعجز الأيدي.
لا نطلب اعترافا من أحد لأن القدس في ضميرنا لا تحتاج وساما.. ولأن غزة في قلوبنا لا تحتاج شكر.
غايتنا أن تبقى الراية مرفوعة.. وأن يظل الأقصى حرا عربيا تحت الوصاية الهاشمية وأن يبقى الأردن حصن العروبة الأول وجدار الأمة الأخير.
الأردن اليوم ليس متفرجا على التاريخ.. بل صانعه الحقيقي.. ومن يعرف تاريخه يدرك أن هذا الوطن منذ فجر الثورة العربية الكبرى لم يخذل يوما قضيته المركزية ولم يساوم على كرامته.
نحن نعمل بصمت ولكن بصوت التاريخ... نعطي بقدر ما نستطيع ونؤمن بأن الله وحده هو الذي يجزي الإحسان بالإحسان.
حفظ الله الأردن العظيم قيادة وشعبا وجيشا
وحفظ غزة الصامدة التي نحبها كما نحب أنفسنا
وحفظ القدس التي كانت وستبقى البوصلة والقداسة والعهد
#معتز_أبو_رمان #امين_عام_حزب_العمل #نائب_وطن
-
ما هي الأسباب الستة التي أجبرت نتنياهو على القبول بالمرحلة الأولى من الاتفاق ووقف إطلاق النار والانسحاب؟
ما هي الأسباب الستة التي أجبرت نتنياهو على... -
خبير القانون الدولي .. بسام محمد أبو رمان .. يكتب .. بين ترامب والنوبل ساعات تحكمها غزة
بين ترامب والنوبل ساعات تحكمها غزةإلى أين تتجه... -
. على الحكومة ان تبت في هذا الامر والا فإن الفوضى ستعم!
منذ عدة شهور هناك ازمة قائمة وتتفاعل وتحّول... -
أمام دولة رئيس الوزراء المواقع الإخبارية الأردنية درع وطني لا يستهان به…
صراحة نيوز- بقلم /د. خلدون نصيرفي الوقت الذي... -
نحو قطاعات مبنية على الابتكار والبحث العلمي في ظل حكومة أردنية ميدانية بقلم : أ.د. محمد ماجد الدَّخيّل
نحو قطاعات مبنية على الابتكار والبحث العلمي... -
-
-
حكومة د. جعفر حسان من البيروقراطية إلى التكنوقراطية وهي تُنهي عامها الأول ! بقلم : أ.د. محمد ماجد الدَّخيّل
حكومة د. جعفر حسان من البيروقراطية إلى...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع