الرئيسية موقف البلقاء اليوم الفحيص تُباع في المزاد .. والحكومة تتفرّج كتب حسام مضاعين

الفحيص تُباع في المزاد .. والحكومة تتفرّج كتب حسام مضاعين

64

البلقاء اليوم - الفحيص تُباع في المزاد... والحكومة تتفرّج
كتب حسام مضاعين
الفحيص، هذه المدينة الوادعة المسالمة، تخوض اليوم معركة وجودية أمام شركة لافارج، التي تسعى لبيع أراضي الإسمنت قطعة بعد الأخرى لأي جهة كانت، ضاربةً بعرض الحائط رأي أهالي المدينة، الذين عانوا على مدى سبعة عقود من الخراب والتلوث البيئي، بسبب صناعة الإسمنت. لقد ألحقت هذه الصناعة أضرارًا جسيمة بالمدينة وسكانها، وحوّلت كروم العنب إلى أنقاض ونفايات صلبة، وحفريات لا تصلح للحياة في الجزء الأكبر منها.
قانون الإعسار... غطاء للبيع؟
تسعى شركة لافارج اليوم إلى بيع ما تبقى من الأراضي الصالحة للحياة، وتحت ذريعة حاجتها للسيولة النقدية، لإنقاذ نفسها من الخسائر المتلاحقة، ولم تكتفِ هذه الشركة ببيع 320 دونمًا سابقًا تحت مظلة قانون الإعسار، بل أعلنت قبل أيام نيتها بيع 110 دونمات إضافية في قلب مدينة الفحيص، لمن يدفع أكثر، متجاهلة تمامًا الأثر الكارثي المحتمل على النسيج الاجتماعي والعمراني للمدينة.
الفحيص ليست للبيع
المقلق أن الأراضي المعروضة للبيع تُعد من القليل المتبقي من اراضي الأسمنت القابلة للحياة ، ما يفتح شهية البعض من تجار الأراضي والسماسرة، للاستفادة من هذا الصيد الثمين، ويهدد بتحويل المدينة إلى مجمعات إسمنتية تفتقر إلى الروح والهوية. وليس مستغربا أن تترك هذه الشركة الأجنبية ما تبقى من الأراضي الغير الصالحة للحياة لأهالي الفحيص، كمكافأة لهم على صبرهم وتحملهم لعقود من التلوث والخراب، ثم تدير ظهرها لهم وللوطن بأكمله.
أين الحكومة؟
أليست الفحيص جزءًا أصيلًا من هذا الوطن العزيز على قلوبنا؟ أليست هي ذات المدينة التي نشيد بها كنموذج للثقافة والمحبة والوئام؟ أليست المدينة التي ترفع راية الأردن عاليًا بمهرجاناتها ومؤسساتها الثقافية والرياضية والاجتماعية؟
أسئلة كثيرة تراود أهالي الفحيص، وأهمها: لماذا تقف الحكومة موقف المتفرج على هذه المعركة التي تدور رحاها بين مدينة مسالمة وشركة أجنبية عملاقة.
إن غياب الموقف الرسمي الحازم يثير الشكوك حول وجود مصالح متشابكة، ويعزز الشعور بأن حقوق المواطنين يمكن أن تُباع بثمن بخس، في ظل غياب الشفافية والمحاسبة.
دعوة إلى رئيس الوزراء
وفي الختام، يوجه أهالي الفحيص دعوة إلى دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الذي يواصل الليل بالنهار، ولم يترك مدينة أو قرية في الأردن إلا وزارها في جولاته الميدانية ، لزيارة الفحيص والاستماع إلى سكانها ومؤسساتها، والاطلاع عن كثب على حجم الضرر الذي سيلحق بالمدينة إن مضت لافارج في تنفيذ مخططاتها.
إن الفحيص التي توحدت اليوم بكافة اطيافها، في موقفها، وتفهمها لأهمية تنظيم الاراضي، لم تترك العذر لاي كان، بأن المجتمع منقسم على ذاته تجاه قضيته الرئيسية، وإنها اي الفحيص لا تطالب بالمستحيل، بل بحقها في تقرير مصير أراضيها، والحفاظ على هويتها، وضمان مستقبل أبنائها.
فهل من مجيب؟




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا