من فوضى الإهمال إلى هندسة النظام في بلديه عين الباشا .. "

البلقاء اليوم - من فوضى الإهمال إلى هندسة النظام في بلديه عين الباشا... "
" الطراونة رئيس لجنه بلديه عين يوقّع على إعادة الميلاد الحضري لها
في تحوّل لا يمكن وصفه إلا بـ "الجذري"، تشهد بلدية عين الباشا الجديدة تحت قيادة رئيس لجنتها، العميد المتقاعد خالد زعل الطراونة، حراكاً تنموياً وإدارياً نوعياً يعيد تعريف مفهوم الرقابة والمتابعة والخدمة العامة. لم تكن الأشهر القليلة الماضية مجرد فترة انتقالية، بل كانت بمثابة إعلان صريح بانتهاء زمن التراخي واللامبالاة الذي كبّل طموحات المدينة لعقود.
تحرير الاقتصاد من "أغلال" اللاتراخيص
المحور الأول والأكثر جدلية في ثورة الطراونة الإدارية كان التعامل مع ملف المحلات التجارية العالقة في حوض عين الباشا. هذه المحلات، التي مارست نشاطها لسنوات طويلة تحت سيف "اللاترخيص"، كانت تمثل عبئاً قانونياً ونزفاً مالياً للبلدية، ومصدر قلق لأصحابها.
في خطوة جريئة توازن بين تطبيق القانون ومراعاة الظروف الاقتصادية، شرعت رئاسة اللجنة في برنامج مكثف لـ ترخيص عدد كبير من هذه المنشآت. لم يكن هذا الإجراء مجرد تسوية، بل كان عملية "تقنين للأوضاع" تعيد إدماج قطاع حيوي في الدورة الاقتصادية الرسمية، وتُفعّل إيرادات البلدية، وتمنح أصحاب الأعمال شريان حياة قانوني، منهية بذلك متاهة البيروقراطية التي وُلدت من رحم الإهمال المديد.
استعادة كرامة الشارع من "قبضة" التعدي والإهمال
أما ميدانياً، فقد تجسدت فاعلية "باشا" البلدية في حملة ثلاثية الأبعاد، تستهدف البنية التحتية والسلامة العامة:
إزاحة غبار السنين بتعبيد الشرايين:
أشرف الطراونة بشكل مباشر على تعبيد عدد كبير من الشوارع التي كانت تئن تحت وطأة الحفر وسوء الخدمات، نتيجة "عدم المتابعة" المزمن. هذا العمل ليس مجرد صيانة تقليدية، بل هو ضخ لـ "شريان حياة" جديد في أوردة الأحياء، يسهّل حركة المواطنين ويختصر زمن الوصول، ويعيد الثقة في قدرة المؤسسة البلدية على الإنجاز.
استرداد الأرصفة وحق المشاة:
في عملية جراحية دقيقة لإعادة رسم خريطة المدينة، تم تفعيل قرار إزالة الاعتداء على الشوارع والأرصفة بكل حزم. كان هذا التعدي السافر يمثل تجاوزاً على الحق العام، ويعيق حركة المرور والمشاة. نجحت الحملة في استرداد مساحات عامة محتلة، لتؤكد أن سيادة القانون تبدأ من الشارع.
هندسة السلامة بالمطبات المنظمة:
بعيداً عن العشوائية، جاء قرار وضع المطبات في الشوارع كإجراء تنظيمي يُعنى بالسلامة المرورية، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية والمدارس. هذا الإجراء، وإن كان يثير بعض الجدل، إلا أنه يصب في خانة تنظيم السرعات وضبط الإيقاع المروري، ليتحول الشارع من مساحة للفوضى إلى بيئة منضبطة وآمنة.
إن ما يسطره رئيس لجنة بلدية عين الباشا، خالد الطراونة، هو نموذج يحتذى به في فلسفة الإدارة التي لا تقبل أنصاف الحلول. إنه يواجه الإرث الثقيل للإهمال الإداري والخدماتي ليس بالوعود، بل بقرارات تنفيذية حاسمة تلامس حياة المواطن اليومية، وتؤكد أن العمل البلدي الفعّال هو جسر العبور الحقيقي نحو التنمية المحلية المستدامة. عين الباشا تستفيق... والحكم للشارع المعبّد، والمحل المرخّص، والمواطن الذي استعاد كرامة أرضه.