كتب عبدالحليم عربيات:- مات “قويدر العايش” مات قويدر العايش الاسم الذي عرفه به اهل السلط على مدى العقود الماضية واسمه بالكامل عبد القادر العايش يوسف البزبز الحياري”ابو يونس”عن عمر يناهز 97 عاما . مات الرجل بسلام وخرج ابناء السلط لتشييعة رغم ان معظمهم لم يلتقيه او يعرف صورة وجهه بل انهم يحفظون قصة حياته عن ظهر قلب حيث تداولتها الاجيال جيلا بعد جيل فقد ارتاد هذا الرجل المدارس في مطلع القرن الماضي وتخرج من مدرسة السلط الثانوية في بدايات التأسيس مع كوكبة من الاردنيين الذين جاءؤا من كل حدب وصوب الى هذه المدرسة لينهلوا منها العلم كونها كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في الاردن وفي بدايات حياته امتهن التدريس وكثير من روساء الوزارات والوزراء الذي تعاقبوا على هذا الوطن عرفوه زميلا او معلما او تلميذا والذين يعرفونه من الاجيال السابقة يقولون انه يتمتع بذكاء حاد وفكر متقد وشخصية قوية ويضيفون انه لو استمر كذلك بصفته من اوائل الخريجين لكان لة شأن عظيم في مسيرة الوطن وبناء الدولة الاردنية الحديثة وربما ان اسمه الآن كان سيتردد على السنة الجميع ليس في السلط وحدها بل على امتداد الوطن كله وربما خارجه غير ان هذا الرجل غير مسيرة حياته كليا وقلبها رأسا على عقب فبعد سنوات من التدريس نزع الزي الرسمي للمدرس(البدلة) وافترق عن الرفاق المدرسين ليشق لنفسه طريقا مخالفا ومسارا آخر في الحياة ظل قابضا عليه الى ان فاضت روحة الى بارئها اليوم لقد توجه الاستاذ الذي كانت له مكانه كبرى في المجتمع وينعم بالعيش الرغيد الى الزراعة التي عشقها عن والدية واهله وانخرط في الزراعة بكل ادواتها البدائية بعيدا عن المدينة وصخبها وقد اعطته الارض باكثر مما اعطاها وربى من خيراتها نخبة من الابناء في كافة التخصصات وظلت فلسفتة في الحياة الابتعاد عن المدينة وصخبها ومشاكلها والاستمتاع بوسائل الرفاهية الحديثة الى حياة الريف البسيطة حتى انه في سنواته الاخيرة لم يعد يحل في المدينة الا ماندر . ان في حياته الكثير من الدروس والعبر وخاصة لاجيالنا الحالية الذين يركنون الى البطالة ويتاففون عن الانخراط في الاعمال اليدويه رغم عطائها الكبير مات “ابو يونس” وستظل الاجيال القادمة تحكي قصة نجاح رجل عشق الارض والتراب ومات مزهوا بارثة الخالد الذي صنعة بالجهد والعرق.
