الرئيسية مقالات الموت البطىء الكاتبه ليلى قطيشات

الموت البطىء الكاتبه ليلى قطيشات

1534

      10339634_10204042648014580_775639869306073604_n صرخات موجعة قادمة من اماكن مهجورة من اوكار مدفونة من مغر تالفة استوطنها هذا المدمن ليكون بعيدا عن الانظار ... او ربما اتخذ له مكان في غرف تحتية ظلماء في باطن الارض احتلتها البرودة وغادرتها الشمس ، والهواء رحل بعيدا عنها مع قدوم روائح الموت والعفونة والقذارة ... استغاثات قادمة وانين يخرج فجأة ويختفي لعدم وصول آلام هذا المدمن من طبقات الارض الى سطحها ... رائحة الموت قادمة تنذر اهله بموته في اي لحظة .. انفاسه مقطوعة ضلوعه هشة امعاؤه ممزقة كأحبال ذائبة اكلتها الرطوبة ولم يبق منها الا آثار خيوط رفيعة تدل عليها ، اصبحت هذه الامعاء تستوعب قطعة طعام او قطرة ماء ، السموم اصبحت تجري في جسده واختلطت في دمائه ، عيونه اصبحت جاحظة ، السواد احتل جفونه ، شفاهه اصبحت زرقاوتين لجفافها وقلة الغذاء ... شراينه زرقاء من وخز الابر اللعينة الشيطانية ، الحبوب اصبحت تعمل هرما في معدته لتكدسها فوق بعضها البعض ، رائحة الحشيش تنبعث من زفراته الاخيرة . سؤالي هنا لماذا هذا العذاب ؟؟ ولماذا اختار هذا المدمن هذا الطريق ؟؟ ولماذ ولماذا ... كلها اسئلة لا اجد لها اجوبة شافية بل اجوبة مريضة عليلة يبرر المدمن لنفسه ولغيره انه بسبب يأسه القاتل و فراغه القاسي . لكن هناك لوم على الاهل والمجتمع كافة في تراخيهم وعدم تحملهم مسؤولية ابنائهم وعدم مراقبتهم دون تشديد الخناق عليها لأن الشدة والعنف والفراغ والملل والحرية الزائدة والفقر والبطالة ورفاق السؤ وتجار السوق السوداء ومروجو السموم تنشئ شاب غير واع فاقد لرشده . ان الابناء كالنبتة كلما قام المزارع برعايتها ورواها بماء صالحة وغذاء غير مهرمن تنمو بشكل سليم اما اذا رويت بمياه عادمة ملوثة تنمو ايضا لكن غير سليمة ، واذا لم تتكاثف الجهود معا من اهل ومجتمع محلي وتربويين ومسؤولين .. ربما يأتي يوم نصحو بعد فوات الاوان على صوت صرخات ابناءنا وهم راقدون تحت التراب .. حينها لا ينفع الندم بعد فوات الاوان .




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا