الرئيسية مقالات "هيرقل" مستاء -منع من النشر

"هيرقل" مستاء -منع من النشر

2953

أحمد حسن الزعبي

download منع الأربعاء 24-9-2014

اعتقد أن أذنيّ الراحل هيرقل لم تكفّا عن الطنين طوال الأسبوع الماضي ،لكثرة ما تكلمّ ووصف وتحسّر وخمّن ووزن وقدّر ونفى وخبأ ونصب رادارات الشعب الأردني بمجمله..لكن من حسن حظّ "هيرقل" ان ذاكرتنا قصيرة جداً..فنحن مثل فحم الأرجيلة الصيني .."سريع الاشتعال وسريع الانطفاء" ، فلو فتحنا نفس الموضوع الاسبوع القادم او الذي يليه وسألنا كم تقدر كمية الكنوز المستخرجة وما هو مصيرها لأشاح نصف المتحدثين بوجوههم عنا وقالوا في سرهم: "انقلع غاد..سوالفك بايتة"..

ربما يكون مقالي هذا رقم الف وخمسمائة و"شوية فراطة" في الصحافة الأردنية الذي  تناول  كنوز عجلون..لكن الذي دعاني للكتابة في نفس الموضوع ، ملامح الضياع التي بدأت واضحة على وجه الحكومة والشعب على حدٍ سواء...ففي ظل وجود حكومات "ذمتها واسعة" وشعب خياله واسع...يبقى الموضوع مفتوحاً الى مالا نهاية ، لتضيع طاسة الحقيقة ويبقى الكلام مجرد فقاعات خيال لا تسمن ولا تغني عن مديونية...

سؤالي ما المشكلة لو أعلنت الحكومة بكل شفافية عن "اكتشاف آثار ومنحوتات وكنوز ذهبية ومخطوطات" تعود لزمن الاسكندر المقدوني او للبطيخ المسمر...وأطلعت العالم كله عليها بمؤتمر صحفي يعقده وزير السياحة امام تلفزة العالم المهتم، ثم  يقومون بوضعها  في متحف خاص ليتمكن كل الراغبين بمشاهدتها او التعرف عليها ..وهذه خير وسيلة لاستدرار السياحة الخارجية والداخلية مدى الحياة ..

 انا لا أتحدث عن هذا الاكتشاف تحديداً، انا اتحدث عن باقي الاكتشافات والكنوز التاريخية المستخرجة ،لماذا في مصر او تركيا او ايطاليا عندما يتم اكتشاف مدفن قديم او هرم او قصر أو قرية تاريخية  يتم الترويج لها والحديث عنها بكل شفافية للعالم كله..وليس بالنفي واحضار خلاطات الباطون لدفن المعالم كلها  بحجة نصب "الرادرات"!.

الاكتشافات الأثرية بالمجمل ليست ملكاً لأحد..لا لشخص ولا لجهة و لا للدولة حتى ، هذه ملك للانسانية جمعاء من حق الأردني والفرنسي والمغربي والسعودي والبوليفي  ان يشاهدها ويتعرف على الحضارات التي سكنت الأرض وماذا تركت...

هذا الارث التاريخي العالمي المكتشف وكل اثار مكتشفة في أي جزء من هذا الوطن  لا تقدر بثمن ..ومن يفكر ببيعه خارجاً او من يرغب بسد المديونية فيه او وضعه في خزينته الخاصة يكون واهماً ويسقط قيمته الفعلية التي هي أعلى بكثير من ثمنه.. ومن يقوم بصهر او تهريب أو بيع تاريخ الاسكندر المقدوني او أبو يحيى الأردني...فهو تماماً كمن يبيع " عرجة جدته" ليشتري بها مصاصة...

كل ما كنا نحتاجه الاسبوع الماضي، هو المزيد من الصراحة والشجاعة الرسمية والتعقل والمنطقية الشعبية..فالمسارعة بالنفي..نفي الحفريات، نفي الاغلاق، نفي التفجيرات الصغيرة ،نفي  الكنوز، نفي الأثار، نفي المنطقة الأثرية، نفي وجود"هيرقل" بالتاريخ اصلاً...جعل المواطن يحلق عالياً بالخيال الذهبي خاصته...ثم ان الذي زاد الطين بلّة...غياب "التلبيق" الحكومي المحبوك للرواية ..فالرواية "الكاروهات"  للمحافظ  لم تتناسق  مع الكلام "الفوتيكي" للوزير ولا مع قبّعة وزير السياحة الملوّنة.. فطلعت القصة تشبه لباس مهرج السيرك...

هيرقل مستاء..الكيل "بيلبق" عليه قصص..

وهو قاعد بــ"الكونتينر" زقّ...

أحمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا