الإثنين ,30 يونيو, 2025 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم مدينة السلط بعد اليونسكو .. بقلم : مجحم محمد ابورمان

مدينة السلط بعد اليونسكو .. بقلم : مجحم محمد ابورمان

44

البلقاء اليوم - مدينة السلط بعد اليونسكو .... بقلم : مجحم محمد ابورمان


اليوم بشكل مختلف تماماً من بُعد آخر جلست على احد المقاعد في مدينتي السلط اتأمل شوارعها و استمع لصدى التاريخ و ابحث في حجارة الأبنية وفي حكايات الناس .

كنت ابحث عن السلط التي كرمها العالم حين وُضعت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام " 2021 " لكن كلما نظرت اعمق وجدت ان الاحتفاء العالمي لم ينعكس على ارض الواقع بما يكفي .

تسألت أين هي الفعاليات الثقافية و أين صوت الفنون الشعبية ؟

لماذا يغيب الحضور المجتمعي عن مؤسسات وزارة الثقافة و أين التفاعل الذي تستحقه مدينة السلط بهاذا الإرث ؟

منذ ان وعيت وانا ارى مدينة السلط تزخر بالتاريخ و الحضارات المتعاقبة بالنسيج الاجتماعي الغني الذي يجعلها مدينة نموذجية للتعايش و التنوع ، رغم وجود مؤسسات ثقافية و متاحف مثل بيت جابر و متحف السلط إلا ان الأنشطة الفعلية محدودة .

اليوم ارى من يزور هذة المدينة العريقة لا يلحظ تواجد لفعاليات موسمية ولا يجد مهرجانات ثقافية تليق بها !!

ولم ارى إشراكاً حقيقياً للأطفال والشباب في الحياة الثقافية بأستثناء مبادرات متفرقة هنا وهناك .

حسب ما رأيت مؤسسات تعمل لكن دون اثر واضح لا انكر ولا احد ينكر وجود جهود من وزارة الثقافة في السنوات الأخيرة كمبادرة مكتبة الأسرة و تسليم مخططات إنشاء مركز ثقافي !!! لكننا نحتاج إلى ماهو ابعد من ذلك .

اليوم ارى ان المدينة تحتاج إلى برامج ثقافية مستمرة تخرج من جدران المؤسسات و تُنزل إلى شوارع تذهب لسكانها لطلبتها إلى الحرفين و إلى الزائر العابر .

ما رأيته اليوم هو اشبه بجهود منفصلة بلا روح جامعة او رؤية .

اذكر حين نالت مدينة السلط إعتراف اليونسكو كان ذالك تقديراً لنمطها المعماري و لتاريخها و لمجتمعنا المتعايش لكن الجائزة لم تكن النهاية بل بداية الطريق .

من المفترض ان هذا الاعتراف اليوم يُحرك طاقات المدينة و يجذب التمويل و يشجع الإبداع و يضع السلط على خارطة الفعل و اقصد الفعل الثقافي و السياحي في الأردن إلا ان الواقع للأسف كما رأيت يظهر فجوة كبيرة بين الاعتراف الدولي و التفاعل المحلي .

نقاش لا بد ان يبدأ ولا اكتب لأنتقد فقط بل لأبدأ و أدعو لعمل جاد و حوار عملي تشارك فيه وزارة الثقافه و بلدية السلط و المجتمع المحلي برؤية ثقافية تشاركية .

بالعمل على مهرجان سنوي ثابت , فتح المؤسسات الثقافية للمجتمع .

ومن أهمها خطة لتحسين البيئة العامة من نظافة الشوارع و ترميم المواقع بشكل فني يليق بها .

من هنا اليوم مدينة السلط لا ينقصها التاريخ ولا الإرث ولا أهلها الطيبون .

ينقصها اليوم ان نبدأ الفعل ان نسمع قريباً عن مؤتمر ثقافي تشاركي ان نرى مبادرات تطوعية تنظم مهرجان الشارع .

ان تتحرك المؤسسات الرسمية لتأخذ نبض الشارع نبض هذه المدينه العريقة بجدية .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا